السبت 29 يونيو 2024

جيش مصر الأبيض يواجه كورونا بعزم وقوة..عمل متواصل بدون راحة... الطبيب الناجي يستعد للعودة ويستغل فترة التعافي بدراسة الأبحاث لمحاضرة الانتشار .. أطباء يطلقون مبادرة للاستشارات المجانية

تحقيقات26-3-2020 | 18:46

يعد الأطباء هم الجندى المقاتل بالصفوف الأولى فى مواجهة فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"، ويضع الملايين من أبناء الوطن آمالهم على "جيشهم الأبيض" الذي لبى النداء ولم يتقاعس لحظة واحدة فى أداء واجبهم المهنى والوطنى

 

وتحمل صفحات مواجهة فيروس كورونا العديد من القصص والحكايات حول الصعاب التي يواجهها الأطباء يوميًا، والتي يعد أبسط ثمن يغامرون به هو حياتهم

 

خطر التعرض للإصابة:

 

من أكثر المخاطر التي تواجه الأطباء، إمكانية التعرض للإصابة فى أي وقت، كونهم أول من يحتك بالمريض ويتعامل معه، ورغم الإجراءات الوقائية إلا أننا نسمع فى دول متقدمة عن إصابات تقع بين فريق العمل الطبي، خاصة مع وجود معاناة عالمية من نقص المستلزمات الطبية والوقائية

 

وفى مصر عاش الأطباء تلك التجربة، بعد تعرض الدكتور أحمد عبد الله استشارى الأمراض الصدرية بمستشفى دمياط للإصابة بالفيروس، نتيجة لمخالطته للمرضى، وتم نقله إلى مستشفى العزل بالاسماعيلية، والتي أكد أنها على أعلى مستوى.

 

ورغم إصابته بالمرض إلا أن الطبيب المصاب قضى فترة رعايته بالعزل، مابين قراءة الأبحاث والدراسات التي تمت بخصوص فيروس كورونا المستجد، وذلك حتى يمكنه تطبيق الأنسب منها فى تعامله مع الحالات المصابة فور خروجه من المستشفى، وفعليً عقب مرور فترة النقاهة وهى أسبوع سيعود للعمل مرة أخرى لاستكمال مهمته الإنسانية حيث أكد أنه لا مجال للراحة الآن.

 

كذلك أصيبت ممرضة أخرى فى نفس المستشفى نتيجة لمخالطتها حالة إيجابية، وعانت من لحظات خوف كبيرة، خاصة عند نقلها لمستشفى العزل، ولكنها التزمت بالتعليمات، وبعد حصولها على الرعاية الطبية اللازمة غادرت مستشفى العزل بعد التأكد من شفائها، وحاليا تستعد للعودة للعمل بعد انتهاء فترة النقاهة.

 

ووصل عدد الإصابات بالفيروس بين الأطقم الطبية إلى 26 حالة سواءً كانوا أطباء أو فنيين وتمريض، فهناك 6 أطباء بشريين، وصيدلي ، و7 من أطقم التمريض، بالإضافة لـ 4 مراقبين صحيين و5 فنيي معمل و3 فنيي أشعة.

 

أطباء العزل والحجر الصحي:

 

فى الوقت الذي يواجه فيه الطبيب خطورة التعرض للإصابة فى حال خالط مصابا بالفيروس، يعد أطباء العزل والحجر الصحى، الأكثر تعرضًا للخطر، لأنه يتعاملون مع حالات ثبت إصابتهم بالفعل.

 

وفى مستشفى النجيلة "أول مستشفى عزل"، يمكث الأطباء منذ أكثر من شهر ونصف يستقبلون المرضى ويتعاملون مع الحالات، ويتابعون تطور كل حالة، ومع ذلك لم يطلب أى منهم فترة راحة أو أجازة.

 

أما مستشفيات العزل الاخرى، فالعمل فيها يتم بنظام النوبتجيات، حيث يستمر عمل الطاقم الطبي لمدة 14 يوما متواصلة، وبعد انتهاء المدة، يتعرضون لفحوصات وتحاليل قبل السماح لهم بالأجازة، وبعد التأكد من خلوهم من المرض يغادر الأطباء ويتم استبدالهم بفريق آخر لمدة 14 يوما جديدة.

 

ولكى يتم التخفيف عنهم، وضعت نقابة الأطباء نظامًا للتواصل، عبر توفير موقع إلكترونى لاستقبال أى شكوى من الأطباء، الذين أكدوا أنهم سيكملون واجبهم حتى انتهاء الأزمة وانفراجها.

 

دعم مستمر للمواطنين:

 

لم يتوقف دور الطبيب المصري عند حدود المستشفى، وإنما ضرب مثالًا آخر فى التفاني وأداء مهمته السامية رغمًا عن الظروف، حيث تبرع عدد كبير من الأطباء بعمل فيديوهات توعية حول الفيروس وكيفية الوقاية منه، والفئات الأكثر عرضة للإصابة، وقدم كل طبيب نصيحته وفقًا لمجال تخصصه.

 

ليس هذا فحسب، بل أطلق مجموعة من الأطباء مبادرة "اسمعونا" ومن خلالها حددوا أرقاما للتواصل معهم عبر تطبيق "واتساب" وإمكانية طلب الاستشارة الطبية من المنازل، لوذلك عقب صدرو قرار وزارة الصحة بوقف العمل فى العيادات الخارجية بجميع المستشفيات لمنع التكدس.

 

وجاءت مبادرة الأطباء فى العديد من التخصصات، وأكد محمد البدرى أحد القائمين على المبادرة، أنها تستهدف مساعدة المواطنين فى الحصول على الاستشارة الطبية فى الحالات البسيطة، لعدم تعريض حياتهم لخطر الإصابة بالفيروس.

 

وفي نفس السياق، فور إطلاق دعوة للتطوع للعمل بوزارة الصحة، ضمن فرق مواجهة فيروس كورونا تقدم أكثر من 10 ألاف مواطن للعمل، بينهم عدد كبير من الأطباء، أبدوا استعدادهم للانضمام لفريق وزارة الصحة لمواجهة الفيروس، وذلك وفقًا لما أكده الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام، والمتحدث الرسمى باسم الوزارة.

 

 ليس هذا فحسب بل استجاب جميع الاطباء لقرار وزارة الصحة الخاص بغلق العيادات الخارجية بالمستشفيات والتوزيع على الوحدات والمراكز الطبية لتقديم الرعاية الطبية للمرضى ومساندة باقى الأطقم الطبية حتى فى التخصصات المختلفة لتخصص الطبيب.

 

تدخل الدولة لمساندتهم:

 

من جانبها، لم تكن الدولة لتقف مكتوفة الأيدى دون مساندة الأطباء فى مهمتهم، فقد قدم لهم الرئيس عبد الفتاح السيسي الشكر على جهودهم، فيما وجهت رئاسة الوزراء بصرف مكافأة تحفيزية للأطقم الطبية تقديرًا لجهودهم فى مواجهة الفيروس، فيما ركزت على توفير كافة المستلزمات الطبية وأدوات التعقيم للأطباء حتى يمكنهم أداء مهاهم عملهم دون تعرضهم للخطر .

    الاكثر قراءة