الخميس 16 مايو 2024

الكتاب يرفضون تقديم عمل مستقل .. "اليتيم" ليس حالة استثنائية فى الدراما المصرية

17-4-2017 | 11:13

كتب : محمد بغدادى

مع زيادة حوادث البلطجة وانتشار العنف والاختطاف والسرقة وغيرها من الجرائم التى يشهدها المجتمع المصرى بكثافة فى السنوات الأخيرة، وارتفاع نسبة الطلاق والخلافات الزوجية التى أدت إلى زيادة عدد أطفال الشوارع، بالإضافة إلى الأطفال الأيتام داخل دور الرعاية، ومع الاحتفال بـ "عيد اليتيم"، التقت الكواكب مع بعض الكتاب وطرحنا سؤالاً عن أسباب عدم تقديم أعمال فنية عن الأوضاع المجتمعية التي يعيشها "الأيتام" ومعاناتهم فى المجتمع على النحو التالي:

أعمال فنية غير مستوردة

قال الكاتب عمرو سمير عاطف، إن الأعمال التى تتعلق بالأطفال بشكل عام تعد قليلة بسبب قلة البرامج أو القنوات المتخصصة للأطفال، ولكن فى الفترة القادمة ومع انتشار عدد من القنوات أو البرامج المتخصصة للأطفال، سوف يتم تناول العديد من الموضوعات التى تخص الطفل بشكل عام وليس اليتيم فقط أو ما يتعلق بمثل هذه القضية، مشيرًا إلى قنوات الأطفال يعد من دورها تعليم الأطفال الانتماء وحب الوطن وتوعيته ودعمه وتشجعيه وتقديم النصائح له من أجل تجنب العادات الخاطئة، مشيرًا إلى أن ذلك فى حاجة إلى أعمال فنية مصرية بعيدًا عن الأعمال المستوردة من الدول العربية أو الأجنبية مثل اليابان وأمريكا وغيرها من الدول.

سياق العمل الدرامي

فيما قال المؤلف محمد صلاح العزب، إنه لا يفضل تقديم الأعمال الموجهة والتى تناقش قضية بعينها وعلى سبيل المثال أن يكون هناك عمل كامل يناقش قضية المطلقة أو الأرملة أو اليتيم، ولكنه يفضل أن يكون ذلك فى سياق العمل الدرامى، وفقًا لنوعية العمل الفنى المعروض للجمهور، مؤكدًا أن الصورة الأفضل لتناول قضية اليتيم سواء فى السينما أو التليفزيون هو أن يتم تناولها بشكل غير مباشر فى الأعمال الفنية من خلال عرض شخصية أو دور يتعلق بتلك الجزئية.

وأكد العزب أن حقوق الأيتام مهدرة بشكل كامل، و أن الدولة مقصرة فى حقهم بشكل كبير، من مأكل وملبس وقوانين وحياة كريمة، بالإضافة إلى نظرة المجتمع لهؤلاء، كما أكد أن القوى الناعمة وحدها لا تكفى لجلب حقوق الأيتام، بل لابد من قيام الدولة لتوفير كافة السبل للاهتمام بالأيتام وتوفير احتياجاتهم الأساسية، ومن ثم التفكير فى تقديم أعمال فنية فى السينما والتليفزيون عنهم.

شكل غير مباشر

أما الكاتب بشير الديك فيقول لا أعتقد أنه شئ جيد أن يكون هناك عمل خاص عن اليتيم، ولن أكون سعيدًا عند مشاهدة عمل فنى يجسد من خلاله فنان دور يتيم يتعذب ويتألم ويبحث عن المأكل والملبس، ولا يوجد فيلم سينمائي فى العالم يتناول هذه القضية بشكل مباشر، ولكن من الممكن طرح فكرة اليتيم من خلال عمل فنى ضمن سياق العمل الدرامى، حيث أن اليتيم يعد موطنًا مثل أى مواطن وليس حالة استثنائية.

لا أؤيد فكرة عمل عنهم

بينما قال الكاتب والسيناريست أيمن سلامة، إن الأعمال الميلو دراما مثل قضية "اليتيم" قد تم تناولها فى عدد كبير من الأعمال التليفزيونية، وهناك الكثير من القصص القائمة على فكرة "التبنى"، والتى تم طرحها بقوة فى الأعمال الفنية المصرية ما بين السينما والتليفزيون، مؤكدًا أنه يفضل تقديم" حدوتة درامية" تحمل معنى وهدفا فى المجتمع وتتحدث عن فئة مجتمعية بعينها، إلا أنه لا يؤيد فكرة تقديم عمل فنى كامل عن ظاهرة واحدة.

وأشار سلامة إلى أن "اليتيم" لا يعد ظاهرة بل إنه حالة إنسانية فى المجتمع المصري والدراما المصرية قد تناولت كافة القضايا والمشكلات الاجتماعية ولم تترك قضية واحدة على مدار سنوات طويلة، وعلى سبيل المثال "المرأة التى تكفل يتيمًا، الزوجة أو الأرملة التى تربى أطفالاً أيتامًا"، كما شاهدنا ذلك فى أفلام الأبيض والأسود والمسلسلات القديمة مثل "الشهد والدموع"، وغيرها من الأعمال، مختتمًا حديثه قائلاً:" شوفنا كل حاجة فى هذا الكم الكبير من الإنتاج الدرامى المصري".