الأربعاء 22 مايو 2024

في الذكرى الـ38 لتحرير سيناء.. أنفاق قناة السويس شرايين لربط أرض الفيروز بالوادي.. خبراء: ضمن خطة تنموية شاملة في كل المجالات.. والتنمية أساس حماية الأمن القومي

تحقيقات23-4-2020 | 17:50

خطة تنموية شاملة بدأت الدولة في تنفيذها على مدار الست سنوات الماضية، كان من بينها أنفاق قناة السويس، والتي تضم نفقين في محافظة من محافظات القناة بورسعيد والسويس والإسماعيلية، كان آخرها ما شهده الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، بانتهاء حفر نفق الشهيد أحمد حمدي (2) بالسويس، بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الـ38 لعيد تحرير سيناء.

حيث أكد دبلوماسيون أن هذه الأنفاق زادت ربطها بالوادي والدلتا وسهلت العبور والانتقال منها وإليها، موضحين أن تنمية سيناء تسير وفقا لخطة شاملة تكلفتها 600 مليار جنيها، شهدت تدشين 6 أنفاق جديدة ومشروعات عمرانية وتجمعات بدوية، بما يسهم في تأمين أرض الفيروز بما يحقق حماية الأمن القومي.

تم تصميم نفق الشهيد أحمد حمدي (2) الذي يعد إنجازًا كبيرًا وفق دراسات عالمية لربط سيناء ببقية أنحاء الجمهورية، ويتكون نفق الشهيد أحمد حمدي (2) من حارتين مروريتين؛ كل حارة بعرض 3.6 متر والقطر الداخلي لهذا النفق يبلغ 11 مترًا والقطر الخارجي أكثر من 12 مترًا، أما الارتفاع الصافي داخل هذا النفق يبلغ 5.5 أمتار والطول الإجمالي لهذا النفق يبلغ 4250 مترًا، وطول الحفر النفقي كان 3400 متر، وطول الحفر بالمكشوف 850 مترًا.

وتشمل منظومة الأنفاق الجديدة نفقان في الإسماعيلية ومثلهما في بورسعيد، وهي تعد شرايين تنموية تحقق السيولة المرورية وربطت سيناء بالوادي والدلتا واختصرت زمن عبور القناة لـ20 دقيقة بدلا من انتظار الشاحنات والمركبات على المعديات والتي كانت تصل إلى 5 أيام.

إلى جانب نفق جديد مواز لنفق الشهيد أحمد حمدي بالسويس، وهو نفق الشهيد أحمد حمدي2، حيث سيكون كل نفق من أنفاق شمال السويس في اتجاه واحد بدلا من اتجاهين، القديم من الغرب إلى الشرق والجديد من الشرق إلى الغرب.


تأمين سيناء يتحقق بالتنمية

وفي هذا السياق، قال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشئون المعنوية الأسبق، إن سيناء هي بوابة مصر وعلى مدار التاريخ منذ 4 آلاف سنة كانت بوابة الهجوم على مصر منذ غزو الهكسوس لمصر، حتى الاحتلال الإسرائيلي وحربي 1956 و1967، موضحا أنه كان لا بد من تأمين سيناء وحمايتها لحماية الأمن القومي.


وأكد في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تأمين سيناء يتحقق بالتنمية، وهو أمر تقوم به الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث أعلن أن المستهدف نقل وتوطين عدد كبير من المواطنين من الوادي للعيش في سيناء، مضيفا إن تحقيق ذلك لم يمكن يتحقق إلا بالطرق والأنفاق التي تربط سيناء بكافة أنحاء الجمهورية.


وأضاف إن الدولة تقوم أيضا بتنفيذ مشروعات الإسكان الجديدة والتي تشمل الإسكان الاجتماعي والتجمعات البدوية لتوطين البدو، لأنهم حتى الآن لم يستطيعوا العيش في سيناء، فلأول مرة يتم وضع نظام يقوم على بناء آبار ومنطقة إعاشة وحيازة أفدنة زراعية تقدر بـ5 أفدنة لكل بدوي وكذلك بناء مدارس.

 

وأشار إلى أن سيناء شهدت أيضا تنمية صناعية، فهناك الآن 15 محجرا للرخام وبعدما كان يتم تصديره كمواد خام، اليوم يتم تصنعيه، كما أن هناك مصنعا جديدا للأسمنت، مشيرا إلى عمليات تطوير بحيرة البردويل وتوسيعها وتطوير البوغاز وإنشاء مدرسة ثانوية للصيد هناك ليكون الناس على علم باستخدام البحيرة والصيد، فهي تنتج أجود أنواع السمك، كما تم تطوير الميناء وإنشاء مطار جديد في البردويل.

 

وأوضح أن الاستثمار الذي يتم في سيناء يقدر بنحو 600 مليار جنيه، لزيادة تنمية سيناء في كافة المجالات بما يحقق صالح الأمن المصري.

