تقدم الدكتور بشار عواد معروف، المؤرخ والمحقق، إلى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، باسمه واسم علماء الحديث في العراق، بالشكران على دعوته، والعرفان بفضله في الدفاع عن الإسلام عمومًا، وسّنة المصطفى ﷺ خصوصًا تجاه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، لافتًا إلى أن ذلك مما يُدوّن في صحائف الفخر، ويُعمَرُ على مَرّ الدهر.
وأضاف الدكتور عواد في كلمته بعنوان "أثر الخروج عن الجماعة العلمية" بمؤتمر الأزهر العالمي لتجديد الفكر الإسلامي أن التطرف والإرهاب هو الخروج على إجماع أهل العلم استنادًا إلى أدلة متهاوية، أو فهم مغلوط لأحاديث صحيحة، أو تفسيرات شاذة لنصوص لم يقل بها كبير أحد من أهل المعرفة والإتقان.
وأشار في الجلسة الثانية للمؤتمر بعنوان "آليات التجديد"، إلى أن التطرف الذي يتخذ الإرهاب وسيلة لإرغام الخصوم على اعتناق ما يؤمن به ويدعو إليه، وإن كان باطلاً، هو أمر لا يلجأ إليه الواثق بنفسه، بل هو شعور متمكن في النفس بالهزيمة والخسران حينما يفشل الإنسان بإقناع غيره بالحجة والبرهان.
وشدد الدكتور عواد على أنّه حين يحتمل النص معان متعددة، فإن الفيصل في ذلك يكون جماعة العلماء، متمثلة في مؤسسات مثل الأزهر الشريف ومؤسساته المتنوعة، ومثل المجامع الفقهية التي تُصدر الفتاوى بعد الدراسة والتمحيص وتبادل الآراء، لافتًا إلى أن مثل هذه المؤسسات هي رأس الجماعة العلمية، فهم المفتاح لكل مسألة مُقفلة، مشددًا أنه على جماهير الأمة الركون إليها والاعتماد عليها.
ويعقد الأزهر الشريف هذا المؤتمر على مدار يومي الاثنين والثلاثاء 27-28 يناير 2020، بحضور نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلين عن وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة من دول العالم الإسلامي، لبحث ومناقشة أطر مفاهيم التجديد، وآلياته، وتفكيك المفاهيم المغلوطة، وقضايا المرأة والأسرة، ودور المؤسسات الدولية والدينية والأكاديمية في تجديد الفكر الإسلامي.