تواصلت المواجهات بين المتظاهرين اللبنانيين الرافضين لانعقاد جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة ومنحها الثقة النيابية، وبين قوات مكافحة الشغب والقوى الأمنية في محيط المجلس النيابي بوسط العاصمة بيروت.
وأطلقت قوات مكافحة الشغب كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع لحمل المتظاهرين على التفرق، وذلك بعدما حاولوا انتزاع البلوكات (الجدران) الأسمنتية العملاقة التي وضعت على مداخل الشوارع الرئيسية المؤدية إلى مقر مجلس النواب وخرق الطوق الأمني من اتجاه ساحة الشهداء، حيث استمرت عمليات الكر والفر بين القوى الأمنية والمتظاهرين.
وقام المتظاهرون برشق عدد من مواكب السيارات، التي تقل النواب والوزراء المتجهين إلى مقر مجلس النواب لحضور جلسة الثقة النيابية، بالبيض والطماطم والأحجار، في محاولة لاعتراضهم ومنعهم من الوصول إلى مقر البرلمان.
واستطاعت وحدات الجيش اللبناني المتمركزة في محيط مجلس النواب وعناصر جهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة) وقوات مكافحة الشغب، تأمين وصول الوزراء والنواب الذين توجهوا إلى مقر المجلس، بعدما دفعت بأعداد كبيرة لتوفير مسار وصول آمن لهم.
وبلغ عدد النواب طالبي الكلام لمناقشة البيان الوزاري للحكومة نحو 40 نائبا، وسط مساع يبذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتقليص العدد قدر الإمكان، حيث تُطرح فكرة مفادها بأن تكتفي كل كتلة نيابية بنائب واحد فقط يمثلها في الحديث ومناقشة البيان الوزاري في ظل الاضطرابات والتوترات الأمنية الراهنة التي تحيط بالبرلمان، في حين بلغ عدد النواب الذين وصلوا -حتى الآن- إلى مقر مجلس النواب أقل من 60 نائبا فقط من أصل 128 نائبا يمثلون عدد أعضاء المجلس النيابي.
ومن ناحية أخرى، احتدمت المواجهات بين المتظاهرين والقوى الأمنية في ساحة الشهداء بوسط العاصمة وشارع بلدية بيروت المؤدي إلى مقر مجلس النواب، حيث لجأ المحتجون إلى رشق قوات الأمن بالحجارة الكثيفة من وراء الجدار الأسمنتي الفاصل بين الساحة والشارع عند مبنى جريدة النهار، وهو الأمر الذي قوبل باستخدام خراطيم المياه ذات قوة الدفع الكبيرة.
واضطرت القوى الأمنية وقوات مكافحة الشغب إلى الاستعانة بعربات مدرعة مثبت أعلاها قاذفات آلية للقنابل المسيلة للدموع، واستخدمتها في إطلاق القنابل بصورة كثيفة في محاولة لحمل المتظاهرين على التفرق، وذلك بالتزامن مع استخدام خراطيم المياه، لاسيما بعدما أقدمت تجمعات المتظاهرين على محاولة انتزاع البلوكات الأسمنتية الفاصلة.
كما قامت وحدات القوات الخاصة "المغاوير" بالجيش اللبناني المتمركزة من الجهة الأخرى المؤدية إلى مقر مجلس النواب من اتجاه جسر فؤاد شهاب (جسر الرينج) بإلقاء القبض على مجموعات من المتظاهرين، الذين كانوا قد بادروا إلى إلقاء الحجارة على وحدات الجيش وقطع الطرق.