 

 

خطة شاملة تكلفتها 600 مليار جنيه

فيما قال اللواء محمد زكي الألفي، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن عيد تحرير سيناء في الذكرى الـ38 يواكب مجموعة من المناسبات الدينية كعيد القيامة المجيد وشهر رمضان، مضيفا إن تحرير سيناء كانت معركة سياسية وعسكرية ودبلوماسية انتهت باستردادها وتحرير آخر شبر من أرض مصر وهو طابا عام 1989 بالتحكيم الدولي.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن الحفاظ على هذا التراب الوطني وخاصة شبه جزيرة سيناء لأهميتها الاستراتيجية للأمن القومي المصري فهي تطل على البحر الأحمر وخليج العقبة وقناة السويس والبحر المتوسط، مضيفا إن الأمن القومي يتطلب التنمية والطمأنينة والاستقرار، وما يتم الآن من أعمال تنمية يحقق هذا الهدف عبر مشروعات تتكلف 600 مليار جنيه.

 

وأكد أن أعمال التنمية تسير وفقا لخطة موضوع تنتهي في 2023 ما لم تكن هناك تحديات أو تهديدات كأزمة فيروس كورونا، مشيرا إلى أن هذه الخطة تركز على إنشاء مناطق حرة وأنفاق، حيث كان أمس انتهاء أعمال حفر النفق رقم 6 لربط سيناء بالوادي وهو نفق الشهيد أحمد حمدي 2، كما سيتم إنشاء نفقين آخرين للسكة الحديد لربط سيناء بالوادي.


وأشار إلى أن هناك مجموعة من الأهداف المرتقب تنفيذها في مجال الصحة بإنشاء العديد من المستشفيات، وكذلك في مجال التعليم بإنشاء العديد من المدارس والجامعات والمعاهد، وكذلك في الزراعة باستصلاح الأراضي الجديدة وجهود الاستفادة من المياه ومعالجتها وحفر الآبار والسدود للاستفادة من مياه الأمطار طوال العالم وزيادة المخزون.

 

ولفت إلى أعمال الصناعة للاستفادة من ثروات سيناء مثل الرمل لصناعة الزجاج وكذلك الرخام، وكلها تتم وفقا لخطة محددة، موضحا أن خطة التنمية تهتم أيضا بإقامة المواطنين عبر تنفيذ قرى بدوية بها منازل للإقامة تناسب طبيعة المنطقة، بإنشاء تجمعات بدوية لآلاف الأسر.

 

وأضاف إن الأجهزة التنفيذية برئاسة الرئيس السيسي تتاعب تنفيذ هذه الأعمال على الأرض رغم ما يعاني منه العالم أجمع من تداعيات فيروس كورونا، وذلك في ظل أعمال القوات المسلحة والشرطة لدحر الإرهاب ومواجهة الأعمال الإرهابية في الوقت نفسه.

 

 

6 أنفاق

ومن جانبه، قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، إن الشعب المصر يحتفل بالذكرى الـ38 لتحرير سيناء، حيث رفع العلم المصري عليها في 25 أبريل عام 1982 وبعد استكمال تحرير طابا في عام 1989، مضيفا إن خطة تنمية سيناء توقفت خلال العقود السابقة لكن بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ خطة لتنميتها من جديد.

 

وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن سيناء هي خط الدفاع الأول لمصر، حيث تقوم استراتيجية تنمية سيناء على محورين، الأول الأمني عبر العمليات العسكرية لتطهيرها من الإرهاب والتي أبرزها العملية سيناء 2018، أما المحور الثاني هو الجانب التنموي عبر تنمية محور قناة السويس ورصد مبالغ مالية ضخمة لتنفيذ هذا المشروع.

 

وأكد أن هذه المشروعات كان أيضا على رأسها أنفاق قناة السويس والتي تم افتتاح اثنين منهم في بورسعيد ونفقين آخرين في الإسماعيلية وآخر في السويس فضلا عن نفق الشهيد أحمد حمدي 2 الذي تم انتهاء الحفر منه أمس، وكذلك 5 كباري عائمة وكوبري السلام والتي تسهم في ربط الوادي والدلتا وسيناء عبر شبكة قوية من الطرق والأنفاق.

 

وأضاف إن هناك خطة لتوطين 3 ملايين مواطن في سيناء بدأت بإنشاء تجمعات عمرانية وبدوية تشمل 18 تجمع داخل شمال سيناء، و14 في جنوب سيناء و8 في وسط سيناء، وتستهدف الدولة إنشاء تجمع يضم منزل وحيازة زراعية تشمل 5 أفدنة للمواطن بتكلفة إجمالية للمشروعات تقارب 600 مليار جنيها مصريا تم رصدها وضخها.

 

وأشار إلى أن خطة التنمية أيضا لم تغفل الصيادين عبر قرى أيضا تضم نحو 200 منزل بمحتوياته وخدماته، وكله يدفع للتنمية، فضلا عن 14 مستشفى ووحدة صحية علاجية، وإنشاء 46 منشأة تعليمية منهم جامعة الملك سلمان والتي تضم 10 كليات موزعة على رأس سدر والطور وجنوب سيناء.

 

وتابع: إنه تم الانتهاء من 6 محطات كهرباء و5632 حوض سمك في إطار مشروع المزارع السمكية و5 آلاف فدان صوب زراعية و19 منشأة ترفيهية وثقافية وخدمية داخل سيناء، مشيرا إلى أن كل هذه المشروعات تعمل على تحقيق نهضة تنموية شاملة في كل المجالات داخل ربوع سيناء بقيمة 600 مليار جنيها لاستهداف توطين السكان لحماية الأمن القومي المصري.

    الاكثر قراءة