كشفت نتائج دراسة حديثة أن أزمة تفشي جائحة فيروس كورونا ساهمت في تعزيز الثقة في أداء الحكومات حول العالم، حيث أصبحت الشعوب أكثر إيمانا بأن حكوماتها ستفعل الصواب في سبيل مكافحة الفيروس وتحجيم أضراره .
ورصدت دراسة "مؤشر ايدلمان للثقة" التي أعدتها شركة "إيدلمان " للاتصالات والاستشارات الدولية ، واستطلعت آراء أكثر من ١٣ الف شخصا في 11 دولة،ارتفاعا قياسيا في مؤشر ثقة الشعوب بحكوماتها خلال أزمة تفشي كورونا ، مقابل خيبة أمل تجاه إدارة بعض من قطاع الأعمال للأزمة .
وقال المدير التنفيذي للشركة ريتشارد ايدلمان، في بيان أوردته شبكة "سي إن بي سي الأمريكية إنه "في مواجهة واحدة من أكبر الأزمات الصحية والمالية في التاريخ ، يلجأ الناس إلى حكوماتهم من أجل القيادة والتزود بالأمل " .
وأضاف أن سرعة وحجم تدابير الإغلاق المتبعة في كثير من دول العالم في سبيل مكافحة انتشار عدوى كورونا، والأداء الشجاع والمشرف من قبل الاطقم الطبية إلى جانب حزم الدعم المالي المخصصة في سبيل إنقاذ الاقتصاد والشركات، أظهرت سرعة استجابة الحكومات في التعامل مع أزمة بهذا الحجم واتخاذها قرارات حاسمة وفعالة من أجل مكافحة الوباء .
واظهرت الدراسة أن الحكومات والعلماء تفوقوا على قطاع الأعمال ووسائل الإعلام في مؤشر ثقة الشعوب ، حيث حصدت الحكومات على 47% من نسبة المشاركين بالدراسة ، وحصل العلماء على نسبة كبيرة بلغت 53% فيما رأت نسبة محدودة لم تتجاوز 29% أن شركات قطاع الأعمال قدمت أداء جيدا خلال أزمة كورونا .
وبرغم تعهد شركات عالمية كبرى مثل "آبل "و"تسلا "بالتبرع بأجهزة تنفس صناعي وأقنعة حماية للوجوه من أجل مكافحة انتشار المرض ، رأى ما يقرب من نصف المشاركين بالاستطلاع أن بعضا من شركات قطاع الأعمال لم تقدم سوى القليل في سبيل حماية موظفيه وعملائه .
وبحسب الدراسة، فأبدى عدد كبير من المشاركين استعدادهم لمشاركة بياناتهم الصحية وأماكن تواجدهم مع الدوائر الحكومية المعنية في سبيل المساعدة على تعقب المرض وتحجيم انتشاره ، فيما أعرب نحو 67% عن قلقهم حيال انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة حول الفيروس في منصات التواصل الاجتماعي على وجه التحديد.
يذكر أن شركة إيدلمان تصدر تقريرها حول مؤشر الثقة خلال فترة انعقاد المنتدى الاقتصادى العالمي السنوي بداية العام، الا أنها قامت بإعداد تقرير إضافي في محاولة لفهم مدى تأثير الفيروس على مؤشر ثقة الشعوب ، حيث شملت الدراسة التي تم إعدادها في الفترة ما بين 15 الي 23 من إبريل الماضي مواطنين من أوروبا والولايات المتحدة والصين واليابان والهند الي جانب المكسيك وكوريا الجنوبية والمملكة العربية السعودية .