تحيي منظمة الأمم المتحدة غدا الجمعة بمقرها بنيويورك اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة.
ويضع الأمين العام أنطونيو غوتيريش إكليلا من الزهور تكريما لجميع حفظة السلام الذين جادوا بأرواحهم منذ 1948، وسيرأس احتفالية يتم خلالها منح جائزة داغ همرشولد لـ83 من حفظة السلام العسكريين والشرطيين والمدنيين الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الواجب في 2019. ومن بين حفظة السلام الذين سيتم تكريمهم من مصر: الرقيب صبري محمد حسين والجندي البدري ياسر بدر، اللذان خدما في بعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي (مينوسما).
كما يمنح الأمين العام "جائزة مناصرة النوع الاجتماعي العسكرية لعام 2019" للقائدة كارلا مونتييرو دي كاسترو أروجو، ضابطة بحرية برازيلية، التي تخدم ضمن بعثة الأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى (مينوسكا)؛ والرائدة سومان غواني، من الجيش الهندي، التي خدمت ضمن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس). والجائزة التي تم استحداثها في 2016، "تعترف بتفاني وجهود أحد الأفراد من حفظة السلام في تعزيز مبادئ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، حول النساء، والسلم والأمن." ولأول مرة هذا العام تُمنح الجائزة لأكثر من فرد من حفظة السلام.
وقال أمين عام الأمم المتحدة - في رسالة بمناسبة اليوم الدولي لحفظة السلام - "نحتفي اليوم بما يزيد على مليون رجل وامرأة عملوا كحفظة للسلام تابعين للأمم المتحدة وبأكثر من 900 3 رجل وامرأة بذلوا أرواحهم في سبيل الواجب. كما نعرب عن امتناننا لـ 95 ألفا من الأفراد المدنيين وأفراد الشرطة والأفراد العسكريين المنتشرين حالياً في جميع أنحاء العالم. وهم جميعا يواجهون تحدياً من أكبر التحديات على الإطلاق، ألا وهو الوفاء بما أوكل إليهم من ولايات متعلقة بالسلام والأمن والقيام في الوقت نفسه بمساعدة البلدان على التصدي لجائحة (كوفيد 19)".
ومصر هي سابع أكبر مساهم بأفراد نظاميين في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وينتشر حاليا 3,160 من أفراد الجيش والشرطة المصريين في عمليات حفظ السلام الأممية في أبيي، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ومالي، والصومال، والسودان، وجنوب السودان، والصحراء الغربية.
وأضاف الأمين العام: "موضوع احتفالنا باليوم الدولي هذا العام - المرأة في حفظ السلام - يسلّط الضوء على دور النساء المحوري في عملياتنا. فالنساء يسهُل عليهن في الغالب التواصل مع المجتمعات المحلية التي نخدمها، مما يمكّننا من تحسين حماية المدنيين وتعزيز حقوق الإنسان والارتقاء بالأداء عموما.
ويتسم هذا الأمر بأهميةٍ خاصة اليوم، فحافظات السلام يحتلِلْن مكانهن في طليعة الصفوف فيما يتعلق بتوفير الدعم لمواجهة (كوفيد 19) في سياقات هشة بالفعل - من خلال استخدام الإذاعة المحلية لنشر رسائل الصحة العامة، وإيصال اللوازم التي تحتاجها المجتمعات المحلية من أجل الوقاية، ودعم جهود بناة السلام المحليين. ومع ذلك، لا تزال نسبة تمثيل النساء بين الأفراد النظاميين من الوحدات العسكرية وقوات الشرطة وموظفي العدالة والسجون لا تتعدى 6 في المائة في البعثات الميدانية."
وقال وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام، جان-بيير لاكروا: "مع استمرار حفظة سلامنا في تنفيذ عملهم الذي لا غنى عنه، في خضم القيود التي فرضها كوفيد-19، فإن ضمان أن تكون للنساء مشاركة ذات معنى، ومتساوية وكاملة في عمليات حفظ السلام، وكذلك في عمليات السلام والعمليات السياسية، هو أمر أساسي لحماية المدنيين وبناء سلام قابل للاستمرار. تلعب النساء اللواتي يخدمن في عمليات السلام دورا جوهريا في مساعدة المجتمعات في مكافحة كوفيد-19. وينبغي أن يكنّ جزءا محوريا في جميع الاستجابات الدولية والوطنية والمحلية."
وأنشأت الجمعية العامة اليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة في 2002، للاحتفاء بجميع الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات حفظ السلام، ولتكريم ذكرى أولئك الذين جادوا بأرواحهم في سبيل قضية السلام. وخصص الأمين العام 29 مايو ليكون يوما دوليا لحفظة السلام الأمميين، إحياء لذكرى بدء عمل أول بعثة سلام تابعة للأمم المتحدة، وهي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (يونتسو).