الأربعاء 26 يونيو 2024

السيسي يستعرض رؤية مصر تجاه قضايا الاستقرار والتكامل التجاري والتنمية بأفريقيا أمام قمة أديس أبابا

تحقيقات8-2-2020 | 14:18

أكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيستعرض خلال القمة الأفريقية العادية الثالثة والثلاثين التي تعقد بأديس أبابا يومي التاسع والعاشر من فبراير الجاري رؤية مصر تجاه العمل الأفريقي والمشترك والتكامل التجاري والتنمية بالقارة.

 

وأضاف السفير بسام راضي – في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي بأديس أبابا اليوم - أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يشارك غدا الأحد في الجلسة المغلقة لرؤساء الدول والحكومات الأفريقية التي ستعقد في إطار القمة والتي تعقد تحت " شعار إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا "، كما سيشارك الرئيس في الجلسة الافتتاحية والتي سيقوم خلالها بتسليم رئاسة الاتحاد الأفريقي إلى دولة جنوب أفريقيا.

وأشار راضي إلى أن الرئيس سيلقي كلمة خلال القمة يستعرض خلالها الإنجازات التي حققتها الرئاسة المصرية للاتحاد وما تم من اجتماعات افريقية سواء في مصر أو في دول القارة وكذلك عرض رؤية مصر فيما يخص خريطة الطريق الأفريقية التي تم تدشينها خلال العام الماضي.

 

وأشار إلى أن مصر ستكون ضمن دول الترويكا التي تضم الرئيس الحالي والسابق والقادم للاتحاد الأفريقي.

وقال راضي إنه من المقرر أن يشارك الرئيس أيضا اليوم في قمة منتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء، وكذلك قمة مجلس السلم والأمن الأفريقي حول ليبيا والتي ستناقش تأثير الأوضاع الراهنة وانتشار السلاح والإرهاب والعناصر المتطرفة على دول الساحل والصحراء، مشيرا إلى أن قمة آلية النظراء ستستعرض تقريرا اليوم حول مصر وما شهدته خلال السنوات القليلة الماضية فيما يخص موضوعات حقوق الإنسان والصحة والحوكمة والتنمية الاقتصادية والتعليم إلى جانب استعراض تقارير لعدد من الدول الأفريقية الأخرى المنضمة لآلية مجموعة النظراء.

 

وقال راضي إن الرئيس سيشارك في اجتماع لجنة لنظراء الأفريقية كرئيس الاتحاد الأفريقي إلى جانب مناقشة اللجنة للتقرير المصرى، والذي يتضمن إشادة بالتجربة المصرية وبما حققته خلال السنوات القليلة الماضية.

 

وأكد راضي أن برنامج الرئيس خلال فترة انعقاد القمة سيكون حافلا ومزدحما بالعديد من اللقاءات مع عدد كبير من القادة والرؤساء الأفارقة والشخصيات الدولية المشاركة في الفعاليات.

 

وعن رؤية مصر حول موضوع القمة الرئيسي "إسكات البنادق .. تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا " قال راضي أن الرئيس السيسي وضع خلال عام الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي أسس وخريطة طريق القارة الأفريقية في عدد كبير من الموضوعات المهمة، لافتا إلى أن الرئيس قام بمجهودات كبيرة بشكل شخصي مع الشركاء الدوليين والجهات المانحة من بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والولايات المتحدة والصين واليابان وألمانيا لشرح المشاكل والتحديات الأفريقية والتركيز على دعم عملية التنمية في ربوع القارة الأفريقية عبر مشروعات تعود بالنفع على الجانبين وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية الطرق والربط السككي والموانئ.

 

وحول أهمية وجود مصر في الترويكا الأفريقية قال السفير بسام راضي أن وجود مصر في الترويكا يضمن استمرارية ومتابعة القضايا التي تم إطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي والمبادئ التي نادت بها مصر وخاصة مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية حيز النفاذ في الثلاثين من مايو الماضي والتي فتحت مجالا كبيرا لوجود آلية مؤسسية ذات أبعاد قانونية وتجارية واقتصادية للتعامل مع العالم الخارجي ، وأدت إلى دمج المناطق الاقتصادية المتفرقة داخل القارة الأفريقية في كيان واحد يشكل صوتا اقتصاديا أفريقيا موحدا.

