نجحت
مصر في إنهاء أزمة احتجاز32 صيادًا مصريًا فى اليمن، وهي خطوة وصفها خبراء بأنها تؤكد
اهتمام القيادة السياسية برعاية المصريين بالخارج، وقوة الدولة واحترامها لمواطنيها،
موضحين أن إنهاء احتجازهم أمس وعودة المصريين من ووهان بعد تفشي كورونا رسالة لهم بأن
المواطن المصري هو أولوية لدى الدولة.
ووصلت طائرة مصرية مساء أمس
الثلاثاء إلى مطار القاهرة الدولي قادمة
من العاصمة اليمنية صنعاء وعلى متنها 32 صيادا مصريا كان قد تم احتجازهم في اليمن من
قبل الميليشيا الحوثية منذ نحو شهرين، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأكدت وزيرة الهجرة أنه تم التنسيق
بين كافة أجهزة الدولة، ومع الأشقاء في المملكة العربية السعودية واليمن من أجل ضمان
وصول هؤلاء الصيادين، وتابعت:"الدولة المصرية كانت على تواصل مباشر ومستمر مع
هؤلاء الصيادين من أـجل إيصال رسالة طيبة لهم بأن الدولة المصرية تهتم بهم".
وعقب عودتهم إلى مصر، قال الرئيس عبد
الفتاح السيسى: "تابعت بكل فخر وإعزاز الجهود المكثفة المبذولة لإنهاء أزمة احتجاز
32 صيادًا مصريًا فى دولة اليمن، حيث أسفرت تلك الجهود على الحفاظ على حياتهم ونقلهم
بشكل آمن للأراضي المصرية، في إطار حرص الدولة على تأمين رعاياها بالداخل والخارج،
وأتقدم بالشكر والتقدير للقائمين على عودتهم لبلادهم آمنين.. تحيا مصر.. تحيا مصر..
تحيا مصر".
ورحب الصيادون باهتمام الرئيس السيسي
بعودتهم وأنهم كانوا في منطقة خطرة نتيجة الأوضاع الخطيرة في اليمن، بعدما كانوا فاقدين
الأمل في عودتهم من اليمن مرة ثانية.
رعاية المصريين بالخارج
السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية
الأسبق، قال إن نجاح مؤسسات الدولة في إنهاء أزمة احتجاز الصيادين المصريين في اليمن
وعودتهم إلى الوطن أمس تأكيد على اهتمام الحكومة المصرية والقيادة السياسية برعاية
المصريين في الخارج .
وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"،
أن الرعايا المصريين في الخارج عددهم نحو 11 مليون مصري ولهم دور كبير في دعم الوطن،
ووزارة الخارجية والمؤسسات المعنية بهذا الملف تهتم اهتماما بالغا بأبناء مصر في الخارج،
مضيفا إنه في الوقت الراهن ازداد هذا الاهتمام.
وأشار إلى أن الأسبوع الجاري شهد نجاح
مصر في علاج أزمتين تخصان المصريين في الخارج، الأولى في الصين بعد انتشار فيروس كورونا
وإعادة الرعايا من هناك إلى وطنهم بصورة احترافية، ثم إنهاء احتجاز 32 صيادا مصريا
في اليمن وعودتهم، بما يؤكد الصحوة الكبيرة التي تشهدها مصر في رعاية أبنائها في الخارج.
وأكد أنه من المهم لعدم تكرار مثل هذه
الأزمة مرة أخرى عدم قيام مراكب الصيد المصرية بالصيد في مناطق خارج المياه الإقليمية
المصرية بدون إذن أو تصاريح من هذه الدول.
قوة الدولة واحترامها لمواطنيها
ومن جانبه، قال حافظ أبو سعدة، عضو
المجلس القومي لحقوق الإنسان، إن إنهاء أزمة احتجاز الصيادين المصريين في اليمن وعودتهم
سالمين إلى أرض الوطن مساء أمس تأكيد باهتمام القيادة السياسية وكل أجهزة الدولة المصرية
بالمواطنين في رسالة لهم بأن المواطن المصري هو أولوية من أولويات الدولة.
وأوضح أبو سعدة، في تصريح لـ"الهلال
اليوم"، أن هذا تجلى خلال أقل من 48 ساعة في حدثين هامين وهما عودة الصيادين المصريين
من اليمن وإعادة المصريين من مدينة ووهان الصينية بعد تفشي فيروس كورونا وتخصيص منطقة
للحجر الصحي لهم، مضيفا إن تخصيص طائرة وطاقم مدرب على أعلى مستوى من الطيارين والأطباء
وإعادة المصريين من الصين دون تحملهم لأية نفقات كانت خطوة مهمة.
وأكد أن هذه الجهود تأكيد لفكرة المواطنة
وحقوق الرعايا المصريين على السلطة، وكذلك فإن إعادة المصريين المحتجزين في اليمن والتفاوض
أكثر من شهرين لإعادتهم سالمين لوطنهم يعكس قوة الدولة المصرية واحترامها لمواطنيها
ودفاعها عنهم وتحريكها أساطيلها وطائراتها من أجل إعادتهم.
وأوضح أن هذا القرار مهم وجاء بتوجيهات
من الرئيس عبد الفتاح السيسي وتكاتف كل أجهزة لإتمام هذه المهمة، وهو قرار يعزز فكرة
دولة سيادة القانون واحترام الرعايا وحقوق المواطنة.