أكدت الصين اليوم الخميس أنها لم تعارض مطلقا مسألة إرسال منظمة الصحة العالمية فريقا للتحقيق حول منشأ فيروس "كورونا الجديد" (كوفيد-19)، مشددة على أنها تعارض فقط محاولات الولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى "تسييس" هذه المسألة.
جاء ذلك في تصريح للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية "هوا تشون يينغ" خلال المؤتمر الصحفي اليومي بمقر الوزارة، تعليقا على التصريحات المتعلقة بشأن التحقيق في منشأ فيروس "كورونا الجديد" وما إذا كانت الصين تعارض مسألة إرسال فريق من منظمة الصحة العالمية لأراضيها لهذا الغرض من عدمه.
وقالت يينغ "لم تعارض الصين مطلقا ذلك. إننا ندعم بقوة منظمة الصحة العالمية، ونتعامل بشفافية وانفتاح مع المنظمة بما في ذلك التحقيقات بشأن أصل ونشأة الفيروس، ولكن ما نعارضه هو محاولة الولايات المتحدة ودول أخرى تسييس هذه المسألة، وممارسة ما يطلق عليه تحقيق بناء على فرضية الإدانة المسبقة".
وأضافت يينغ أن مسألة أصل الفيروس علمية، ويجب تحديدها بواسطة العلماء والمتخصصين.
وعما يتردد في أوساط أمريكية بأن ما وصف بـ "مسؤولية" الصين عن تفشي فيروس "كورونا الجديد" يتماثل مع هجمات الحادي عشر من سبتمبر و"بيرل هاربور"، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية "للأسف نرى بعض المسؤولين في الولايات المتحدة يحاولون التنصل من المسؤولية فيما يتعلق بمكافحة الفيروس في بلدهم".
وتابعت يينغ "يجب التركيز على احتواء الفيروس، وإن الصين ستواصل الكفاح مع الدول الأخرى بما فيها أمريكا لتحقيق النصر على الفيروس"، لافتة إلى أنه منذ انتشار الفيروس، تتعامل الصين بصورة مسؤولة وشفافة ومنفتحة مع العالم، وتتشارك خبراتها والمعلومات بحوزتها حول الفيروس، مع تقديم المساعدات في حدود قدراتها للدول الأخرى.
وحول تصريحات وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" في إحدى المقابلات التليفزيونية بشأن نشأة الفيروس والتي ذكر فيها مرة أنها من صنع البشر وآخرى من صنع الطبيعة، قالت يينغ "إن بومبيو ناقض نفسه لأنه يقول أكاذيب /على حد وصفها/ ليغطي على أكاذيب أخرى".
وتساءلت يينغ عما قامت به الولايات المتحدة لشعبها خلال 100 يوم منذ تفشي الفيروس، سيما وأن عدد الإصابات هناك بلغ نحو مليون و700 ألف إصابة إلى جانب 62 ألف حالة وفاة، مؤكدة "نواجه بالفعل حربا، ولكنها حرب بين الحقيقة والأكاذيب".
ونوهت يينغ إلى أن الصين تشعر بالحزن على الأرواح التي زهقت بسبب الفيروس في أمريكا، وتأمل السيطرة على الفيروس هناك في أسرع وقت ممكن، وأن يعمل المسؤولون الأمريكيون على إنقاذ أرواح مواطنيهم وحفظ سلامة الشعب بدلا مما وصفته بـ "التنصل من المسؤولية".
وحول فيديو متداول عن مختبر في "ووهان" بمقاطعة "هوبي" بوسط الصين (مركز تفشي الفيروس في الصين) وأنه لا يفي بالمعايير العالمية المطلوبة، أوضحت يينغ أن مقطع الفيديو المتداول لا يتضمن الطاقم أو الباحثين في المختبر، وأن المختبر المذكور لم ينشر مطلقا فيديو له، كما أن المقطع المتداول تضمن صورة بالتحقق منها تبين أن مصدرها مقاطعة "هاينان" جنوبي البلاد، قائلة "لذا يعتبر هذا الفيديو جزءا من الخدع والأكاذيب".