الأحد 16 يونيو 2024

الجامعة العربية تؤكد الحاجة إلى منظومة قيم عالمية مشتركة ترتكز على احترام التعددية الثقافية والدينية

18-2-2020 | 15:14

 أكد السفير قيس العزاوي ، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ، المشرف على قطاع "شئون الإعلام والاتصال" أن تصاعد حدة التطرف في الخطب "الشعبوية " التي تبثها بعض وسائل الاعلام يؤكد الحاجة الماسة والملحة إلى منظومة قيم عالمية مشتركة ترتكز على احترام التعددية الثقافية والدينية.


جاء ذلك في كلمة ألقاها العزاوي اليوم الثلاثاء أمام المؤتمر الدولي : " من حرية العبادة إلى حرية الدين والمعتقد.. تعزيز الشراكة بين الدول والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية" الذي يستضيفه المركز الثقافي الإيطالي بالقاهرة ، ووزعتها الجامعة العربية . 


وأشار إلى أن موضوع حرية العبادة المؤدية إلى حرية الدين والمعتقد ، أصبح يكتسي أهمية بالغة في فترة صعبة يمر بها العالم تسودها خلافات سياسية وعقائدية ومذهبية تدفع ببعض المجتمعات إلى الوقوع في فخ التطرف وآفة التعصب ، مما يتطلب العمل للتصدي لهذه الظاهرة ومكافحتها من خلال تعزيز الشراكة بين الدول والمجتمع الدولي والمؤسسات الدينية .


وقال إن الأديان السماوية اهتمت جميعها بموضوع حرية العبادة والمعتقد ، وإن حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية تعد من أولويات دعوة الأنبياء والرسل ، وقد جعل الله الاختلاف سنة الحياة .


وأكد أن جامعة الدول العربية أولت اهتماما بالغا بقضايا الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان ، كما دعت إلى إقامة جسور التواصل والتفاعل بين أتباع الحضارات المتعددة ، وتسليط الأضواء على القواسم المشتركة بينها لخلق فضاءات تعاون وتكامل تسمح بالعمل على مكافحة الظواهر السلبية مثل ظاهرة التطرف والتعصب بكافة صوره ، والتصدي لها . 


وأضاف أن الجامعة العربية شددت على أن الحوار هو السبيل الوحيد لترسيخ ثقافة التآخي وتحقيق التعايش السلمي بين الشعوب ونبذ الكراهية وسوء الفهم وتشويه الثقافات، مشيرا إلى أنه الجامعة العربية لعبت في هذا الإطار دورا مهما في بلورة مفهوم متوازن للحوار بين الثقافات والتعايش بين الأديان وتحالف الحضارات ، والالتزام بمبدأ الاحترام المتبادل والعدل والإنصاف ونبذ الكراهية والتمييز العنصري .


وأوضح أن التطرف بصيغتيه السياسية والدينية يعد من أكثر التحديات التي تؤرق المجموعة الدولية ، وتشكل تهديداً خطيراً لنمائها واستقرارها وتطورها، مشيرا إلى أن التطرف ظل هو المصدر الأساسي لتفكك المجتمعات وتمزيق نسيجها الاجتماعي ، وبقي ايضاً هو المنبع الرئيسي للعنف والإرهاب وتكريس آليات التخلف عبر التاريخ . 


وقال السفير قيس العزاوي ، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية - في سياق كلمته - إنه على الرغم من الآفات السابقة وشيوع ظاهرتي الغلو الديني والارهاب الفكري بشتى صوره البشعة ، وأنه على الرغم من هذه التحديات ، فإن العالم يتجه إلى مزيد من الترابط والاندماج والتعايش السلمي بين الشعوب و الثقافات ، كما ترتفع اليوم في ارجاء المعمورة دعوات معايير التكاتف والإخاء الإنساني والحضارة الكونية الواحدة وحقوق الإنسان وفكرة المواطنة لتعلو على كل أنواع التمييز القائم على أساس العرق أو الدين .


وشدد على المسؤولية الملقاة على عاتق وسائل الإعلام في هذا الشأن ، ووصفها بأنها مهمة عظمى داعيا إلى ضرورة التعريف الموضوعي بالأهداف الخلقية للأديان ، والأهداف الإنسانية للثقافات ، ونشر البرامج الداعية للحوار بين الحضارات .