كتبت : نيفين الزهيرى
أقل من 45 يوما متبقية علي فعاليات الدورة الـسبعين للمهرجان الأكثر شهرة عالميا وهو كان السينمائي الدولي والذي سيقام في الفترة من 28 مايو وحتي 17 يونيه القادم، وقد بدأ العد التنازلي علي هذه الدورة التي أعلنت إدارته عن العديد من المفاجآت فى هذه الدورة ومازالت مستمرة في الإعلان عن غيرها، ومن الواضح أن هذه الدورة ستشهد حالة من الجدل كعادة المهرجان في كل دوراته.
وبدأ الجدل بسبب بوستر المهرجان حيث يواجه منظمو المهرجان انتقادات بسبب التدخل التقني في صورة قديمة لإظهار الممثلة الإيطالية كلوديا كاردينالي الموجودة في البوسترالرسمي أكثر نحافة، وقالت مجلة "تيليراما" الفرنسية "على الرغم من جمال البوستر، فإن الصورة تبرز على نحو واضح ومتعمد تحسينات أُدخلت لتنحيف فخذي الممثلة".
ولم يسلم البوستر من ردود فعل مماثلة أطلقتها صحف أخرى فضلا عن تعليقات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وكانت هذه الصورة قد التقطت على سطح بناية في روما عام 1959، وقالت صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية "لقد تراجع مقاس كلوديا كاردينالي في خطوة واحدة".
وكانت ردود فعل المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي مماثلة، إذ كتبت مستخدمة تدعى آنا روز هولمر تقول :"ما الداعي لتعديل جسم كلوديا كاردينالي بهذا الشكل من أجل البوستر الرسمي لمهرجان كان السينمائي 2017؟"، وقالت مستخدمة أخرى تدعى موان لايك :"لقد تجرأوا على تحسين كلوديا كاردينالي...إلى أين يذهب هذا العالم المجنون؟"
بينما قال تييري فريمو، مدير المهرجان، مدافعا عن البوستر إن الخطوة قوبلت "باستحسان شديد"، بحسب تقرير وكالة فرانس برس للأنباء، ونشر فريمو على صفحته على موقع تويتر تعليقات تدعم البوستر، وقال مستخدم يدعى جان-بول سالوم :"لماذا كل هذا الغضب السخيف بشأن بوسترمهرجان كان؟ جميع الصور التي تستخدم لأغراض الدعاية تخضع لتعديلات بطريقة أو بأخرى".
بينما لم تبد كاردينالي نفسها أي اعتراض، وقالت في بيان أصدره المهرجان إنها فخورة باختيارها للبوستر، وأضافت :"أنا فخورة برفع راية مهرجان كان في عامه السبعين ويشرفني ذلك، وسعيدة باختيار هذه الصورة"، وقالت :"إنها صورة تمثل رؤيتي الشخصية للمهرجان، إنه حدث يشع في كل مكان"، وأضافت :"هذه الرقصة فوق سطح بناية في روما تذكرني ببداياتي وبوقت لم أكن أحلم فيه بتسلق درج أشهر صالات العرض السينمائي في العالم".
مخرج إسباني
وبعد سنوات طويلة من مشاركته في فعاليات هذا المهرجان العريق، حيث سبق وأن شارك 5 مرات في المسابقة الرسمية للمهرجان، مع أفلام "تودو سوبري مي مادري" و"فولفير" و"لوس أبراثوس روتوس" و"لا بييل كي ابيتو" و"خولييتا" العام الماضي. ولم يفز أي من أفلامه بالسعفة الذهبية، لكنه فاز مرتين بجائزة الإخراج عن "تودو سوبري مي مادري"، وجائزة التمثيل لكامل طاقم الممثلات وجائزة أفضل سيناريو عن "فولفير" في العام 2006.
أعلنت إدارة المهرجان أن المخرج الإسباني بيدرو المودوفار سيرأس لجنة تحكيم المهرجان لدورة هذا العام وهي الدورة الـ"70"، وهي المرة الأولي التي يرأس فيها إسباني هذه المهمة، ومن ناحيته قال المودوفار بعد دعوته من قبل رئيس المهرجان بيير لوسكور والمدير الفني تيري فريمو "أنا سعيد جدا بالاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس مهرجان كان ، وأنا أتولى هذه المهام المميزة. وكلي امتنان، ويشرفني ذلك لكني متوتر!"، وتابع المودوفار الذي يجسد السينما الإسبانية منذ 30 عاما "ترأس لجنة التحكيم مسئولية كبيرة جدا وآمل أن أكون على قدر التوقعات. سأكرس كل طاقتي لهذه المهمة التي تشكل متعة وامتياز"، وسيقوم المخرج الإسباني المودوفار بتسليم السعف الذهبية مع أعضاء لجنة التحكيم في ختام المهرجان.
