شجاعة رئيسة الأرجنتين ورؤساء دول أمريكا اللاتينية في مواجهة أمريكا وهيمنتها ومؤامراتها على المنطقة العربية ،أزعجت زعمائنا العرب ، جمهوريات الموز القديمة صارت دولا ، تدافع عن العروبة ، بموضوعية نحسدهم عليها ،وكان طبيعيا أن تتسابق المحطات الأمريكية والبريطانية لقطع الإرسال ، وتهرول المحطات العربية لمنع العرب من الاستماع للترجمة الفورية .
تساؤلات مشروعة طرحتها رئيسة الأرجنتين في جلسة مجلس الأمن المنعقدة بخصوص التحالف الدولي ضد عصابات داعش الإجرامية قالت وحسب الترجمة في كلمتها أمام مجلس الأمن :
- تم إدراج حزب الله في وقت سابق ضمن قائمة الإرهاب وتبين فيما بعد أنه حزب كبير ومعترف به في لبنان وليس مجرد عصابة أو ميليشيات.
- اتهمتم إيران على خلفية الانفجار الذي طال السفارة الاسرائيلية في بوينس آيرس عام 1994 ولم تثبت التحقيقات من قبلنا تورط إيران بهذا الانفجار.
- أصدرتم قرار محاربة القاعدة بعد أحداث 11 سبتمبر واستبيحت بلاد وقتلتم أهلها تحت هذا العذر مثل العراق وأفغانستان ومازالت هاتان الدولتان تعانيان من الإرهاب بالدرجة الأولى.
- رحبتم بالربيع العربي وعممتموه في تونس ومصر وليبيا وغيرهها وأوصلتم الإسلام المتشدد للحكم في هذه البلدان بقراراتكم ومباركتكم ومازالت شعوب تلك الدول تعاني من وصول المتشددين الإسلاميين إلى الحكم والعبث بحريات المواطنين هناك .
- اتضح من خلال القصف على غزة فداحة الكارثة التي ارتكبتها إسرائيل تحت رعايتكم وموت العديد من الضحايا الفلسطينيين بينما اهتمت أمريكا بالصواريخ التي سقطت على إسرائيل و لم تؤثر أو تحدث خسائر في إسرائيل .
واليوم نجتمع هنا لإصدار قرار دولي حول تجريم داعش ومحاربتها وداعش مدعومة من قبل دول معروفة أنتم تعرفونها أكثر من غيركم وهي حليفة لدول كبرى أعضاء دائمة في مجلس الامن .
وتساءلت الرئيسة : "من أين تأخذ داعش والقاعدة أسلحتها؟ إن مقاتلي الحرية بالأمس هم إرهابيو اليوم" في هجوم قوي لها على السياسة الدولية للولايات المتحدة .
وعندما استطردت الرئيسة الأرجنتينية بالحديث على هذا الحال قطعت وسائل الاعلام التي نقلت الجلسة الترجمة فجأة .
قناة الحرة الأمريكية مثلاً .. قالت نكتفي بهذا القدر ونواصل نشرة الأخبار
وهكذا باقي قنوات الخليجية والعربية . CNN وتبعتها الأمريكية
أغلقوا قنواتهم ليداروا فضائحهم .
أما الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو فقد اتهم الدول الغربية بأنها ساهمت إلى حد كبير في تنامي قوة الحركة الجهادية في الشرق الأدنى والشرق الأوسط، واصفا إياها بأنها "وحش" لن ينهزم كما قال إلا إذا تم احترام شعوب المنطقة.
ووجه انتقادا قاسيا للاستراتيجية التي تعتمدها الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام..
وأضاف الرئيس الفنزويلي: "الائتلاف الوحيد الذي سيهزم تلك العناصر المتطرفة وكل القوى الإرهابية التي برزت مثل فرانكشتاين، هو ائتلاف من الجيوش العربية وحدها، لأن داعش يبدو مثل وحش غذاه الغرب نفسه.
وقال الرئيس الفنزويلي ساخرا إن وباء إيبولا في دول غرب إفريقيا هو اليوم "أكبر تهديد" للعالم، لكن القوى العظمى "منهمكة "بقصف الناس في سوريا والعراق للحصول على أموال النفط .
