قال بسام الشماع، المؤرخ وعالم المصريات في تصريحات خاصة لـ«الهلال اليوم»، إن هناك أسرارًا كثيرة مازالت غامضة وصادمة إلى حد ما، لا يعرفها المصريون عن احتفال أجدادهم بأعياد الريبع «شم النسيم»، مؤكدًا أنه لم يكن هناك عند القدماء المصريين عادات وطقوس كالتي نراها عند المصريين الآن تزامنا مع الاحتفال بأعياد شم النسيم، مثل وجود البيض الملون.
وأشار «الشماع» إلى أن تلوين البيض من الطقوس والعادات التي دخلت فيما بعد على طريقة الاحتفال، ولم تكن من عادات وطقوس المصريين القدماء، لأن البيضة لديه كانت حياة وبداية للخلق، مؤكدًا على أنه لم يرى أي رسومات أو نقوش فرعونية علي المعابد تثبت أن البيض الملون من طقوس الاحتفال بشم النسيم عند القدماء المصريين.
وأوضح عالم المصريات، أن طقوس الاحتفال المرتبطة بالمأكولات في هذا اليوم، كانت على مدار العام كله، نافيًا أن يكون المصري القديم قد ربط الاحتفال بأعياد الربيع بأكل السمك المملح والبصل الأخضر، مؤكدًا أنه كان يأكل هذه الأطعمة على مدار العام ولم يحدد لها يوم معين، مستدلاً على ذلك بالرسومات المجودة علي جدران المعابد ومثبت فيها هذه المأكولات.
وحول طريقة الاحتفال بهذا اليوم، بيّن الشماع، أنه كان هناك نوعين من الاحتفالات، أولهما، احتفال معبدي، أي داخل المعبد نفسه ويقتصر علي الملوك، والملكات ، والوزراء، والكهنة النبلاء، وكبار القوم، وكان محظور على العامة حضوره حيث كان كل ما يحدث داخل هذا الاحتفال غير شعبي، ولكن كان هناك أعياد يوم فيها أفراد الشعب بالتبرع بأرغفة الخبز للمعابد، مثل ما حدث في مدينة «هابو» الواقعة في البر الغربي بالأقصر، حيث تبرع الشعب بعدد كبير من أرغفة الخبز لدرجة أن القائمون علي المعبد ردوا كثير من الخبز الذي زاد على احتياجات المعبد للناس مرة أخرى، والثاني كان لعامة الشعب خارج المعابد، لافتًا إلى أن ثاني هذه الاحتفالات كان مخصص لعامة الشعب وهو ما كان يحدث خارج المعابد في المتنزهات وعلى ضفاف النيل.
وقال، كان قدماء المصريين يحتفلون بذلك اليوم في احتفال رسمي كبير فيما يعرف بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار، وقت حلول الشمس، فكانوا يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم – قبل الغروب – ليشهدوا غروب الشمس، فيظهر قرص الشمس وهو يميل نحو الغروب مقتربا تدريجيًا من قمة الهرم، حتى يبدو للناظرين وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، مؤكدًا الاحتفالات في هذا العصر متأخرة قليلاً عن توقيت احتفال المصري القديم بالربيع في مصر القديمة.
ولفت، أن المصري القديم كان يرفه عن قلبه ويتنزه في الأعياد، وكان يرتدي الكتان ويضع العطور ويأخذ أكليل من الزهور، ويخرج للتنزه على نهر النيل.
واختتم عالم المصريات كلامه موضحًا أنه في زمن الملك تحتمس الثالث كان هناك 54 عيدًا، أما في عهد رمسيس الثالث كان هناك 60 عيدًا في السنة.
يشار إلي أن بداية الاحتفال بشم النسيم تعود إلى ما يقرب من خمسة آلاف عام، أي من 2700 عام ق.م ، وبالتحديد في أواخر الأسرة الثالثة الفرعونية.