الجمعة 10 مايو 2024

4 وجوه للمصريين فى التعامل مع الأزمات.. خبير نفسي: الخطر الحقيقى مصدره أصحاب الأهداف السياسية.. والشفافية هى السبيل لإنقاذ الشخصية المصرية من محاولات العبث بها

تحقيقات15-3-2020 | 15:20

حالة من التفاوت شهدتها الأسرة المصرية الأيام الماضية، خلال تعاملها مع الأزمات التي تمر بها البلاد، بداية من ظهور فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، مرورًا بموجة الطقس السيئ التي لم تحدث منذ بداية تسعينات القرن الماضي، وغيرها من الأحداث غير الاعتيادية والتى تم التعامل معها بصور مختلفة فى آن واحد.


4 أنواع لتعامل المصريين مع الأزمات

لم يكن تعامل المصريين مع الأزمات والأحداث الأخيرة متشابهًا، بل انقسموا في ما بينهم إلى أربعة أنواع، الأول كانت الشخصية المبالغة، والتى تعاملت مع الأحداث الأخيرة بهلع وخوف مبالغ فيه ، وقد تجلت تلك الشخصية، فى مجموعات الأمهات أو التي أطلق عليها "الماميز" وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما تعمدت تضخيم الأحداث، ونشر الفزع بين الأسر من خلال نشر الشائعات وتقديم النصائح غير الموثقة علميًا، والتشكيك فى جهود الدولة فى مواجهة الأزمات، وتكذيبها لكل ما يتردد من الجهات الرسمية باستمرار.

ورغم أن مجموعات "الماميز" هى المحتلة للصفوف الأولى فى تبنى نظرية الخوف والهلع، فقد كانت هناك مجموعة ثانية وهي مجموعة المتشائمين التي ركزت على رصد السلبيات فقط، ومهاجمة الدولة وبث روح الإحباط والانكسار، وأيضًا وجدت تلك المجموعات ملاذها على مواقع التواصل الاجتماعي.  


مجموعة الساخرين

على النقيض تمامًا ظهرت مجموعة الساخرين من الأزمات، والتي تعاملت باستخفاف مع الأحداث التي وقعت، وقامت بالتقليل من أهميتها، باستخدام المنشورات الساخرة، فتارة تتعامل مع فيروس كورونا المستجد على انه أضعف من قدرة المواطن المصري وأن المصرى قادر على التغلب عليه دون عناء أو جهد، وأنه وهم وليس له وجود، فيما تعاملت مع موجة الطقس السيء على أنها انتقام من العام الجديد، وأن القادم سيكون مخلوقات فضائية وخيالية، ما جعلهم يطلقون على الموجة " إعصار التنين"، غير مكترثين بأهمية الأحداث وخطورتها.


مجموعة غير المكترثين

على صعيد آخر ظهرت مجموعات غير مكترثة تمامًا بما يحدث، ولم تهتم بمتابعة الأحداث التي تجرى، أو التعليق عليها، وتعمدت تجاهل الأمر وكأن شيئا لم يحدث ، فبينما كانت الدولة تحذر من التجمعات، وتنشر الوعي حول طرق الوقاية من فيروس كورونا المستجد، كانت تلك المجموعات تتنشر فى المقاهى والنوادى والأماكن الترفيهية، ولا تكترث بأى تحذيرات خاصة بالوباء الذي يهدد كل دول العالم.

وبينما مرت مصر بأسوء موجة طقس منذ سنين، لم تكترث تلك المجموعة وظهرت بالميادين والشوارع دون خوف أو هلع.


الخطر الحقيقى

وعن هذه الأنواع الأربعة التى ظهرت عليها الشخصية المصرية فى وقت واحد، يقول الخبير النفسي الدكتور هاشم بحرى، إن الشخصية المصرية، عرف عنها منذ عقود تعاملها مع الأزمات بشكل ساخر، وبالبحث فى نتائج هذا الأمر، وجد أن استخدام النكات عند الأزمات يجعل الشخص قادرا على التعايش معها، حيث أن التعامل مع الأزمة بسخرية يقلل من حجمها وأهميتها، ما يجعل النفس البشرية قادرة على تحملها واستيعابها مهما كانت شدتها.

وأضاف فى تصريحات لـ "الهلال اليوم"، إنه على النقيض يوجد الشخص المتشائم الذي ينظر بسوداوية لكل ما حوله، ما يجعله يصدر الخوف والفزع دائما، حتى وإن كان الحدث لا يستحق، فهو دائما يرى النهايات، ولا يأمل فى غد مشرق، ولكن تلك الشخصية لا تمثل السواد الأعظم للمصريين، بل هى مجموعات قليلة تظهر على استحياء فى الأزمات الكبرى، مشيرًا إلى أن الخطر الحقيقى، والذي جعل هذا التفاوت ظاهرًا، هم أصحاب الأهداف السياسية، الذين تم الزج بهم بين المصريين على مختلف توجهاتهم، وتلك المجموعة تستخدم الأحداث أيًا كان نوعها، للعب فى طبيعة الشخصية المصرية، ومن ثم إعادة توجيهها، ففى الأحداث الجيدة، نجدهم يقللون من شأنها ويستهينون بأى إنجاز يتحقق، وهنا تأتى الحاجة لإبراز الشخصية الساخرة التي تتعامل مع أى موقف باستهانة فتنتشر النكات ومنشورات السخرية حتى توجه الرأى العام إلى أن الإنجاز لا يستحق وأنه وهم ، وفى الأحداث الخطرة مثل أزمة وباء كورونا المستجد يستخدمون الشخصية التشاؤمية التي ترى العالم ينهار، ولا تعترف إلا بالتقصير، وتضع الدولة دائمًا فى خانة الاتهام.

وأضاف ،هناك مقولة لميكافيللى مضمونها أن مصر دولة لا يمكن احتلالها ولكن يمكن تكسيرها، عبر هدم ثوابتها، وهو الأمر الذي يتم اللعب به الآن من خلال التلاعب بالشخصية المصرية، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي ، لذلك لن يكون عجبًا، أنه بينما يبث الرعب والخوف على السوشيال ميديا، تمر الحياة طبيعية على أرض الواقع.

وعن كيفية التعامل مع هذا الأمر قال "بحرى" إن الشفافية هى السبيل لإنقاذ الشخصية المصرية من محاولات العبث معها، وهو ما باتت تفعله الدولة مؤخرًا، وظهرت الشفافية فى العديد من المواقف، الأمر الذي يعيد الثقة فى الدولة مرة أخرى.

 

 

 

 

 

 

 

 

    Dr.Radwa
    Egypt Air