الجمعة 27 سبتمبر 2024

الإعلام.. سلاح الدولة لمواجهة كورونا.. نائب برلمانى: مهمته ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة.. وياسر عبد العزيز: وسيلة يجب أن تستغلها الهيئات والأجهزة المعنية لتعديل سلوكيات المواطنين

أخبار17-3-2020 | 15:35

رغم الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" إلا أن سلوكيات بعض المواطنين تمثل نقطة تراجع فى تحقيق تلك الإجراءات للهدف منها.


فبينما أعلنت الدولة عن خطواتها للحد من انتقال العدوى وتقليل التجمعات، مثل تعليق الدراسة لمدة 14 يوم، ومنع التجمعات وغلق المقاهى والكافيتريات وتعليق الطيران وتخفيف العمالة بالمؤسسات الحكومة وتعليق الأنشطة الرياضية، إلا أن بعض المواطنين استغلوا تلك الفرصة للخروج والتنزه ما يلقي بتلك الإجراءات إلى الهاوية.


ولأن الإعلام واحدًا من أهم وسائل التواصل مع المواطنين، وصوت المؤسسات الرسمية داخل كل بيت، رصدنا فى السطور التالية كيفية مساعدة وسائل الإعلام لأجهزة الدولة فى تعديل سلوكيات المواطنين، والالتزام بالتعليمات التي توجه لهم للخروج من تلك المنحة بسلام.


أزمة ليست سهلة

فى البداية يقول النائب جلال عوارة، أن مهمة الإعلام فى التعامل مع أزمة فيروس كورونا المستجد لن تكون سهلة، ولكنها معركة لابد من خوضها بكافة الوسائل.


وأضاف "عوارة" فى تصريحات خاصة للهلال اليوم، أن الأزمة الأكبر التي تواجه أجهزة الإعلام فى تناول قضية فيروس كورونا، تتمثل فى نقص الوعى الصحي لدى عدد كبير من المواطنين، ما يجعل دور الإعلام غير قاصر على نقل المعلومة وزيادة الوعى، ولكنه يعمل على تعديل السلوكيات التي اعتادها المواطن سنوات أمر صعب بعض الشيء، وهى المهمة التي يفترض أن تتم خلال مراحل التنشئة، بالوعى الأمنى والوعى الصحي وكيفية التعامل مع المعلومات، أمور جميعها تتم خلال مراحل التنشئة وتشرف عليها وزارة التربية والتعليم ولكن للأسف حاليا يوجد نقص فى الوعى ما يجعل مهمة التعامل فى القضايا الكبرى صعبة.


وأشار "عوارة" أن كل وسيلة إعلامية سوف تجتهد فى تحقيق الهدف الرئيسي وهو رفع وعى المواطن اتجاه التعامل مع ازمة فيروس كورونا، وفقًا لاستراتيجية محددة ومنسقة يتم اتباعها عند الأزمات.


ونوه "عوارة" إلى ضرورة توافر عدة معايير عند تناول القضايا الكبرى والتي منها فيروس كورونا، وهى أن يكون الجميع فى خندق واحد مهما كانت توجهاته أو سياساته التحريرية أو ملكيته، فالجميع فى خندق واحد.


وأضاف " عوارة" أن نسبة الاجتهادات والتكهنات والتحليلات كمنهج عمل لابد تختفي تلك الفترة، ويتم الاعتماد فقط على الأرقام والإحصائيات والمصادر الرسمية الموثقة، مشيرًا إلى أهمية القضاء على الشائعات بنشر الحقائق من خلال مصادر موثقة، والعمل على وأد أى شائعة بالاعتماد على عملية الرصد و التنسيق مع الجهات الحكومية بشكل أكبر لتوفير المعلومات.


الإعلام ليس مؤسسة توعوية

فيما أكد الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز، أن الإعلام ليس مؤسسة تنفيذية، وإنما هو وسيلة يجب أن تستغلها المصالح أو الهيئات أو الأجهزة المنوط بها دور رفع الوعي وتعديل سلوكيات المواطنين تجاه التعامل فى القضايا الهامة.


