الجمعة 28 يونيو 2024

مسئول سنغافوري: 5 استراتيجيات تجعل أفريقيا ثاني أكبر محور اقتصادي في العالم

21-3-2020 | 11:36

قال مسئول سنغافوري بارز إن قارة أفريقيا مرشحة لكي تصبح محوراً اقتصادياً لا يُضاهى عالمياً، بل وبوسعها أيضاً أن تحتل ثاني أكبر مركز اقتصادي في العالم، راهناً ذلك بتطبيقها لسياسات اقتصادية سليمة واستراتيجيات معززة للنمو وتتيح للقارة التحول وتحقيق معدلات نمو شاملة.

وعدد الخبير الاقتصادي، ثارمان شانموجاراتنام، الذي يتولى منصب وزير أعلى في الحكومة السنغافورية ومستشار لرئيس الوزراء، في محاضرة ألقاها اليوم في مقر "بنك التنمية الأفريقي" AFDB في أبيدجان، خمس استراتيجيات يتعين على أفريقيا انتهاجها لتحقيق المكانة المرجوة.

 أولها: توسيع الانفتاح الاقتصادي من خلال الاهتمام بالتخصص في قطاعات الإنتاج وسلاسل القيمة، وثانياً: الاستثمار بجرأة في الركائز الاجتماعية، وثالثاً: تعظيم سياسة الشمول والكفاءة، ورابعاً: العناية بالتفكير طويل الأجل، وخامساً: تعظيم المنافع من نظام التمويل العالمي.

وقال الوزير السنغافوري في المحاضرة الثالثة التي نظمها "بنك التنمية الأفريقي"، ضمن سلسلة محاضرات نظمها البنك إهداء وتكريما للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، "هناك تحديات (تواجه القارة)، لكن هناك فرصاً كذلك.. وهناك المزيد من الجهود يتعين بذلها".

وفي محاضرته التي جاءت تحت عنوان "النمو الشامل: التعلم من التجربة، والشراكة من أجل المستقبل- كيف تستطيع أفريقيا وآسيا العمل سوياً لتحقيق ازدهار أكثر رحابة"، تابع الوزير المنسق للسياسات الاجتماعية في سنغافورة قائلاً: لكي نحقق الصلابة الاقتصادية وخلق المزيد من فرص العمل لتعدادها السكاني المتفجر بالشباب، يجب أن يكون هناك تواصل أقوى وتفاعل اقتصادي أشد بين المناطق النامية، ولاسيما بين أفريقيا وآسيا اللتين تتشاركان في سمات ديموجرافية متشابهة.

ولفت الوزير شانموجاراتنام، أمام حشد من الدبلوماسيين والطلبة وممثلي الحكومة ومسؤولين بارزين من البنك الإقليمي، إلى أن هناك اهتماماً كبيراً من الشركات السنغافورية بأفريقيا التي تحتاج إلى مزيد من الدعم والارتقاء.. قائلاً: "نحن بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لتعزيز هذا التعاون عبر إبرام المزيد من اتفاقات الاستثمار الثنائية التي تقدم ضمانات للمستثمرين".

وأشار إلى أن سنغافورة تعد ثامن أكبر مستثمر أجنبي في أفريقيا، بحجم استثمارات بلغت نحو 90 مليار دولار في عام 2018.

وأضاف، "نحن في لحظة غير عادية عالمياً- لحظة تنطوي على تحد غير عادي نرى فيها مفاهيم أساسية، حول كيف يعمل العالم معاً، تقف على المحك، لكنها في الوقت نفسه لحظة تحمل فرصاً هائلة.. في الاقتصاد الدولي، وفي التمويل الدولي، وفي التعاون الدولي".

فمن المرتقب خلال العقد المقبل، أن تصبح أفريقيا صاحبة أكبر تعداد سكاني في سن العمل على مستوى العالم بما يفوق الصين والهند، بتعداد سكاني يصل إلى حوالي 1ر1 مليار إنسان في سن العمل ما بين 15 إلى 64 عاماً.

ونبه المسؤول السنغافوري إلى أن على الزعماء الأفارقة أن يكونوا على استعداد لانتهاز فرصة توفر قوة عمل هائلة ومتنامية، وهو ما يترافق مع اختراق تكنولوجيات المحمول التي تقود عملية التطوير والابتكار من أجل النمو.

من جانبه، رأى رئيس مجموعة البنك الإقليمي AFDB، أكينومي أديسنا، أنه ينبغي على أفريقيا أن تتعلم كثيراً من سنغافورة، واصفاً الوزير السنغافوري بأنه شخص يتمتع بمعرفة رصينة وواسعة واختير لأعماله الملهمة والخلاقة في الدولة الآسيوية سنغافورة.

وأضاف "واستكمالاً لجهودنا لتحقيق المزيد، نود التعلم من الإنجازات الهائلة التي حققتها سنغافورة، وليس هناك شخص يمكن اختياره للحديث معنا ولمناقشة هذا الأمر وغيره من الأمور المتعلقة بآسيا وأفريقيا، أفضل من ثارمان شانموجاراتنام."

وقال أديسنا :إن سلسلة محاضرات المشاركين البارزين الأخيرة التي نظمها البنك تأتي تكريما للأمين العام السابق، كوفي عنان، واعترافاً بإسهاماته من أجل الإنسانية.. وكان البنك شرع في إطلاق هذه السلاسل من المحاضرات في عام 2006 لتتحول إلى منصة فكرية تعزيز تبادل الأفكار لمواجهة تحديات التنمية الأفريقية.. وقد استقطبت تلك الفعاليات شخصيات عالمية بارزة من السياسيين، والأكاديميين البارزين، ورجال الأعمال والمستثمرين، وممثلي المجتمع المدني والذين تناولوا عن طيف واسع من الموضوعات والقضايا تتعلق بالاقتصاد، والتمويل، والتكامل الإقليمي، والتنمية البشرية، والبيئة، والفلسفة.