الأحد 23 يونيو 2024

مواجهة الإرهاب تحصن جهود مكافحة كورونا.. مراقبون: مصر تدرك حجم مخاطر التطرف واستغلال الأزمات الصحية.. ورؤية مكافحة الفيروس تحتاج إلى تكامل وترابط قاري

تحقيقات4-4-2020 | 17:55

شدد مراقبون على أهمية مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا بالتوازي مع الجهود القارية لمكافحة مخاطر الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية خاصةً منطقة الساحل الإفريقي، تماشيا مع رؤية الرئيس السيسي خلال القمة المصغرة لدول القارة السمراء، لافتين إلى خطورة الإرهاب والشائعات في استغلال الأزمة الصحية ونشر الفتنة المجتمعية والتحريض على الإجرءات المتبعة.

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء الجمعة، في قمة مصغرة عبر وسائل الاتصال مع عدد من القادة الأفارقة، بالإضافة الي الرئيس الفرنسي ماكرون، ومدير عام منظمة الصحة العالمية حيث ضمت القمة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، ورؤساء كينيا، ومالي، والكونغو الديمقراطية، والسنغال، ورواندا، وزيمبابوي، وآبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا، إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، ورئيس مركز الاتحاد الأفريقي لمكافحة الأمراض.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن القمة المصغرة جاءت لمتابعة نتائج القمة السابقة بين القادة الأفارقة للتباحث بشأن سبل التعامل مع تداعيات أزمة كورونا المستجد علي الدول الأفريقية وتحديد أولويات القارة لمكافحة الفيروس بالتنسيق مع المجتمع الدولي، وكذا التشاور بخصوص نتائج اجتماع قمة مجموعة العشرين الأخيرة والتنسيق مع دولها بشأن الاحتياجات الأفريقية في هذا الإطار.

ومن جانبه، أعرب الرئيس السيسى، عن الترحيب بوجه عام بأهم ما جاء في الإعلان الصادر عن اجتماع القمة المرئي لمجموعة العشرين الاخيرة، مؤكداً أهمية استمرار التحرك مع دول المجموعة والشركاء الدوليين لتنفيذ والبناء على ما تم الاتفاق عليه لدعم الدول الأفريقية ومساندتها في هذه المرحلة الدقيقة، لا سيما ما يتعلق بحشد التمويل وتقديم المساعدة المالية الدولية لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية والصحية المترتبة على أزمة فيروس كورونا.

وجدد الرئيس التأكيد على أن مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا ينبغي أن تتم بالتوازي مع الجهود القارية لمكافحة مخاطر الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار الدول الأفريقية خاصةً منطقة الساحل الإفريقي.


أكبر العوائق

شدد النائب أحمد الجزار، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، على ضرورة تكثيف الجهود القارية والدولية لمواجهة وباء كورونا المستجد ووضع آلية متكاملة لمواجهة الأضرار الاقتصادية السياسية التي تقع على عاتق أبناء القارة السمراء في ظل التحديات الكبرى التي تواجهها وعلى رأسها خطر الإرهاب والتطرف وعمليات الفساد.

ولفت عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب لـ"الهلال اليوم" إلى أن جهود مكافحة الوباء القاتل لن تأتي بثمارها كاملة إلا بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب التي تحاصر القارة، موضحا أهمية مواجهة تداعيات تفشي وباء كورونا بالتوازي مع الجهود القارية في مكافحة مخاطر الإرهاب.

وأشار إلى أن الإرهاب والتطرف وعمليات الفساد والتدخلات الخارجية تعتبر أكبر عائق أمام الجهود التي تبذلها الدول في مواجهة الوباء المستجد، لأن تلك الكيانات تسعى لتوظيف الأزمات الصحية والسياسية والاجتماعية ضد استقرار الدول وتماسكها، وتعمل على إثارة البلبلة وخلق حالة من التمرد الشعبي على إجراءات الدول في مكافحة الوباء، مشددا على إدراك الرئيس السيسي لتلك الأزمة ولوح بها في القمة المصغرة التي عقدت مساء أمس لبحث تعزيز جهود مكافحة كورونا.


الرؤية المحورية

كما شدد النائب مهدي العمدة، عضو لجنة الشئون الأفريقية بالبرلمان، على ضرورة وضع رؤية وخطة سريعة لمكافحة وباء كورونا في القارة السمراء في ظل التحديات التي تعصف بالعالم جراء الفيروس القاتل، لافتا إلى أهمية القمة المصغرة التي عقدت مساء أمس الجمعة بمشاركة الرئيس السيسي لمكافحة الوباء وتعزيز الجهود القارية والدولية في مواجهة مخاطر أفريقيا.

وقال عضو لجنة  الشئون الأفريقية بالبرلمان لـ"الهلال اليوم" إن الرئيس السيسي قدم رؤية محورية لقادة القارة السمراء في القمة المصغرة، لمواجهة وباء كورونا وعلى رأسها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بالتوازي مع جهود الحد من انتشار الوباء، لافتا إلى أهمية تحقيق الدعم الاقتصادي والاجتماعي في مواجهة وباء كورونا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تهدد استقرار القارة.

وأوضح النائب مهدي العمدة، أن مصر تحرز تقدما ملموسا في مواجهة وباء كورونا المستجد رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجهها وأحرزت انتصارا كبيرا في الملفين الأمني والصحي عزز جهود مكافحة الأمراض، لافتا إلى أهمية التوعية المجتمعية والاستجابة لإجراءات الحكومة في مكافحة الوباء وعدم الاستجابة إلى الرسائل السلبية التي تنتشر عبر مواقع السوشيال ميديا التي أصبحت سلاحا فعالا لقوى الشر ليس في مصر فقط بل في القارة الأفريقية.