قد يتذكر الكثير منا آخر كلمات وجهها الرئيس محمد حسني مبارك إلى الشعب المصري قبل ساعات من تخليه عن السلطة في عام 2011، لتظل تلك الكلمات هي الأخيرة له وهو في منصب رئيس البلاد قبل التحي والتخلي عن مهامه للقوات المسلحة المصرية.
ورحل الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، اليوم الثلاثاء، عن عالمنا بعد معاناته لسنوات من المرض، في مستشفى الجلاء العسكري.
وكان لخطاب الرئيس مبارك صدى واسع لما حمله من معاني وكلمات قوية في مضمونها وفي رسالتها، حيث وجه حديثه فى الخطاب الأخير قبل التنحى عن الحكم، إلى الشعب، قائلا:" الأخوة المواطنون أتحدث إليكم فى ظرف دقيق يفرض علينا جميعًا وقفة جادة وصادقة مع النفس تتوخى سلامة القصد وصالح الوطن.. فإننى أتوجه بحديثى اليوم مباشرة لأبناء الشعب.. إننى لم أكن يومًا طالب سلطة أو جاه ويعلم الشعب الظروف العصيبة التى تحملت فيها المسئولية وما قدمته للوطن حربا وسلاما".
وأضاف مبارك، فى خطابه الأخير بالسلطة، مطلع العام 2011:" كما أننى رجلا من أبناء قواتنا المسلحة وليس من طبعى خيانة الأمانة أو التخلى عن الواجب والمسئولية، وأقول بكل الصدق وبصرف النظر عن الظرف الراهن، أنى لم أكن أنتوى الترشح لفترة رئاسية جديدة، فقد قضيت ما يكفى من العمر فى خدمة مصر وشعبها، لكننى الآن حريص كل الحرص على أن أختتم عملى من أجل الوطن بما يضمن تسليم أمانته ورايته ومصر عزيزة أمنة مستقرة وبما يحفظ الشرعية ويحترم الدستور".
وتابع "إن حسنى مبارك الذى يتحدث إليكم اليوم يعتز بما قضاه من سنين طويلة فى خدمة مصر وشعبها.. إن هذا الوطن العزيز هو وطنى مثلما هو وطن كل مصرى ومصرية.. فيه عشت وحاربت من أجله ودافعت عن أرضه وسيادته ومصالحه، وعلى أرضه أموت".
وتابع:" سيحكم التاريخ عليا وعلى غيرى بما لنا أو علينا.. إن الوطن باقٍ والأشخاص زائلون.. ومصر العريقة هى الخالدة أبدًا.. تنتقل رايتها وأمانتها بين سواعد أبنائها، وعلينا أن نضمن تحقيق ذلك بعزة ورفعة وكرامة جيلا بعد جيل.. حفظ الله هذا الوطن وشعبه".