مضيفة المهرجان
وبدعوة من مهرجان كان السينمائي، وافقت الممثلة الإيطالية مونيكا بيلوتشي على القيام بدور مضيفة مراسم افتتاح وختام الدورة الـ 70 لمهرجان كان، خاصة وأن هناك علاقة صداقة طويلة تربط بيلوتشي بالمهرجان ففي عام 2000، صعدت الممثلة للمرة الأولى على السجادة الحمراء لعرض فيلم Suspicion إخراج ستيفن هوبكنز. وعادت منذ لاحقا مع فيلم Irréversible للمخرج جاسبار نوي الذي أبهر المهرجان من خلال جدل لا ينسى.
كما كانت مونيكا بيلوتشي عضوا في لجنة التحكيم في عام 2006 برئاسة وونغ كار واي. في السنوات اللاحقة، عادت الممثلة الإيطالية إلى الاختيارات الرسمية لمهرجان كان مع فيلم Une histoire italienne لماركو توليو جيوردانا وفيلم Ne te retourne pas للمخرجة مارينا دي فان. وفي عام 2014، قامت بتقديم فيلم Les Merveilles للمخرجة الإيطالية التي فازت جائزة لجنة التحكيم الكبرى.
فلسطين وسوريا وإسرائيل
كما سيحتضن قسم سينيفونداسيون أتيليه دورته الثالثة عشرة هذا العام ويستضيف في مهرجان كان السينمائي 16 مخرجا اعتُبِرت مشاريع أفلامهم واعدة جدّا. حيث يتسنى لهم مع منتجيهم الالتقاء بشركاء محتملين لتنفيذ مشاريعهم والبدء في إخراجها. يفتح قسم أتيليه للمشاركين أبواب الإنتاج الدولي المشترك للتعجيل في عملية إنهاء الفيلم، فخلال أحد عشر عاما، تابع قسم أتيليه الذي أنشئ في عام 2005 لتشجيع سينما الإبداع وتعزيز ظهور جيل جديد من المخرجين عبر العالم وتطوير 186 مشروعا، تم تنفيذ 145 منها و14 منها في مرحلة ما قبل الإنتاج. خلال الدورة 13 كما، تم اختيار 15 مشروعا من 14 دولة لمخرجين مبتدئين وإسنادها إلى مخرجين من ذوي الخبرة.
من هذه الافلام، فيلم من جنوب إفريقيا للمخرج جميل إكس تي كيوبيكا بعنوان Sew the Winter to my Skin، ومن بنجلاديش يشارك المخرج قمر أحمد سيمون بفيلم Day After Tomorrow، ومن الصين يشارك المخرج لاي لاي بفيلم Ningdu، ومن الدنمارك تشارك المخرجة ماري جراتو يرنسن بفيلم Teenage Jesus، ومن المكسيك يشارك المخرج كارلوس أرميلا بفيلم Go Youth، ومن فلسطين يشارك المخرج فيراس خوري بفيلم "علام"، والمخرجان السوريان رانا كازكاز وأنس خلف يقدمان فيلم المترجم، ويواجه الفيلمان العربيان الفيلم الاسرائيلي Decompression، للمخرج يونا روزانكيي، واخيرا فيلم Taste من فيتنام للمخرج لي باو.
سينيفونداسيون
سيترأس كريستيان مونجيو لجنة تحكيم سينيفونداسيون والأفلام القصيرة، بعد أن كان عضوا في لجنة تحكيم ستيفن سبيلبرج في عام 2013. ويسير المخرج وكاتب السيناريو والمنتج على خطى نعومي كاواس وعبد الرحمن سيساكو وعباس كياروستامي وجين كامبيون.
كممثل بارز للموجة الرومانية الجديدة، يرتبط كريستيان مونجيو علاقة طويلة وحافلة مع المهرجان. بعد أن فاز بالسعفة الذهبية مع فيلمه الروائي الثاني الرائع، 4months, 3 weeks and 2 days، حصل على جائزة أفضل سيناريو وجائزة أفضل ممثلة عن فيلمه Beyond the Hills وجائزة أفضل مخرج عن فيلم Graduation، وقال عنه جيل جاكوب رئيس المهرجان "إن كريستيان مونجيو هو عضو جيد في تلك المدرسة الرومانية التي يسلط تيري فريمو الضوء عليها في الألفينيات"، وأضاف "يكفي مشاهدة الاستخبارات والتداعيات التفاعلية لسيناريوGraduation لإدراك أن كريستيان هو الرقيب المناسب لامتحان المهرجان الكبير، السينيفونداسيون والأفلام القصيرة. وأتساءل من الذي سينجح؟ حظا سعيدا لجميع المرشحين!".
بينما كان رد فعل كريستيان مونجيو الأول عن اختياره لهذا المنصب قائلاً: "ليس من السهل التعرف على القيمة والأصالة في السينما. والأصعب من ذلك هو التعرف على قيمة وأصالة الخلرجين الصاعدين. ولكن لطالما أثبت قسم سينيفونداتيون جدارته وكفاءته. ولطالما قدم قسم سينيفونداسيون للمخرجين الشباب الدعم والتقدير اللذين يحتاجون إليهما في بداية مشوارهم المهني حتى يتسنى لهم التعبيرعن أنفسهم بشجاعة وإيجاد طريقهم. أتمنى أن يستمر ذلك لمدة طويلة بنفس الكفاءة وأعتز بالمشاركة في ذلك".