الإثنين 17 يونيو 2024

نكشف أسباب اتهام أهالي «بئر العبد» لوزارة الزراعة بالجهل العلمي والفشل الإداري

15-4-2017 | 21:10

كتب: علي عقيلي

أكثر من أسبوع وأهالي منطقة بئر العبد، لم تهدأ استغاثاتهم، ولم تنقطع برقياتهم للمسئولين والجهات المعنية، جرّاء إعلان الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية التابعة لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن البيع بالمزاد العلني، بمشروع تنمية شمال سيناء لمساحة (10) آلاف فدان بمنطقة بئر العبد، ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، بمساحة (2500) فدان مزاد مغلق على أبناء سيناء فقط، و(7500) فدان مزاد مفتوح لجميع المحافظات، ومن ضمنهم أبناء محافظة شمال سيناء، وتم تحديد جلسات المزاد المغلق بدءًا من 30 إبريل  الجاري، وحتى 4 مايو المقبل، وجلسات المزاد المفتوح تبدأ من 7 مايو المقبل، ولمدة 15 يومًا، بحسب الإعلان. 

 بعض أهالي منطقة بئر العبد الرافضون للمشروع، اتهموا الزراعة بالجهل العلمي، والفشل الإداري غير المسبوقين؛ لأنه منذ عام 2000 وحتى الآن تمددت مدينة بئر العبد عمرانيًّا لأكثر من الضعف، لافتين إلى أن نصف مباني وبيوت ومرافق وخدمات المدينة تقع ضمن هذه الأراضي التي تضمنها إعلان الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية؛ وهم بذلك مهددون بترك منازلهم وأراضيهم لأشخاص من محافظات أخرى؛ طبقًا لرؤية وزارة الزراعة.

وطالب الرافضون، الجهات المعنية بوقف المزاد غير القانوني – على حد تعبيرهم – لحين استكمال الدراسة بما يحقق مصالح المواطنين، ويحفظ حقوق الدولة.

وذكر الأهالي لـ«الهلال اليوم»، أنه حال إصرار وزارة الزراعة على إتمام هذا المزاد فإنه سيترتب على ذلك إهدار حقوق وممتلكات الكثير من أبناء المدينة؛ الذين أفنوا أعمارهم لشرائها بنظام «وضع اليد» المتبع والمتعارف عليه في محافظة شمال سيناء لصالح وزارة الزراعة؛ وأن ذلك فيه عدم مراعاة البسطاء ومحدودي الدخل الذين يعيشون على كرم النخيل؛ لعمل التمر والعجوة التي تمثل مصدرهم الأساسي والوحيد للحياة.

وطالب الأهالي، وزارة الزراعة بالبحث عن مساحات زراعية أخرى وما أكثرها والابتعاد عن المدن، والتنسيق مع الجهات المعنية، ووقف «المزاد الجائر»، على حد تعبيرهم، وجعل الأولوية لواضعي اليد في المناطق الزراعية، واستثناء المناطق العمرانية للحفاظ على حقوق المواطنين، وصون حقوق الدولة أيضًا.

وحذر النائب حسام توفيق، نائب شمال سيناء، من مغبة استمرار وزارة الزراعة في إتمام مزاد أراضي بئر العبد؛ مؤكدًا أن من يضعون أياديهم على الأراضي، قاموا بزراعتها بالفعل؛ مستنكرًا أن يتم إزالة مبانٍ سكنية، وأراضٍ زراعية عليها زراعات مثمرة، مطالبًا وزارة الزراعة بإيقاف هذا المزاد.

وتقدم النائب سلامة سالم الرقيعي نائب شمال سيناء، بيان عاجل لرئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل، ووزير الزراعة الدكتور عبدالمنعم البنا، حول إعلان الهيئة العامة لمشروعات التعمير والتنمية الزراعية، للبيع بالمزاد العلني لمساحة عشرة آلاف فدان بمنطقة بئر العبد؛ لتداخل المساحة المطروحة مع أوضاع مستقرة، من مبانٍ وزراعات، وتصرفات قانونية للمواطنين سابقة على المزاد، فضلاً عن تداخلها مع كردون مدينة بئر العبد، وبعض القرى المحددة سابقًا.

واتهم النائب رحمي عبد ربه عبد الرحمن، نائب شمال سيناء، الرافضين للمشروع بأنهم يسعون لإفشاله؛ بهدف الاستيلاء على الأراضي بثمن بخس، و«تسقيعها»، ثم بيعها بأثمان باهظة؛ لافتًا إلى أن الدولة قامت بتوصيل المرافق والخدمات إلى هذه الأراضي؛ من طرق وترع وغيرها؛ وينبغي أن يتم تقنينها وبيعها بالأسعار المناسبة لصون المال العام.

وكشف نائب شمال سيناء، الهدف وراء تهديدات بعض أهالي بئر العبد لمن يسعون لتنمية أراضي شمال سيناء عن طريق التخويف بالنزاع  وعدم التخلي عنها بمحاولة إفشال المزاد؛ حتى لا يرتفع سعر الأرض عليهم، فيستولون عليها بأثمان زهيدة؛ مشيرًا إلى أن الدولة قادرة على إنفاذ القانون وحماية المال العام، وهي المسئولة عن تسليم هذه الأراضي للملاك الجدد.

وأوضح النائب، أن وزارة الزراعة قامت بعمل حصر شامل للأراضي المملوكة بوضع اليد، وسوف يتم تقنين ذلك؛ وسوف تُتاح لهم مساحة لشرائها وفق قدراتهم، وعليهم التخلي عن باقي الأراض، موضحًا أن بعضهم يستولي على عشرات الأفدنة بوضع اليد، كما أنه سوف يتم مراعاة غير القادرين بإعطائهم ما يكفيهم، وتم الاتفاق مع نواب قسم بئر السبع والشيوخ على تقنين كل هذه الأوضاع.