تذهب رغبة الكثير من السياسيين والمشاهير في إخفاء إصابتهم بالأمراض، إلى الظهور أمام الجمهور أصحاء مفعمين بالنشاط والحيوية، وفيما يتوقع الناس أن يحظى هؤلاء بأفضل عناية طبية ممكنة تقيهم الأمراض، يتبين أن العديد منهم يكتفى تحت وطأة المرض بزيارة أطباء العائلة، وليس بشكل دوري.
والإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19) شذ عن هذه القاعدة، حيث تعددت الأسباب والكورونا واحدة، وفى ظل تنوع واختلاف الأسباب التى دفعت كبار السياسيين والمسئولين ومشاهير الفن، ولاعبى كرة القدم، والأثرياء إلى الإعلان بشجاعة عن إصابتهم به، كان لكل منهم مبرره الشخصى الذى دفعه إلى الاعتراف بإصابته بالفيروس، والخضوع طواعيه للحجر الصحي.
هناك خمسة أسباب يمكن تحديدها لتفسير هذه الظاهرة، وتلك الأسباب هي الشفافية، ومحاولة بث الطمأنينة فى النفوس، والتشجيع على الخضوع للحجر الصحى، و البحث عن الشهرة ، وأخيرا التسليم بالأمر الواقع الذى بات لا يمكن إخفاؤه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي وما أتاحته من الحق في الحصول على المعلومة وسرعة انتشارها.
وقد تفشى فيروس كورونا المستجد في العديد من دول العالم أدى إلى إصابة الآلاف من البشر به أو الوفاة بسببه ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إلإعلان أنه بات وباء عالميا وصنفته بأنه جائحه.
وأعلن الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا أنه وضع نفسه قيد الحجر الصحي لمدة 14 يوم للاشتباه بإصابته بالفيروس ، كما أعلن رئيس أركان الجيش الإيطالي سالفاتوري فارينا، إصابته ليصبح بذلك ثالث مسئول إيطالي يعلن إصابته بالوباء.
وجاء وزير الثقافة الفرنسي فرانك ريستر، ضمن قائمة المسؤولين الذين أعلن عن إصابتهم بكورونا، بعد أن زار البرلمان وخالط عددا كبيرا من الأشخاص المصابين به ما دفعه للخضوع تحت الفحوصات الطبية، وأحدث من انضم لقائمة السياسيين الذين أصيبوا بالفيروس جاء وزير النقل الاندونيسى، وسبقه زوجة رئيس وزراء كندا جاستن ترودو، وبيتر داتون وزيرالشؤون الداخلية الأسترالي.
وفي فرنسا ، أعلنت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه، إلغاء جميع اجتماعاتها جراء انتظارها نتائج اختبار الكشف عن فيروس كورونا المستجد بعد ظهور أعراض المرض عليها، حيث قبعت قيد الحجر الصحي لحين ظهور نتيجة التحاليل، وجاءت إصابة القائد العام للقوات المسلحة البولندية الجنرال ياروسلاف ميكا بالفيروس عقب عودته من ألمانيا.
وأعلنت وزيرة الصحة البريطانية نادين دوريس إصابتها المؤكدة بفيروس كورونا، حيث كانت قد قابلت المئات من الناس في البرلمان ، وحضرت حفل استقبال مع رئيس الوزراء بوريس جونسون.
وفي إيران تعرض عدد كبير من المسئولين للإصابة بكورونا، وأعلن عن وفاة عدد من المسئولين السابقين، ولقى حسين شيخ الإسلام، السفير الإيراني السابق في سوريا، وأحد المشاركين البارزين في الثورة الإيرانية في 1979، مصرعه بسبب الفيروس عن عمر ناهز 68 عاما وتأكدت إصابة نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة معصومة ابتكار.
ولم تكن نائبة الرئيس هي الحالة الأولى المصابة بكورونا ضمن المسئولين الإيرانيين، فقد أعلن عن إصابة عدد من نواب البرلمان، من بينهم محمود صادقي ومجبتي ذو النوري، وتم وضعهما تحت الرعاية الصحية للحصول على العلاج اللازم، وأصيب نائب وزير الصحة الإيراني إيرج حريرجي، الأمر الذي تداولته وكالات الأنباء بعد ظهور أعراض الإصابة على ملامحه أمام عدسات الكاميرات.
ومن بين مشاهير الرياضة الذين أعلنوا عن إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، جاء كالوم هدسون أودوي مهاجم نادي تشلسي، وميكل إرتيتا مدير الكرة بنادي أرسنال بالفيروس، إضافة إلى لاعب كرة السلة في ريال مدريد تريي ثومبكينسنادي يوفنتوس حامل لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أن مدافعه دانييلي روجاني أصيب بفيروس كورونا.
وأكد نادي أرسنال المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أن مدربه ميكيل أرتيتا أصيب بفيروس كورونا وسيخضع لاعبو الفريق الأول للعزل الطوعي نتيجة لذلك، وتوفيت لاعبة كرة القدم في الصالات والعضو السابق في المنتخب النسوي لكرة القدم الإيرانية إلهام شيخي٠
وفى عالم الفن، أعلن الممثل السينمائي توم هانكس في أستراليا أنه أصيب هو وزوجته ريتا ويلسون بالفيروس، وأنه ملتزم بالعزل لمدة أسبوعين، فيما توفى الموسيقيان الشقيقان الإيرانيان محمد ومجيد جمشيدي بعد احتجازهما في المستشفى، نتيجة إصابتهما بالفيروس٠