في ظل التفشي غير المسبوق لوباء كورونا المستجد، يتقدم البحث العلمي بسرعة لم يُظهرها من قبل في مواجهة أي مرض جديد، تحت ضغوطات غير مسبوقة لفهم التكوين الجيني للفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 70 ألف شخص حول العالم.
وفي دراسة حديثة كشف علماء من جامعة مينيسوتا الأمريكية، أن قوة الالتصاق العالية التي يمتلكها كوفيد 19 تجعله ينتشر بسرعة بين الأشخاص.
وتبين للباحثين بعد دراسة الفيروس أنه يستعمل الشوكات البروتينية في الالتصاق ببروتين مستقبلات الخلايا البشرية، وتستقر العدوى على جدران الرئتين ومن ثم تبدأ بإتلافها.
ويقول فريق البحث "عموما بعد دراسة السمات البنيوية لبروتينات الفيروسات الأكثر اهمية في إقامة اتصال مع الخلايا البشرية، نستطيع ابتكار أدوية يمكنها العثور عليها وكبح نشاطها"، وفقا لموقع "روسيا اليوم".
ويوضح العلماء أن تغيرات حدثت للفيروس منذ ظهوره في ديسمبر 2019 زادت من قوة التصاقه.
وكان الدراسات من قبل وجدت تشابها كبيرا بين كوفيد 19 وسارس الذي انتشر في العام 2003، لكن الفيروس الجديد اكتسب قوة في الالتصاق بالخلايا البشرية لم تكن من قبل.
وبحسب الباحثين فإنه "يمكن استخدام عملنا في انتاج أجسام مضادة وحيدة النسل، يمكنها التعرف على الفيروس وتحييده ومنع التصاقه ببروتينات مستقبلات الخلايا البشرية. عموما يمكن أن تكون لهذه الدراسة أهمية في وضع استراتيجية لمكافحة فيروس كورونا، مبنية على كيفية التصاقه بالمستقبلات".
وتجد نتائج الدراسة أن أفضل سلاح للقضاء على الوباء ووقف انتشاره هو إيجاد اللقاح الفعال الذي عليه شركات الأدوية ومختبرات الأبحاث حول العالم بكل جهدها، وتتوقع ان يستغرق توفيره على الأقل مدة تراوح بين 12 ـ 18 شهرا.
ومن بين كل الأدوية المرتبطة بالفيروس قد يكون لقاح "ريمديزفير" من صنع شركة "جيلعاد للعلوم" الأمربكية هو الأقرب ليطرح في الاسواق. وهو ليس جديدا بل تم تطويره لمحاربة الفيروسات الأخرى بما في ذلك إيبولا (ثبت أنه غير فعال) ولم تتم الموافقة عليه بعد لأي وباء.
ومع ذلك، فقد أظهر نتائج مبكرة واعدة في معالجة بعض مرضى كورونا المستجد في الصين، وفقا للأطباء، والشركة تمضي قدما في التجارب السريرية النهائية في آسيا.
وكان المسؤول في منظمة الصحة العالمية بروس أيلوارد قال عن اللقاح الذي قد يكون متاحا في الأشهر القليلة المقبلة، إن "ثمة عقارا واحدا فقط نعتقد أنه قد يكون له فعالية حقيقية وهو ريمديزفير".