شهدت عدد من المناطق اللبنانية، مسيرات ووقفات احتجاجية وعمليات قطع لطرق السفر الدولية والأوتوسترادت، اعتراضًا على أزمات الكهرباء والنقص الحاد في المحروقات اللازمة لعمل المولدات الكهربائية، والارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار مقابل الليرة، والغلاء المتفاقم في أسعار السلع والمنتجات والتدهور الكبير في الأوضاع المالية والاقتصادية للبلاد.
ونزلت تجمعات اللبنانيين بشكل مفاجئ مساء اليوم الثلاثاء، في عدد من المناطق بأنحاء متفرقة من البلاد، شملت المناطق الشمالية في محافظة عكار ومدينة طرابلس (شمالا) ومحافظات بيروت وبعلبك الهرمل (شمالي شرق البلاد) وجبل لبنان وعدد من المناطق الجنوبية.
وردد المحتجون هتافات تستنكر الانقطاع الشديد في الكهرباء وغرق عدد من المناطق في حالة من الظلام الدامس منذ عدة أيام، بالإضافة إلى عدم توافر مادة المازوت التي تستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية لاسيما في المناطق الشمالية (عكار وطرابلس) والمدن الجنوبية خصوصا مدينتي (صيدا وصور) .
كما تسبب انقطاع مادة المازوت في توقف إرسال عدد من محطات الهواتف المحمولة في مدينة الهرمل بمحافظة بعلبك الهرمل وانقطاع خدمات الاتصالات المحمولة في المدينة وعدد من المناطق المجاورة لها.
واستخدم المتظاهرون في عدد من المناطق العوائق والإطارات المشتعلة في قطع الطرق والشوارع الرئيسية، مستنكرين انقطاع التغذية الكهربائية وعدم تمكنهم من الاستحصال على التيار الكهربائي عبر المولدات جراء الشُح الكبير في المازوت.
كما نظم المتظاهرون - في مناطق أخرى - مسيرات احتجاجية جابت الشوارع والمناطق الرئيسية تنديدًا بالارتفاع الكبير في سعر صرف الدولار وعدم توافره في الأسواق وانهيار الليرة اللبنانية بكل يومي متسارع، على نحو يترتب عليه توقف حركة التجارة وارتفاع الأسعار بشكل كبير طال السلع الأساسية والمواد الغذائية وكافة مناحي الحياة.
واحتشد المتظاهرون أمام مقر مصرف لبنان المركزي بشارع (الحمراء) بالعاصمة بيروت، وأمام فرعي المصرف المركزي في مدينتي طرابلس وصيدا، وسط حالة من الغضب الشديد جراء الشُح في الدولار وارتفاع سعر الصرف ليصل لنحو 4500 ليرة في السوق الموازية (السوق السوداء) حين أن الأسعار المتعددة المتداولة لصرف الدولار، سواء في البنوك أو للتحويلات النقدية الإلكترونية وسوق الصرافة الرسمي تتراوح ما بين 1500 ليرة و 3000 و 3200 و 3900 ليرة.