تفقد الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وأسامة القاضي محافظ المنيا، مجموعة من المواقع الآثرية والسياحية في محافظة المنيا، في مقدمتها كنيسة ودير السيدة العذراء بمنطقة جبل الطير.
تأتي هذه الزيارة في إطار الجولات التي يقوم بها وزير السياحة والآثار في محافظات مصر؛ لتفقد المواقع الأثرية والوقوف على درجة كفاءة الخدمات السياحية بها.
وكان في استقبالهما بالدير الأب ثاوفيلس القمص متي كاهن كنيسة السيدة العذراء بجبل الطير، حيث اصطحبهما في جولة داخل كنيسة السيدة العذراء والمغارة التي لجأت إليها العائلة المقدسة اثناء وجودها في المنيا، واستمعا لشرح مفصل عن مشروع الترميم الذي يقوم به المجلس الأعلى للآثار بالدير والكنيسة والمغارة ومشروع تطوير المنطقة لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها .
ووجه وزير السياحة والآثار ببعض التوصيات في أعمال الترميم لرفع كفاءة الخدمات السياحية بها؛ لخدمة الزائرين بصورة أفضل، حيث أنها أحد محطات رحلة العائلة المقدسة، في المحافظات الـ 8 التي يتضمنها خط سير العائلة المقدسة في مصر.
من جانبه ، قال رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار المهندس وعد الله أبو العلا، إن أعمال مشروع ترميم كنيسة الدير بدأ منذ عام 2018 بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، حيث تم تنفيذ الأعمال على مرحلتين، شملت المرحلة الأولى الممر الغربي وقد انتهت تماما، والمرحلة الثانية شملت الممر الجنوبي ومازال العمل مستمرا فيها.
وأضاف أن أعمال المرحلة الأولى تضمنت ترميم حوائط وأسقف الكنيسة، لافتا إلى أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم المعماري والإنشائي للمنارة بأدوارها المختلفة (دور أرضي - الدور الأول "الميزانين"- البرج الحر بداية من منسوب سطح الكنيسة حتى نهاية المنارة).
وأوضح أن المرحلة الثانية شملت أعمال ترميم العقود بالحائط البحري، وجارٍ استكمال باقي الأعمال، والتي تتضمن ترميم الحوائط الحاملة للقبو، واستبدال لوحة الموزاييك الحديثة المنفذة عام 1987م الموجودة بالحائط الشرقي بالمدخل الجنوبي للكنيسة بلوحة أخرى من الموزاييك لرحلة العائلة المقدسة لتأخذ الطابع الأثري والشكل التراثي للفن القبطي، بالإضافة إلى وضع نظام جديد للإضاءة، كما سيتم رفع كفاءة الخدمات السياحية بها لاستقبال الزائرين.
بدوره، أشار رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الدكتور جمال مصطفى إلى أن دير السيدة العذراء يقع في الجانب الغربي من قرية جبل الطير بمحافظة المنيا فوق الجبل شرق النيل، وقد قامت الملكة هيلانه أم الإمبراطور قسطنطين ببناء الكنيسة الأثرية بداخل الدير عام328م، والكنيسة منحوته في الصخر.
وأضاف انه تم حفر المعمودية في منتصف بدن العمود بالجهة الجنوبية للصحن، ويقع اللقان اتجاه الباب الغربي في منتصف أرضية الصحن ويغطية باب خشبي، أما الهيكل فهو عبارة عن حجرة منحوته في الصخر وبها المذبح، ويوجد بجوار المذبح غرفتان جانبيتان.
وأشار الدكتور مصطفى إلى أن المغارة هي المكان الذي أقامت به العائلة المقدسة أثناء رحلتهم في مصر لمدة ثلاثة أيام، وهي ملاصقة للهيكل من الناحية القبلية، وكانت تلك المغارة غير معروفة في الثلاثة قرون الأولى إلى أن حضرت الملكة هيلانه بعد أن تم أكتشاف الصليب المقدس.
جدير بالذكر أن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة إلي مصر يعد مشروعاً قومياً باعتباره محوراً عمرانياً تنموياً يقوده قطاع السياحة ويؤدي تنمية هذا المحور إلى تنمية المجتمعات المحيطة بطول المسار.
ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة 25 نقطة تمتد لمسافة 3500 ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط، حيث يحوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه ومجموعة من الأيقونات القبطية الدالة على مرور العائلة المقدسة بتلك المواقع، وفقا لما أقرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر.
وبدأت رحلة دخول العائلة المقدسة من رفح بالشمال الشرقي للبلاد، مرورا بالفرما شرق بورسعيد، وإقليم الدلتا عند سخا بكفر الشيخ، وتل بسطا بالشرقية، وسمنود بالغربية، ثم انتقلت إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية حيث أديرة الأنبا بيشوى والسيدة العذراء "السريان"، والبراموس، والقديس أبو مقار.