قال
السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية السابق للشؤون الإفريقية، إن دعوة الرئيس
عبد الفتاح السيسي أمام القمة الأفريقية لتشكيل قوة أفريقية مشتركة لمكافحة
الإرهاب هي مبادرة جاءت في وقت حاسم للقارة الأفريقية وخاصة منطقة الساحل
الأفريقي، مضيفا إن هذه الدعوة تنم عن إدراك مصر لخطورة تفشي ظاهرة الإرهاب في
القارة.
وأوضح
الحفني، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أنه رغم العديد من الآليات التي تم
إنشائها في إطار الاتحاد الأفريقي وبالرغم مما تم إعداده من تدابير مع الولايات
المتحدة الأمريكية وفرنسا، فإن الإرهاب في الآونة الأخيرة تفشى في القارة، مؤكدا
أن الجميع يدرك أن نشاط المنظمات الإرهابية يتسع وتزداد كثافته وتزهق بفعله الكثير
من الأرواح في القارة.
وأكد أن
الإرهاب أصبح ظاهرة ممتدة من شرق إلى غرب القارة مرورا بوسط أفريقيا، فضلا عن
الوضع في الشمال الأفريقي وخاصة ليبيا، والتي تشهد في الآونة الراهنة عملية تجري
على نطاق واسع، لجلب المرتزقة والعناصر الإرهابية بأعداد كبيرة من سوريا والعراق
إلى ليبيا بما يهدد القارة فضلا عن تدفق العتاد العسكري.
وأشار إلى
أن ذلك كله إلى جانب تعطيل التسوية السياسية في ليبيا رغم محاولات الزاعامات التي
اجتمعت في برلين وتوافقت على ضرورة الحفاظ على الهدنة وتحويلها إلى وقف لإطلاق
النار دائم، وإعادة إحياء دور الأمم المتحدة للتسوية السياسية هناك، مضيفا إن
المبادرة المصرية تعكس تصورا استراتيجيا للأمن القومي المصري وارتباطه بالأمن
الأفريقي.
وأضاف
الدبلوماسي السابق إن الميليشيات والعناصر المتطرفة وتفشي الإرهاب في القارة يؤثر
على نهوض اقتصاديات الدول الأفريقية وتحقيق التنمية فيها، موضحا أن مؤتمر وزراء
الدفاع لتجمع الساحل والصحراء في 2016 في شرم الشيخ توصل إلى ضرورة تكثيف عملية
التبادل المعلوماتي والتنسيق والتعاون بين الدول المشاركة لمواجهة الجرائم العابرة
للحدود ومحاصرة الإرهاب.
ولفت إلى
أن هذا الاجتماع قرر إنشاء مركزا لمكافحة الإرهاب والذي أنشئ في مصر، ومنحت ألف
منحة لتأهيل الكوادر الأمنية الأفريقية في المجالات الأمنية والعسكرية وما يتصل
بها، كذلك استضافت مصر اجتماع لجنة الأمن والدفاع التي عقدت مستوى الخبراء ورؤساء
الأركان في ديسمبر 2019 في العاصمة الإدارية والذي خرج بعدد من التوصيات رفعت إلى
القمة الأفريقية أمس بأديس أبابا.
وتابع إن
الرئيس بطرحه لهذه الدعوة فإنه يؤكد أن دور مصر مستمر لا ينتهي بنهاية فترة رئاسته
للاتحاد الأفريقي، وخاصة وأن التحديات التي تواجهها القارة جسيمة، مؤكدا أن السيسي
دق ناقوس الخطر ليستدعي انتباه القادة الأفارقة لضرورة التحرك العاجل لمواجهة
استفحال هذه الظاهرة التي سيؤدي استمرارها لتدمير الأزهر واليابس.