يعد الخوف لدى الأطفال
سلوك طبيعى عند محاولتهم فهم البيئة المحيطة بهم ويصاحبهم هذا الأمرفى كل مرحلة من
مراحل النمو ولكن على شكل مختلف , وما يساعد الأطفال على التغلب على خوفهم فى
مرحلة عمرية بعينها قد لايكون فعالا فى مرحلة أخرى ولذلك نقدم لك مجموعة من النصائح
الهامة لكيفية مساعدة طفلك للتغلب على الشعور بالخوف فى المراحل العمرية المختلفة
للرضع
يوضح د.آرى براون فى
كتابه baby 411
أن الأطفال يولدون بأجهزة عصبية غير ناضجة
مما يعنى أنهم لايستطيعون تفسير أو التعامل مع بعض العوارض الحسية , فمثلا من
الصعب عليهم فهم الضوضاء (مثل صوت معالج الطعام وآله طحن القهوة وصوت مجفف الشعر )
وغالبا ما تثير خوفهم , ومع نضوج نظامهم
العصبى وقدرتهم على فهم محيطهم بشكل أفضل تنشأ مخاوف جديدة مثل الخوف من فقد
الأشياء أو الأشخاص والشعور بأن هذا الشخص قد ذهب بلارجعة لمجرد عدم رؤيتهم له فمثلا
إذا غادرت الأم الحجرة فهذا يعنى فى اعتقادهم أنها رحلت للأبد .
بالنسبه للرضع فإن
أفضل طريقة لتقليل مخاوفهم هى الكلمات الهادئة مع اتصال جسدى مثل عناق أو الأمساك
بهم والجلوس عن قرب سوف يساعد ذلك فى إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذى يساعد النظام
العصبى على الشعور بالاسترخاء
للأطفال الصغار ومرحلة
ما قبل المدرسة
عندما يكبر الأطفال
قليلا تتكون لديهم حاجة متزايدة للاستقلال والتحكم فى بيئتهم لهذا السبب غالبا ما
يكون الخوف ناتجا عن أشياء لايمكنهم التحكم بها مثل صوت الرعد أو نباح الكلاب ,
أما بالنسبة للأطفال فى مرحلة ما قبل الدراسة فإن خيالهم يكون أوسع لذلك قد يخافون
من وجود وحوش خيالية فى غرفتهم مثلا .
بالنسبه للأطفال
الصغار (مرحلة ما بعد الرضاعة ) يمكن أن يكون أعطاؤهم شىء يساعدهم على التغلب على
خوفهم مثل جلب كتاب لهم من المكتبه يفسر لهم أسباب الرعد مع سرده لهم مرار وتكرارا
لإزالة خوفهم .
أما بالنسبة لمرحلة ما
قبل المدرسة ففى البداية من المهم جدا احترام مشاعرهم وتفهم خوفهم حتى وإن لم يكن خوفهم
منطقيا فلايجب القول لهم يجب الاتخاف من ذلك أو لاتكن سخيفا فهم سوف يشعرون براحة
أكبر عند تعبيرك عن أن لابأس من الخوف وإن هذا أمر يحدث للجميع
للأطفال فى سن المدرسة
مع تقدم الأطفال فى
السن ينتقل خوفهم من الأمور الوهمية إلى الأشياء التى يمكن أن تحدث فعلا فى الحياة
الحقيقة فمثلا يمكن أن يدرسون الكوارث الطبيعية فى المدرسة فينتقل خوفهم إليها
فيخشون وقوع الزلازل أو الأعاصير . وفى هذا الوقت تكون للأطفال القدرة على التفكير
المنطقى ومع هذا سوف يتطلعون إليك للتأكد من صحة مخاوفهم أو عدمها لذلك يجب الجلوس
معهم ومناقشة مخاوفهم جيدا وتفهما ولكن من المهم أن نتذكر أنه على الرغم من أنه من
الطبيعى أن يعانى الأطفال من القلق والخوف إلا أن هناك بعض الحالات القصوى التى
يحتاجون بها للدعم الطبى فطبقا لمستشفى بوسطن للأطفال فإنه إذا كانت مشاعر الخوف
لدى الطفل شديدة لدرجة أنها تعرقل حياة طفلك الروتينية فإن ذلك يتحول إلى رهاب
ويجب التوجه للطبيب النفسى على الفور لعلاج هذا الأمر .