اعتبر النائب البرلماني خالد حماد، عضو اللجنة
الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، إقرار قانون مكافحة غسيل الأموال نهاية المطاف
في مواجهة تلك الأعمال غير المشروعة والتي تهدد الأمن القومي للدول وخاصة انتشار
العمليات الإرهابية المختلفة، لأن القائمين على تلك الأعمال يلجئون دائما للتحديث
والبحث عن حيل جديدة للتلاعب بالقوانين.
وقال عضو اللجنة الدستورية والتشريعية بمجلس النواب
لـ"الهلال اليوم" إن قانون مكافحة غسيل الأموال يأتي في إطار تعديل المنظومة
التشريعية لمواجهة كافة أشكال الإرهاب والتطرف، ويدعم المنظومة الأمنية في فرض
الأمن وتحقيق الاستقرار ويحد من ظواهر هدف المجتمعات واستنزاف الشعوب.
وأضاف النائب البرلماني خالد حماد، أن غسيل الأموال
أحد الآليات الرئيسية لتمدد الإرهاب في المنطقة وهذا ما ظهر جليا خلال السنوات
الأخيرة وأدى إلى انهيار دول كبر ما زالت تعاني من ويلاته، لافتا إلى أن مصر من
أوائل الدول التي حذرت من خطر الإرهاب وشددت على ضرورة تجفيف منابعه لحماية الأمن
القومي ومقدرات الشعب في ظل التحديات القائمة المريبة.
ووافق مجلس النواب خلال الجلسة العامة لمجلس النواب
نهائيا، على قانون مكافحة غسل الأموال الصادر بالقانون رقم 80 لسنة 2002، في إطار تعديل
المنظومة التشريعية لمواجهة الإرهاب، بعد مراجعته من مجلس الدولة، ورفض البرلمان طلب
مداولة حول أحد المواد طلبته الحكومة.
وتستهدف التعديلات تعقّب مصادر التمويل للأصول المادية
والافتراضية والموارد الاقتصادية، وبينها "النفط والموارد الطبيعية الأخرى والممتلكات
والعملات الوطنية أو الأجنبية، والأوراق المالية أو التجارية أيا كانت قيمتها أو نوعها"،
وكذلك الأصول الافتراضية التي لها قيمة رقمية يمكن تداولها أو نقلها أو تحويلها رقميا
ويمكن استخدامها كأداة للدفع أو الاستثمار.
كما شملت التعديلات تشديد العقوبات، بالسجن مدة لا تجاوز
7 سنوات، وغرامة تعادل مثلي الأموال محل الجريمة، كل من ارتكب أو شرع في ارتكاب جريمة
غسل الأموال المنصوص عليها في القانون، ويحكم بمصادرة الأموال أو الأصول المضبوطة الناتجة
عن جريمة غسل الأموال أو الجريمة الأصلية، أو بغرامة إضافية تعادل قيمة الأموال أو
الأصول حال تعذر ضبطها أو في حالة التصرف فيها للغير حسن النية.
وجاء الهدف من تعديل مشروع القانون رقم 80 لسنة
2002 بشأن مكافحة غسل الأموال بتعديل لتحقيق الالتزام بالمعايير الدولية في مجال مكافحة
غسل الأموال وتمويل الإرهاب- بمناسبة انضمام مصر بمجموعة العمل المالي (FATF) وخضوع نظامها القانوني في هذا الخصوص
للتقييم- من خلال تحديد نطاق الأموال والأصول بحيث تشمل جميع الأصول المادية والافتراضية
والموارد الاقتصادية وبينها النفط والموارد الطبيعية الأخرى، ومنح الجهات المختصة بالرقابة
سلطة اتخاذ الإجراءات تجاه المؤسسات الخاضعة لرقابتها، واستحداث عدة قواعد تضمن تفعيل
التعاون الدولي في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب والجرائم المرتبطة بها.