أما أوباما فقد قال: إن التدفق غير المسبوق للمقاتلين من وإلى مناطق النزاع كأفغانستان وإفريقيا الشمالية واليمن وليبيا ومؤخرا سورية والعراق مستمر فوفق وكالات الاستخبارات هناك أكثر من 15 الف مقاتل أجنبي من 80 دولة سافروا إلى سورية وانضموا إلى تنظيمات تابعة للقاعدة كجبهة النصرة وتنظيم داعش وهؤلاء يفاقمون النزاعات وهم الآن يحاولون العودة إلى بلدانهم للقيام بهجمات فتاكة.
و قال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون : " إن النزاع في سورية والعراق يصدم العالم بوحشيته المتمثلة بفصل الرؤوس عن الأجساد والاغتصاب المروع وغيرها من الأفعال التى تعود إلى العصور الوسطى"
وأضاف كاميرون إن الإرهاب أكبر مما كان عليه في الماضي حيث يوجد في سورية والعراق نحو 500 إرهابى متطرف من بريطانيا وحدها .
وقال رئيس وزراء العراق العبادي إن داعش تشكل الحاضنة الأساسية لتفريغ الإرهابيين المشحونين بالكراهية والتلذذ بسفك الدماء وقطع الرؤوس لافتا إلى أن التنظيم يعتمد على شبكات التمويل المنتشرة في أكثر من دولة
والواضح أن هذه الأعمال الإجرامية لداعش ما كانت لتتم لولا الدعم الذي تتلقاه هذه التنظيمات الإرهابية من حكومات دول أعضاء في المنظمة الدولية وفرت لها الغطاء الإعلامي والدبلوماسي وقدمت لها المال والسلاح والتدريب والملاذ الآمن وجعلت من مطاراتها قاعات استقبال لهؤلاء القتلة قبل توجيههم وإدخالهم بشكل غير شرعي إلى الأراضي السورية والعراقية.
كما أن مشاركة إسرائيل فيما يسمى التحالف ضد داعش يقوض أي مصداقية لهذا التحالف وإن إسقاطها طائرة سورية كانت تقوم بواجبها الوطني بقصف مواقع التنظيمات الإرهابية مثل داعش وجبهة النصرة وفروعهما التي اعتدت على قوة الاندوف واختطفت عناصرها وهاجمت قواتها ونهبت معداتها يؤكد عملياً ما يقال منذ مدة طويلة عن وجود تحالف إسرائيلي مع التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة وغيرها.
والواضح أيضا أن هناك ترهيبا لأي صوت في المنطقة العربية يناقش جدوى التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية " داعش "، سواء صدر هذا الصوت من دولة أو من قوة سياسية.
وصحيح إن أعمال داعش مدانة أخلاقيا وسياسيا ودينيا، لكن ذلك لا يمنع من طرح تساؤلات حول طبيعة التحالف الدولي وأهدافه، وكذلك الشروط والحيثيات التي أوجدت هذا التنظيم.
وفي الحرب على الإرهاب لا يمكن تصور ائتلافات تتصدر الصفوف الأولى فيها دول كانت وما زالت الداعم الأول للإرهاب والإرهابيين تسليحاً وتمويلاً وإيواءً بل إن بعض هذه الدول مثل تركيا وقطر كانت البوابة الرئيسية لتمرير الإرهابيين إلى سورية والعراق.
لكن السؤال الأصعب ، ماذا سيحدث بعد القضاء على داعش ، هل ستستمر هيمنة المالكي وخليفته العبادي على العراق،واضهاد السنة وانفلات الأمن وتقسيم العراق؟وهل سيستمر بشار والجيش الحر والقتل والتهجير للناس في سوريا؟
أعتقد أن هذا سيستمر ، لأن أمريكا وذيلها إسرائيل ، وكل من يلهثون خلفهما أحرص الناس على ذلك.
وعموما انتهى مؤتمر الأمم المتحدة ، وكانت وفودنا هناك بالآلاف ، لكن لم يمثلنا بحق – كعرب - مع الأسف ، سوى شجعان أمريكا اللاتينية .
كتب : عادل سعد