لم
يكن اليوم عاديا.. توقف الزمان كثيرا عند هذا اليوم المشهود، حيث دار الهلال على
موعد مع حدث تاريخي ولم لا ورئيس الجمهورية محمد حسنى مبارك سوف يأتي إليها
بمناسبة الاحتفال بمئويتها وهو أول رئيس لمصر يزور المؤسسة العريقة فى تاريخها
كله.
وسط
حفاوة أهالى حى السيدة زينب الذى يحتضن مؤسسة دار الهلال حضر الرئيس فى تمام
الساعة الحادية عشر صباحا، وكان فى استقباله على باب دار الهلال الدكتور مصطفى
كمال حلمى رئيس مجلس الشورى فى هذا الوقت والكاتب الصحفي الكبير مكرم محمد أحمد
رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير
مجلة المصور وقتذاك، كما اصطفت فى الشارع طالبات مدرسة السنية الثانوية بنات وهن
يغنين للرئيس حسنى مبارك مرحبين بزيارته للحى والمؤسسة.
أيضا كان فى استقبال مبارك حملة أقنعة لشخوص
التنوير فى مصر خلال المائة عام السابقة ، وكان أيضا فى استقباله فى مدخل دار
الهلال كل من الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب فى ذلك الوقت وصفوت الشريف
وزير الإعلام الأسبق والدكتور محمد على محجوب وزير الأوقاف الأسبق .
واصطحب
مكرم محمد الرئيس مبارك فى جولة بدار الهلال حيث توجها أولا إلى عنابر المطابع
والتقى الرئيس الراحل عمال دار الهلال الذين قابلوه بعاصفة من الهتاف والتصفيق ثم
اصطحبه الأستاذ مكرم إلى مكتبه وكانت المرة الأولى التى يقضى فيها رئيس لمصر أكثر
من ساعة فى مكتب رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال.
وقدم
مكرم إلى الرئيس محمد حسنى مبارك الدرع الذهبية لمؤسسة دار الهلال والتي تحمل رسوم
زعماء التنوير الذين أسهموا فى تاريخ دار الهلال التنويري وقدم أيضا عدد
"الزواج الملكى" للملك فاروق وناريمان وعدد "مصر فى الحرب العالمية
الثانية" وأعداد مجلة الهلال التذكارية هدية للرئيس وقال له : إنها أثمن ما
تملكه الدار وليس لدينا أعز منك يمكن أن نقدم له هذه الهدية ثم قدم له عملة ذهبية
قائلا: فى عهدك وفى عهد وحدك كان يمكن أن يصك جنيه ذهبى لرفاعة الطهطاوى باعتباره
من رواد التنوير وقدم له جنيها من الفضة
عليه صورة وجه جرجى زيدان مؤسس مجلة الهلال والتى تحولت بعد ذلك إلى مؤسسة ثقافية
وصحفية كبرى .
ثم
عقد الرئيس الراحل بعد ذلك لقاء مع بعض رجال الأعمال لتطوير حى السيدة زينب ثم بعد
ذلك عقد لقاء داخل القاعة الكبرى للمؤسسة مع رؤساء تحرير إصدارات دار الهلال وقال
لهم : مبروك عليكم مائة سنة من عمر دار الهلال.. ثم بدأ لقاء صحفى مع الصحفيين من
أبناء دار الهلال .
وفى
بداية الحوار ألقى مكرم محمد أحمد رئيس مجلس ادارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة
المصور آنذاك كلمة قال فيها : "أهلا بك فى دار الهلال ، أهلا بك بين أخوة
وأبناء يقفون خلفك وإلى جوارك ، جنودا مخلصين يدافعون عن أمن مصر وسلامته .. أهلا
بك فى دار الهلال وهى تبدأ عامها الأول من قرنها الثانى تواصل رسالتها منبرا أمينا
لكل مستنير يعلى قيمة العقل ويحض على المعرفة وينتصر لكل ما هو خير ونبيل .
سيادة
الرئيس شكرا لأنك أتيت لنا اليوم فى دارنا تخط معنا السطر الأول من سفرنا الثانى
خدمة للثقافة ورعاية لها ولأنك أسبغت رعايتك على احتفالنا بالعيد المئوى.