كتبت : نجلاء أبوزيد
تخاف كل أم على أولادها ولكن أحيانا يتحول خوفها لمرض يؤذى الأبناء ويجعلهم عاجزين عن فعل أى شيء فلا يثقون في أنفسهم ومن حولهم.
وحول المخاوف الضارة وكيف نؤذى أبناءنا دون أن ندرى سألنا د. صفاء عبد القادر استشاري طب نفس الأطفال فقالت: بعض الأمهات خاصة من تأخرن لفترة لسبب ما في الحمل والإنجاب يخفن على أبنائهن بشكل مرضي دون أن يدركن أنهن بمبالغتهن في الخوف يخرجن أبناء ضعافا غير قادرين على فعل شيء بمفردهم, فيقف الطفل دائما متخفيا خلف أمه لا يصافح أحدا إلا إذا طلبت منه وألحت عليه, ولا يلعب مع أحد فى المدرسة ولا يتفاعل مع زملائه ومدرسيه, وتبدأ تشكو من أوضاع هي من أوصلته لها بخوفها الزائد وعدم منحه فرصة التجربة والاحتكاك بمن في مثل سنه وأن يعيش طفولته, وهناك حالات تتردد على العيادة أعرف منها أنها كانت تأخذه للمدرسة وتدخله الفصل بيدها وتطلب منه عدم التحدث مع أحد حتى لا يتعرض للأذى, وهنا يجب أن تفهم كل أم أن الخوف على الأبناء يعنى أن نعلمهم وننصحهم بعدم التعامل مع الغرباء لكن في نفس الوقت نعلمهم كيفية التواصل مع الناس ولا نخيفهم من الجميع فنفقدهم ثقتهم في أنفسهم وإنما نمنحهم فرصا واضحة للتعلم مع المتابعة وألا نمنعهم من اللعب حتى لا يصابوا لكن ننصحهم بألا يلعبوا ألعابا عنيفة, فحبسهم في البيت أو خروجهم بصحبتنا دائما وعدم إشراكهم في ألعاب جماعية لا يحميهم وإنما يضرهم ويجعلهم غير قادرين على تحديد الصواب والخطأ عندما يكبرون ويكونون فريسة سهلة لأصدقاء السوء لأنهم لم يتعلموا من التجربة والخطأ في طفولتهم, فلنحمى أطفالنا بالوعي لا بالحبس والمنع بدعوى الخوف.