 

وأكد راضي أن طريق التكامل والاندماج الاقتصادي والتجاري الأفريقي ليس قصيرا ولكن الجهود ستتواصل لمعالجة المشكلات التي ترسخت داخل القارة لعقود طويلة ، مشيرا إلى ان جدول أعمال القمة الأفريقية الحالية يختلف بشكل جذري عن جداول أعمال القمم الأفريقية السابقة والتي ركزت على الصراعات والنزاعات والحروب الداخلية والأوبئة.

 

وأوضح أن جدول أعمال القمة الحالية يركز على قضايا حيوية تهم دول القارة كالتنمية والتعليم والصحة والإسكان والتجارة والاستثمار، منوها إلى أن الزخم الكبير الذي شهدته مصر في مشروعات التنمية انعكس على جهود الرئيس السيسي الحثيثة خلال رئاسته للاتحاد ، حيث ركز الرئيس على نقل التجربة المصرية " الملهمة" والتي حظيت بإشادات واسعة النطاق من جانب زعماء العالم والمؤسسات الدولية ووصفوها بأنها قصة نجاح ونجمة مضيئة.

 

وأشار إلى أن مصر حققت تجربة رائدة في التحول من دولة كانت على حافة الانهيار وتعاني من مشكلات في كافة المجالات إلى دول مستقرة اعتبرتها المؤسسات الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين قصة نجاح يحتذي بها من جانب الدول الأفريقية.

 

وقال إن الترويكا الأفريقية ليست السبيل الوحيد لاستمرار مصر في متابعة جهود وخطط التنمية المستدامة بالقارة الأفريقية ، ولكن مصر لها باع كبير في القارة حيث تعد من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية عام 1963 ، مؤكدا أن الدول الأفريقية رحبت بعودة مصر القوية إلى الساحة الأفريقية بعد فترة من الابتعاد.

 

وأضاف أن عودة مصر القوية إلى الساحة الأفريقية عكستها الزيارات العديدة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدول الأفريقية، وأيضا زيارات الزعماء الأفارقة المكثفة إلى مصر خلال السنوات القليلة الماضية.

 

وحول رؤية مصر تجاه قضية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي التي سيطرحها الرئيس السيسي خلال القمة الأفريقية اليوم، قال السفير بسام راضي إن الإصلاح المؤسسي يعد نقاشا مطولا ومستمرا منذ فترة داخل الاتحاد الأفريقي، مشيرا إلى أن رئيس رواندا بول كاجامي – الذي ترأس الاتحاد الأفريقي خلال دورته السابقة – بذل جهودا مضنية لدفع قضية الإصلاح المؤسسي التي تشمل إعادة الهيكلة والإدارات وترشيد الإنفاق وغيرها، وقام الرئيس السيسي بالبناء عليها ومواصلتها خلال فترة رئاسته للاتحاد.

 

وأضاف أن الإصلاح المؤسسي للاتحاد الأفريقي ستتواصل بعد تسليم مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقي إلى جنوب أفريقيا.

 

وحول قرب موعد رئاسة مصر لمنظمة السوق المشتركة لدول شرقي وجنوبي أفريقيا / الكوميسا/ العام الجارى، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان الكوميسا تعد عمقا كبيرا لمصر داخل القارة الأفريقية وهمزة وصل بين شرقي وجنوبي القارة، مشيرا إلى ان التعاون في اطار الكوميسا سيعد محور النقاش سواء خلال القمة الأفريقية الحالية أو الفاعليات الأفريقية القادمة.

 

وحول قضية التمويل غير المشروط من جانب مؤسسات التمويل الدولية للدول الأفريقية، قال السفير بسام راضي إن الرئيس السيسي بذل جهودا كبيرة في إقناع المؤسسات الدولية بضرورة توفير التمويل غير المشروط والميسر لدعم مشروعات التنمية بالقارة الأفريقية، مشددا على أن توفير التمويل لمشروعات التنمية بأفريقيا من جانب المؤسسات الدولية يرتكز على مبدأ " المنفعة المتبادلة " والذي ترسخ خلال فترة رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الأفريقي.

 

وشدد على أهمية إنشاء مشروعات البينة التحتية وخاصة الطرق والمواني لربط الدول الأفريقية وتعزيز التجارة البينية الأفريقية كمشروع القاهرة – كيب تاون البرى، ومشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط .