الخميس 23 مايو 2024

بالصور .. "باب الوزير" .. هنا آثار مصر المهدرة

19-4-2017 | 14:37

عندما تطأ قدماك شارع "باب الوزير" بالدرب الأحمر بالقاهرة يجذب انتباهك لأول وهلة كثرة الآثار الإسلامية المهدرة والتى يعود تاريخها إلى العصر الفاطمي والمملوكي والعثماني ، ورغم ما لها من جمال وسحر في طرازها المعماري الآخاذ إلا أنها لم يجر ترميمها وفتحها كمزارات سياحية وأثرية وظلت مغلقة أمام الزائرين الراغبين فى تنسم عبق الماضي ورونقه.

وسُمي "باب الوزير" بهذا الإسم نسبة إلى بوابة قديمة بالشارع كالبوابات التي تغلق شوارع القاهرة حيث بناها الوزير نجم الدين الأيوبي في عهد الدولة الناصرية ، وكان يمر بالشارع ذهابا للقلعة وإياباً ، ومن ثم أطلق عليها هذا الإسم ، ولا يقل شارع باب الوزير جمالا عن شارع المعز ومنطقة الحسين إلا أنه لم يُستغل بَعد ، حيث تقف المباني الأثرية بالشارع خالدة منذ أكثر من ألف عام شاهدة على إهمال من يهمهم الأمر بعدما تعرض بعضها للهدم والتساقط وأبرزها مسجد الأمير زين الدين مقبل .

وطغت على الشارع الآثرى المقاهى والورش والمحلات التجارية وصناديق القمامة ومياه الصرف الصحى التى تسربت من البلاعات ، كما قام أهالى المنطقة بركن سياراتهم الخاصة فى مداخل وأمام المساجد الآثرية واتخذت المقاهى منها مكانا للزبائن، وقام الأطفال باصطحاب الكلاب الخاصة بهم للعب بها فى ساحات المساجد الآثرية المهملة ، كما اتخذ الأهالى بعض المدافن الآثرية للأمراء كمقالب قمامة .

وقامت وزارة الآثار بإغلاق الكثير منها ومنعت فتحها وعينت حارثا عليها يمنع الزائرين من الدخول إليها الإ بتصريح من وزارة الآثار ، وتستشعر عند حديثك لأهالى المنطقة وخاصة جيل الشباب منهم عدم إدراكهم لقيمة الآثار الاسلامية الموجودة بالشارع حتى أنهم يستخفون بمن يأتى لزيارتها ويلتقط الصور التذكارية لها.

وأكثر المساجد جاذبية بالمنطقة الجامع الأزرق وهو تحفة معمارية ، بناه الأمير آل سنقر ، وسُمى بهذا الإسم نظرا لإحتوائه على مجموعة كبيرة من القيشانى الازرق تغطى جدرانه خلف المنبر والمحراب ، كما يوجد بالمنطقة مسجد السلطان شعبان وهو عبار عن آية فى الإبداع المعمارى حيث تهبط الدرج لتدخل الى باب المسجد وبداخله سلالم تؤدى بك الى مدرسة السلطان شعبان ولكنها مغلقة منذ زمن طويل ، ثم تمر بمجموعة خاير بك ، جامع السلطان حسن ، مدفن ابراهيم خليفة جنديان ، مسجد أبو حريبة ، مدرسة الأمير ايتمش البجاسي ، زاوية حسن الرومي وقد أحاطتها القمامة من جميع الجوانب حتى غطت بابها ، وتسربت لها مياه الصرف الصحي ، مسجد المحمودية ، مسجد قايتباي ، سبيل الأمير محمد كتخدا ، وقبة أبو اليوسفين ، مسجد الطنبغا الماراني ، ومنزل الرزاز ، ومنارة زاوية الهنود ، سبيل ومدفن عمرأغا .

ومن هذه المساجد ما تم العناية به وتم تجديده ، وبعضها ما ظل على حالته منذ بنائه حتى تشققت جدرانه وتساقطت أجزاء منه وأضحى آيلا للسقوط ولعل أبرزها مسجد الأمير زين الدين مقب الرومى ويحمل رقم 76 وقد أضحى متهدما وآيلا للسقوط لولا بعض الكتل الحديدية التى صممتها وزارة الأوقاف لنصبه منذ عام 2004 ، اشتكى أهالى المنطقة من إهمال وزارتى الآثار والأوقاف له ما يشكل خطورة على المارة والسيارات حال سقوطه .

وقال أحمد ياسين ،60 عاما ، مالك محل ساعات " المسجد تم بنائه منذ 600 عام وحاليا هو آيل للسقوط وفي عام 2011 عملت محضرا في القسم وبلغت أنه المسجد يتساقط وجاءت لجان من الأوقاف ، وعملت معاينة ، وقابلت وزير الأوقاف الأسبق حمدي زقزوق عندما جاء واتخذ قرارا بنصبه بالحديد فى عام 2004 لكن المسجد بيتساقط من الداخل وعاوزين نلحقه قبل فوات الأوان ، والمسجد يقع بين ملتقى طرق حيث شارعي سوق السلاح وحارتي النبوية ، وأحيانا يكون الشارع متزاحما وفيه تكدس في المرور ولو المسجد انهار سيقع على الناس والعربات وسيؤثر على المنازل المجاورة ".