أكد خبراء سياسيون أن مباحثات الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ونظيره الفلسطيني محمود عباس أبو مازن جاءت في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين الجانبين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، موضحين أن مصر لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية، وأن مباحثات الرئيسين اليوم أكدت أهمية توحيد الصف الفلسطيني.

كان الرئيس عبد الفتاح السيسي، قد استقبل اليوم بقصر الاتحادية الرئيس الفلسطيني محمود عباس، حيث بحث الرئيسان آخر مستجدات القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الأخيرة والإعلان عن خطة السلام الأمريكية التي تضمنت رؤية لتسوية القضية الفلسطينية ولمستقبل حلها.

وأكد السيسي أن مصر كانت ومازالت في طليعة الدول الساعية لإحلال السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط، حيث تبنت مصر التعايش السلمي ونبذ العنف كنهج استراتيجي راسخ لسياستها على مدار أكثر من ٤٠ عاماً، كرست مصر خلالها جهودها لنشر تلك الثقافة في المنطقة كسبيل وحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لشعوبها ولتغيير واقعهم إلي الأفضل.

كما أوضح الرئيس ثبات الموقف المصري تجاه حل القضية الفلسطينية من خلال إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها، مؤكداً أنه في نهاية المطاف لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع حتى يمكن التوصل إلى تسوية يتم التوافق عليها في إطار شامل يضمن استدامة تلك التسوية، وينهي معاناة الشعب الفلسطيني باستعادة كامل حقوقه المشروعة، ويحافظ على حقوق كافة الأطراف في الحياة والعيش في أمن واستقرار وسلام.

واتفق الرئيسين خلال اللقاء على مواصلة التشاور والتنسيق المكثف إزاء مختلف جوانب القضية الفلسطينية، بما يساهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله القادمة.


جهود مصر لدعم القضية الفلسطينية
قال الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلاقات الدولية  بجامعة بورسعيد وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم ونظيره الفلسطيني  محمود عباس أبو مازن، يحمل أهمية كبرى للرد الفلسطيني على الخطة الأمريكية التي أعلنت الأسبوع الماضي في البيت الأبيض، موضحا أن السيسي أكد الموقف المصري الداعم للقضية الفلسطينية.

وأوضح في تصريح لـ "الهلال اليوم"، أن الرئيس السيسي أكد في عدة مرات ضرورة توحيد كل الجهود لحل القضية الفلسطينية بدءا من الداخل الفلسطيني بجمع الفرقاء الفلسطينيين بين رام الله وغزة على كلمة واحدة، مضيفا إن الخطة الأمريكية للسلام طرحها ترامب، هي محل دراسة، والأشقاء الفلسطينين هم أصحاب الشأن ومصر تقدم لهم الدعم منذ عام 1948.

وأكد أن كل الرؤساء المصريين استضافوا المسئولين الفلسطينيين وقدموا لهم الخبرات في التعامل مع المفاوض الإسرائيلي، مضيفا إن مصر لم تدخر جهدا في دعم القضية الفلسطينية، ولم ولن تتاجر بها لأنها قضية وطن وشعب يسعى للاستقلال والسيادة.

وأضاف إن زياة الرئيس الفلسطيني أبو مازن محل ترحيب، حيث تقدم مصر كل خبراتها للأشقاء الفلسطينيين، موضحا أن مصر تدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية.

وأشار إلى أن قمة السيسي وأبو مازن اليوم، جاءت قبل الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لتقديم صوت واحد تجاه هذه الخطة، مضيفا إن مصر لا ترفض أية دعوات للحوار وقيام دولة فلسطينية مستقلة، والقيادة الفلسطينية هي صاحبة القول النهائي.



توحيد الصف الفلسطيني
فيما قال السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن مباحثات الرئيس عبد الفتاح  السيسي اليوم ونظيره  الفلسطيني  محمود  عباس  أبو مازن، جاءت قبل اجتماع وزراء الخارجية العرب الطارئ الذي دعت له فلسطين لبحث  الخطة  الأمريكية  للسلام التي أعلنها الرئيس الأمريكي ترامب الأسبوع الماضي.

وأوضح هريدي في تصريح لـ "الهلال اليوم"، أن مباحثات السيسي وأبو مازن تركزت على الموقف  الفلسطيني تجاه هذه الخطة والخطوات القادمة التي ستتخذها السلطة الفلسطينية.

وأكد أن المباحثات أكدت أهمية توحيد الصف الفلسطيني في ضوء المبادرات المصرية والاتفاقات المتعددة التي سبق أن وافقت عليها كل من السلطة الفلسطينية وحماس، مضيفا إن مصر تؤيد مواقف الشعب الفلسطيني الشقيق وستدعمها بكل الصور المتاحة.


وأضاف أن محمود عباس أبو مازن ألقى كلمة حدد فيها الموقف الفلسطيني تجاه هذه الخطة، موضحا أن مفاوضات طرفي النزاع الفلسطيني والإسرائيلي ينبغي أن تتأسس على مرجعية قرارات الشرعية الدولية التي اتخذها مجلس الأمن والأمم المتحدة.


تنسيق المواقف
ومن جانبه، قال ياسر أبو سيدو، القيادي في حركة فتح، إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن مصر ومباحثاته اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والقضية الفلسطينية والتي توجب أن يكون التنسيق على أعلى مستوى بين القادة العرب.

وأكد أبو سيدو في تصريح لـ "الهلال اليوم"، أن مصر دائما هي سند أساسي للشعب الفلسطيني، وأن حضور أبو مازن إلى القاهرة منذ أمس كان للقاء السيسي والمشاركة في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، مضيفا إن هناك آمالا أن تتخذ الجامعة العربية موقفا موحدا وداعما للشعب الفلسطيني.

وأوضح أن لقاء السيسي وأبو مازن جاء للتشاور حول المواقف المرتقب اتخاذها، مضيفا إن السيسي يده في يد الشعب الفلسطيني لإنهاء الانقسام، ويقف إلى جانب الفلسطينيين لإقامة دولتهم وتلبية طموحاتهم.

وأكد أن المهم في الوقت الراهن اتخاذ موقف ثابت وقوي يدعم الشعب الفلسطيني وينهي معاناته باستعادة كامل حقوقه المشروعة.