على الرغم من حرص قطاع كبير من الجمهور على متابعة برامج المقالب التي تعرض كل عام في شهر رمضان وتحقيقها نسب مشاهدة مرتفعة من بين البرامج التي يتم تقديمها خلال الشهر الكريم، إلا أنها تتعرض للعديد من الانتقادات والجدل خاصة حول حقيقة المقلب الذي يتعرض له الضيف.
وأرجع عدد من نقاد الفن سر إقبال المشاهدين على متابعة تلك النوعية من البرامج كل عام إلى رغبتهم في مشاهدة الجانب الإنساني للمشاهير والفنانين كأفراد عاديين بعيدا عن عالم الشهرة والأضواء، إلى جانب الرغبة في التسلية والضحك والاستمتاع بالموقف.
وقال النقاد الفني طارق الشناوي إن برامج المقالب قالب عالمي يختلف تقديمها من بلد لأخر وفقا للسلوكيات والعادات، مشيرا إلى أن تلك النوعية من البرامج ترتكز على ما سماه "التواطؤ" بين الجمهور والشاشة، حيث يرفض المشاهد أن يحلل المقلب بعقله من أجل أن يستمتع به لرغبته في رؤية المشاهير في تلك المواقف بعيدا عن عالم الأضواء.. فيصدق الجمهور أن ما يحدث مقلب حقيقي كي يستمتع بالموقف كي يشاهد النجم المفضل لديه في حالة إنسانية مختلفة.
وأشار الشناوي إلى أنه على الرغم من أن العديد من الفنانين برعوا في تقديم تلك النوعية من البرامج أمثال الفنانين حسن مصطفى والمنتصر بالله، حيث كانت برامجهم أكثر طرافة، إلا أن الفنان الراحل إبراهيم نصر حقق قفزة ووصل مع الجمهور لحالة من التناغم والإعجاب واقترنت برامجه باسمه وإبداعه.
وأضاف: "برامج الراحل إبراهيم نصر كانت تثير البهجة في نفوس الجمهور والجميع كان يترقبها، وعلى الرغم من أنه كان يوجه بعض الانتقادات له بأن المقالب متفق عليها مع الضيوف، إلا أنه كان يضيف لمحات و"قفشات" خاصة به، واستطاع بشخصية "زكية زكريا" أن يحولها لأيقونة وحالة إبداعية مبهجة.
ولفت الشناوي إلى أن الفنان الراحل إبراهيم نصر يعتبر "حالة استثنائية" بلمحاته وأفكاره وكان يتمتع بحس فني خاص، واصفا برامج الفنان رامز جلال التي يقدمها كل عام بأنها مثل "بيت الأشباح" التي يدفع الجمهور ثمن تذكرتها لرغبته في العيش في حالة رعب، وبما أن جزء من رغبات الجمهور الرعب فيضطر رامز لزيادة جرعة الرعب، مشيرا إلى أنه ينبغي على رامز جلال أن يعيد التفكير في طرح أخر للبرنامج للابتعاد عن الرعب الذي يقدمه وإذا استطاع تحقيق ذلك فإنه سيفتح لنفسه مجالا أخر لسنوات قادمة وإذا لم يجده فإنه سيجد نفسه غير قادر على رفع سقف منطقة الرعب ولن يستطيع تجاوزها.
واتفق الناقد الفني محمد قناوي في الرأي مع الناقد طارق الشناوي في أن إقبال الجمهور على برامج المقالب يرجع إلى الرغبة في التسلية والضحك ومشاهدة المشاهير في مواقف طريفة تكشف البعد الإنساني لديهم من خلال تعرضهم لخطر ما في "المقلب"، والرغبة في مشاهدتهم في لحظات الخوف ، إلى جانب أن الفنان رامز جلال حقق جماهيرية خلال السنوات الماضية ويحرص جمهوره على متابعة برامجه.
ورأى قناوي أن المستوى الفني لبرامج المقالب في تراجع مستمر ، واصفا الفنان الراحل إبراهيم نصر بأنه حقق طفرة في هذا اللون من البرامج حيث كان يتناول في كل حلقة فكرة جديدة رغم أن إمكانيات التصوير كانت بسيطة مقارنة بما نشهده اليوم، في حين أن برنامج رامز جلال يعتمد على فكرة واحدة يتم تقديمها طوال الشهر الكريم.
وأضاف أن أهم ما كان يميز الراحل إبراهيم نصر أن برنامجه يعتمد على التنكر والتمثيل دون الاستعانة بالمشاهير كضيوف للحلقات ودون تكاليف باهظة، في حين أنه يتم إنفاق ميزانيات ضخمة حاليا على برامج المقالب خاصة بالإنتاج وأجور الضيوف.