قال وزير الثقافة الأسبق جابر عصفور، إن «الشاعر الراحل صلاح عبد الصبور، كان مركز الاهتمام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وحتى وفاته، ولا يزال أهم شاعر مصرى بعد أحمد شوقى».
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت بالقاعة الرئيسية بمعرض القاهرة للكتاب، حول الشاعر صلاح عبد الصبور «شخصية المعرض» فى الساعة الثانية ظهرًا، بحضور الشاعر أحمد الشهاوى، والناقد محمد السيد إسماعيل.
وتساءل «عصفور»: «ما الذى جعل عبد الصبور شاعرًا متفردًا»، ليجيب: «استطاع عبد الصبور أن يصنع فاصلا بين من سبقوه، ومن لحقوا به، فقد غيّر الاتجاه والرؤية وتقنيات الشعر».
وأشار إلى أن «عبد الصبور استطاع صنع هذا الفاصل، لأنه كان صاحب رؤية شاملة عميقة، مكونة من ثلاثة أجزاء هى «الله، الإنسان، الطبيعة»، معتبرًا أن كل الشعراء الذين جاءوا بعده يتنسبون إليه وتأثروا به، حتى هؤلاء الذين ينكرون هذا التأثر، لأن الإنكار فى حد ذاته «اعتراف بأبوة عبد الصبور».
ورأى عصفور، أن «الشعر المصرى لم يجرؤ عن الحديث عن الله أو معه، لكن عبد الصبور، فعل ذلك فى قصيدة الحوارية»، مؤكدًا أنه «الشاعر الوحيد الذى أدخل القراء فى أسئلة وجودية لم يجرؤ أحد من الشعراء أن يتطرق إليها».
وبالنسبة للمسرح، قال «عصفور» إن «عبد الصبور كان لديه مشكلة المثقف، التى تتمثل فى الحاكم المستبد والمجتمع المتخلف، وكان يرى أن المثقف عليه التمسك بالحرية والعدل، الذى وصفهما بأنهما نجمان مضيئان على الكفين».
وتطرق إلى موقف صلاح عبد الصبور، من أزمة الديمقراطية سنة 1954، التى اندلعت عقب الثورة، وكان طرفاها جمال عبد الناصر الذى رفض تطبيق الديمقراطية آنذاك، والطرف الآخر محمد نجيب الذى دعا لتطبيقها، لكن بعد انتصار وجهة نظر عبدالناصر، عبر عبدالصبور عن تلك الأزمة، بقصيدة «عودة ذو الوجه الكئيب» فى هجاء عبدالناصر، واستخدم هذا العنوان الرمزى، وقصد الوجه الكئيب بالديكتاتورية والتسلط.
وأشار إلى «دور صلاح عبدالصبور، فى النقد الشعرى والمسرح والرواية والقصة»، مؤكدًا أنه «لم يقف عند كتابة المسرح والشعر فقط، مناشدًا الهيئة العامة للكتاب، بأن تعيد نشر أعمال صلاح عبد الصبور كاملة».
وقال الناقد الدكتور محمد سيد إسماعيل، «يمكن القول إن عبد الصبور كان مسبوقا إلى فعل التجديد وما لا يعرفه البعض أنه كان فى بداياته الأولى يرفض ما شاعت تسميته بالشعر الحر، وفى رأيى موقف يحسب للشاعر الراحل، فقد كان يرى أن الشاعر ينضج على نار هادئة بمعنى أن التطور يجب أن يكون نموًا طبيعيًا».
وأضاف أن «عبد الصبور كان يرى أن التجديد ليس قفزًا فى الهواء بل خطوات محسوبة، وهذا ما يفسر رأيه فى مصطلح الشعر الحر».
وطالب الشاعر أحمد الشهاوى، بضرورة «طباعة أعمال الشاعر الراحل كاملة»، مشيرًا إلى وجود نقص فى الأعمال المطبوعة الحالية خاصة فى النصوص الشعرية والترجمات.
وتابع، أن شعر عبد الصبور، لم يُظلم، بل حُجب لفترة من الزمن.
وقال الدكتور محمد عبدالله، إن «عبد الصبور صاحب المفتاح الذى فتح لقصيدة التفعيلة الباب على مصراعيها، وكشفت إبداعاته السلطة التى تقهر الإبداع».