انتهت النيابة العامة بجنوب الجيزة، اليوم الاثنين، من إعداد أمر الإحالة الخاص بواقعة قيام عاطل بقتل زوجة عمه وذبح طفلتها، والشروع في قتل طفلها الثاني، وإلقائه من أعلى شرفة المنزل، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ"مذبحة أبو النمرس"، وقد اعتمدت النيابة على عدد من أدلة الثبوت في إعداد أمر الإحالة تتمثل في تسلم النيابة تقرير الصفة التشريحية الخاصة بالمجني عليهم والذي ثبت من خلاله أن ربة المنزل تلقت ٧ طعنات في الظهر والكتف، بينما تلقت الطفلة الصغيرة جرح ذبحي بالرقبة وآخر خلف الأذن، كما تسلمت التقرير الخاص بإصابة الطفل الثاني بكسور وجروح في مناطق متفرقة من جسده.
كما أرفقت اقوال الطفل " عامر" الناجي من تلك المذبحة، والذي أكد أنه سمع صوت صرخات والدته فذهب لرؤيتها وقد فوجئ بالمتهم يطارده أعلى سطح المنزل فحاول الهرب منه ولكنه أمسك به وتعدي عليه بالضرب وقام برطم رأسه في الحائط ومن ثم ألقاه من أعلى المنزل وفر هاربا.
هذا وقد تسلمت النيابة تقرير المعمل الجنائي الخاص بالسلاح الذي استخدمه المتهم في تنفيذ جريمته، وقد تبين أنه ذات نصل حاد ووجود بصمات المتهم عليه، وقامت بضمة لأوراق القضية.
وفي ذات السياق أرفقت النيابة أقوال شهود العيان "جيران المجني عليهم" بعدما اكدوا أنهم شاهدوا المتهم يقوم بالقفز من أعلى منزل المجني عليهم وبيده سكين ملوث بالدماء وعثروا بعدها على جثة ربة المنزل وابنتها غارقتين في دمائهما، كما عثروا على الطفل المصاب أمام باب المنزل وما زال على قيد الحياة.
كما انتهت النيابة من سماع أقوال الضابط مجري التحريات والذي أكد أن المتهم اراد الانتقام من زوجة عمه نظرا لتعاملها معه بطريقة سيئة واتهامه بسرقه مبلغ ٢٠ الف جنيه من منزلهم واخبار زوجها "عم المتهم" بذلك، وقد قاموا بإبلاغ الشرطة التي تمكنت من القبض عليه والتحقيق معه وصرفه بعدما تبين عدم ارتكابه لواقعة السرقة.
هذا وقد انتهت النيابة من أمر الإحالة بعدما ارفقت اعترافات المتهم بأوراق القضية والتي اوضح خلالها أن زوجة عمه كانت دائما تسيء معاملته، خاصة عند زيارته لهم، مشيرًا إلى أن عمه كان يحبها وكان كلامها مصدقا لدى عمى "زوجها"، مشيرًا إلى أنه يخطط للانتقام منها منذ شهر، مضيفا: حينما قمت بزيارة عمى لأهنئه بعيد الأضحى، وبعدما غادرت المنزل علمت من باقى الأسرة أن أحدًا ما قام بسرقة مبلغ مالى قيمته 20 ألف جنيه من داخل المسكن، ولم يأت في مخيلتى أنهم سيتهموننى بالسرقة، موضحًا أنه فوجئ بأن عمه يتهمه بالاستيلاء على المبلغ المالى حسب كلام زوجته.
وأضاف "المتهم"، أنه حاول تبرئة نفسه من تلك التهمة إلا أن زوجة عمه "المجنى عليها" أصرت على تبليغ الشرطة واتهامه بالسرقة في محضر رسمى، مشيرًا إلى أن الشرطة ألقت القبض عليه وسط أهالى القرية لكن بعد التحقيقات قامت القوات بصرفى من المركز لعدم ثبوت تهمة السرقة، لكنى ظللت في نظر أهلي وأهل القرية "حرامي"، ومن حينها وأنا أفكر في الانتقام منها جراء ما سببته لى من وصمى بتهمة سرقة أنا بريء منها خاصة وأنا شاب في بداية حياتى.
وأوضح المتهم، أن يوم الواقعة توجه لمنزل عمه وانتهز فرصة غيابه، ولاحظ أن المجنى عليها متواجدة أمام المنزل تتحدث للجيران، فتسلل إلى الداخل وانتظر داخل غرفة نومها، فتوجهت المجنى عليها هى الأخرى إلى غرفة النوم وحينها انقض عليها وطعنها عدة طعنات بالظهر والكتف، حتى سقطت جثة هامدة، وحينها فوجئ بدخول طفلتها فأمسك بها وذبحها دون أن يشعر، ولكن خوفًا من افتضاح أمره، قرر الهروب من أعلى السطح وحينما توجه إلى الأعلى التقى بطفلها الثانى فقام بضرب رأسه بالحائط وألقاه من أعلى المنزل، وفر هاربًا.
وجاء بالتحقيقات الأولية، أن مركز شرطة أبو النمرس قد تلقى إشارة من غرفة عمليات النجدة بالجيزة، تفيد بالعثور على جثتي بزاوية مسلم بمنطقة شبرامنت بدائرة القسم، وبالانتقال والفحص وبسؤال الأهالي تبين سقوط الطفل "عامر" من أعلى عقار وعند محاولة الأهالي الاستنجاد بوالدته "ش.ع" في العقد الثالث من عمرها، لإخبارها بإصابته عثر عليها مقتولة بـ7 طعنات وبجوارها ابنتها "دينا" في العقد الأول من عمرها، مذبوحة وبها آثار جرح قطعي خلف الأذن، وتم نقل الطفل "عامر" إلى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
وبعمل التحريات اللازمة تم تحديد هوية المتهم وهو نجل شقيق زوج المجنى عليها، ويدعى "صابر جلال" 17 عاما، وتم والقبض عليه، وأحيل للنيابة للتحقيق.