السبت 23 نوفمبر 2024

تحقيقات

كيف ساعدت أمريكا الإخوان في الوصول إلى الحكم؟.. إعداد خطة لتقسيم الشرق الأوسط ودور مشبوه لأوباما.. استغلال الفتن الطائفية للمنطقة.. ومحادثات سرية مع محمد مرسي في كاليفورنيا

  • 7-5-2020 | 01:52

طباعة

لم يكن وصول الإخوان إلى الحكم محض صدفة تاريخية، وإنما هي خطة محكمة أعدتها الولايات المتحدة الأمريكية ليمكنوا أتباعهم من الحكم من خلال تقسيم المنطقة والشرق الأوسط في محاولة منهم للسيطرة على العالم، وذلك قبل أن يزول كابوس الإخوان بثورة شعبية في الثلاثين من يونيو.

وتعتبر خطة المخابرات الأمريكية لمساعدة الإخوان للوصول إلى الحكم تم إعدادها في منتصف السبعينات،وكانت تحت عنوان(Why not) وكان كبير مستشاري الأمن القومى وقتها "بريجنسكي" هو العقل المدبر لها، والمتمم لآلياتها.


,

وكانت محاور الخطة تقوم على ضرورة استخدام "البطاقة الإسلامية"  لزرع الفتنة في المنطقة وتقسيمها،ولذلك طلب مستشار الأمن القومي رسميا من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إجراء "دراسة مستفيضة"على الأصولية الإسلامية نظرا لما لها من"أثر متعاظم" في أنحاء كثيرة من العالم.

ووفقًا لما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" فإن مستشار الأمن القومي كان قد وجه الأوساط الاستخبارية رسميا لعمل دراسة متعمقة على هذه الظاهرة.وعندما دخل "جون برينان" إلى المخابرات الأمريكية وهو بعد شاب صغير تلقفه "بريجنسكي" إذ أيقن أن برينان تتوافر فيه الشروط اللازمة للتواصل مع الإخوان، لذلك كانت أولى مهامه هي أن يتولى مكتب المخابرات الأمريكية في المملكة العربية السعودية،ومنها تسلل إلى قلب الجماعات المتطرفة بادعاء الإسلام، ثم جاء إلى مصر وتواصل مع قيادات من الإخوان، وفي أمريكا استطاع التواصل مع محمد مرسي الذي كان يدرس للدكتوراه في جامعة كاليفورنيا.



 

,

واستكمل "برينان" الخطة التي وضعها بريجنسكي، ولم يكن من السهل أن يلمح أحد أن هذه الخطة أقيمت على أنه "يتزايد سكان العالم ـ وقتها ـ بمقدار ٥٨ ألف نسمة في اليوم الواحد،ولم يكن للحرب - حتى الآن-  أثر عظيم على الحد من هذه الزيادة"، ومن أجل ذلك يجب أن ينقص عدد البشر بشكل كبير،وأن يتحولوا في العالم الثالث إلى قطيع من الفلاحين الأجراء، لإعداد "مائدة الطعام" للسيد الصناعي الكبير، وهى فكرة "ترييف العالم" وجعله سلة غذاء للدول الصناعية الكبرى،هي الفكرة التي استحوذت على العقل الأمريكي في ظل بريجنسكي وتلميذه برينان.

 


,

والغريب أن "أوباما" كان شريكا لبرينان في تجربته، فقد ذهب في ذات الفترة من بداية الثمانيات إلى أفغانستان لدراسة الإسلام، وكان وقتها ملتحقا بجامعة"كولومبيا" وقام بإعداد دراسات عن الجماعات الأصولية وكيفية استغلالها لتنفيذ خطة "ترييف العالم"وجعله مخزنا للموادالخام للمصانع الأمريكية.

ووفقا لنبوءة خطة التفكيك ستشتعل فتن طائفية وعرقية حينما يتم تغذية مدخلاتها، وأكبر تغذية ستكون بتولية الإسلاميين الحكم في بيئة صالحة للاضطراب والاشتباك العقائدي.


,

كانت طريقة الاستفادة واضحة في مجلدات تلك الخطة، إذ ورد فيها "أن النظام المالي والاقتصادي العالمي يحتاج إلى إصلاح كامل بما يضمن وقوع قطاعات دواليبه الرئيسة، مثل الطاقة والطعام،تحت إدارة عالمية واحدة،يقوم على إشراف عالمي موحد يكون في يد الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي".

واستطردت الخطة الراسبوتينية في شرح النتائج، فقالت: سينشغل الشرق الأوسط بنفسه، وسيندمج في صراعاته، ولن يلتفت لتطوير نفسه وتحديث معارفه، وسيعود حتما للوراء عشرات السنين، وبذلك سيظل في حاجة شديدة إلى دعم أمريكا له عن طريق مؤسساتها، وسيظل تابعا لايستطيع أن يبرم أمرا إلا من خلال أمريكا.


    الاكثر قراءة