وأضاف "عبد العزيز" إن دور وسائل الإعلام ليس توعية الناس صحيًا، أو تدريب الأولاد على التعليم الالكتروني، ولكن دورها أن تتيح للهيئات ذات الصلة أن تنقل رسائلها بشكل فعال للمواطنين، كونها مؤسسة يمكن من خلالها الوصول للناس.


وأشار "عبد العزيز" إلى ضرورة مراعاة الإعلام لبعض المعايير عند التعامل مع القضايا الكبرى مثل قضية فيروس كورونا، وأهمها أن تكون نسبة استحواذ القضية فى وسائل الإعلام متناسبة مع حجم الأزمة وأهميتها وترتيبها ضمن أولويات الجمهور، فلو تم تغطية قضية ما بشكل أقل من حجمها الفعلي فهذا خطأ فى التناول، ولو تم تغطيتها بإفراط أو بشكل أكبر من حجمها الفعلي يصبح ذلك خطأ أيضًا، فلابد أن يراعى التعامل بصورة  متوازنة تعكس الوزن النسبي للأزمة.


واستطرد "عبد العزيز" إن المصادر التي يتم استضافتها فى تغطية الأزمات، لابد أن تكون متخصصة فى مجال الأزمة، ولها علاقة مباشرة بموضوع القضية، كما لابد من مراعاة أن تكون مصادر المعلومة متوازنة بمعنى أن تكون هناك أكثر من وجهة نظر يتم طرحها، مشددًا على ضرورة التزام الدقة فى نقل الأخبار والمعلومات واحتواء ومحاربة الإخبار الزائفة والشائعات.


وأكد "عبد العزيز" أن تناول الإعلام حتى اللحظة لأزمة فيروس كورونا متوزان وعلى مستوى الأزمة، وإن كان هناك بعض المشكلات الخاصة بالمعايير، منها إعطاء فرص لغير المختصين للحديث فى الأزمة، حتى أن بعض مقدمى البرامج يتحدثون وكأنهم أطباء ومديري أزمات، وهذا خطأ كبير، ولكن إجمالا التغطية الإعلامية للأزمة متوازنة وواعية وتسخر لها مساحات مناسبة.



مصادر موثقة

أما أستاذ الإعلام السياسي صفوت العالم فأكد أن وسائل الإعلام منوط بها تقديم المعلومات للمواطن من مصادر موثقة دون تزييف أو إخفاء، ما يجعله يثق فيها ويستمع لها.


وأضاف "العالم" فى تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، إن سلوكيات المواطنين تجاه أزمة فيروس كورونا، تستدعى من وسائل الإعلام، وضع المواطن أمام الحقيقة، وكشف الواقع أمامه بكل ملابساته، دون إخفاء أو تحسين، بحيث يمكنه من التعامل مع الحدث وفقًا لحجمه الحقيقى دون تهويل أو تهوين، كذلك لابد من رفع وعيه حول الإجراءات المتخذة بدول العالم فى التعامل مع الفيروس ما يؤثر فى طريقة تعامله ويغير من بعض السلوكيات التي لا تتناسب وحجم المشكلة.


وأشار "العالم" إلى أن أهم ما يجب اتباعه خلال هذه الفترة من وسائل الإعلام، هو الدقة والسرعة فى توقيت إذاعة البيانات الرسمية، مع ضرورة أن يقلل مذيعو التوك شو من تدخلاتهم ويتركون الأمر للمتخصصين لتوضيحه، مع التركيز على الجانب المعلوماتى الموثق وتقديمه للمواطن دون "إضافات" وجدال ومناقشات لا داعى لها فى الوقت الحالي.


وأكد أن المواطن وقت الأزمة يحتاج أحيانًا إلى بعض الردع للالتزام بالمعايير المطلوبة فى التعامل، وهذا يحدث عبر تقديم المعلومة كاملة، وطرح الإحصائيات الخاصية بالقضية على مدار اليوم لتكون لدى المواطن المعرفة الكافية حول ما وصلت له الأمور، وبالتالي يلتزم بالتعليمات والإجراءات المفروضة حتى تخطى تلك الأزمة.