لاقى قرار مجلس الوزراء بإنشاء جائزة تسمى "جائزة الدولة للمبدع الصغير"، تمنح سنوياً لمن يقدم منتجا فكرياً أو مادياً مبتكراً، ولم يجاوز سنه 18 عاما، في مجالات الثقافة والفنون إشادات برلمانية واسعة، حيث ثمن برلمانيون قرار الدولة بتخصيص جائز لدعم المبتكرين والمبدعين دون سن الـ18 عاما، مؤكدين ان القرار يحفر المواهب على البحث والدراسة وتنمية مواهبهم، في ظل الرعاية الواضحة من الدولة للنابغين في شتى المجالات

وتأتى هذه الخطوة انطلاقاً من التزام الدولة برعاية صغار المبدعين، وتشجيعاً لهم على الإبداع فى مجالات الثقافة والفنون، حيث تشمل الجائزة منح مبلغ مالى للفائز، فى مجالات الثقافة، ومثله فى مجال الفنون، إلى جانب قضاء الفائز على نفقة المجلس الأعلى للثقافة مدة لا تجاوز 3 أشهر، خلال العطلة الدراسية الصيفية فى إحدى المدن المصرية، رفقة مشرف مختص من وزارة الثقافة، بالإضافة إلى نشر أعمال الفائز على نفقة المجلس الأعلى للثقافة، ومنح كل فائز لقب "حائز على جائزة الدولة للمبدع الصغير".

دور المدرسة في دعم المبتكرين:

قال الدكتور سامى هاشم رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إن قرار مجلس الوزراء بالموافقة على تخصيص جائزة الدولة للمبدع الصغير، يدعم توجه الدولة نحو تشجيع الابتكار، مضيفًا أن وزارة التربية والتعليم تقدمت فى العام الماضي بمشروعات قوانين تخص تشجيع الطلاب النابغين والمبدعين في المجالات المختلفة، تم مناقشتها وإصدارها بالفعل عقب موافقة رئيس الجمهورية.

وأضاف هاشم في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن الرئيس السيسي يولي هذا الملف اهتمامًا كبيرا، من أجل إبراز النماذج التي تمتلك الموهبة والإبداع فى جميع المجالات البحثية والعلمية والرياضية والفنية، مؤكدًا أن إصدار مجلس الوزراء لهذا المشروع يعتبر ترجمة للقوانين الصادرة لرعاية الابتكار والإبداع وتشجيع الموهوبين والتي تتماشى مع توجه الدولة نحو الاهتمام بهذا الملف.

وأكد هاشم أن إدارات الابتكار والإبداع على مستوى الإدارات التعليمية بالمحافظات مليئة بهذه النماذج، بجانب النماذج النابغة الموجودة في حاضنات التكنولوجيا بالجامعات، والمواهب المتنوعة والمتميزة في شتى المجالات.

وأوضح رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، أن التمويل والناحية المادية تعتبر العقبة الوحيدة التي تقف أمام التوسع في اكتشاف المبدعين والموهوبين في المحافظات، ورغم ذلك فإن الجهات العلمية والبحثية ووزارة الثقافة تبذل جهودا كبير في هذا المجال في ضوء الامكانيات المتاحة أمامها، مطالبا رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني بالمشاركة في تبني وتشجيع وإثقال هذه المواهب التى تعتبر الكنز الحقيقي لمصر.

تحفيز النشء على الابتكار:

أشاد النائب محمد شعبان وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار والقائم بأعمال رئيس اللجنة بمجلس النواب، بقرار تخصيص جائزة تحت مسمى "جائزة الدولة للمبدع الصغير"، مؤكدًا أن محافظات مصر زاخرة بالمواهب والمبدعين من النشء فى جميع المجالات العلمية والتثقيفية والرياضية.

وأشار شعبان في تصريح لـ«الهلال اليوم»، أن قرار مجلس الوزراء يعد محفزًا للمواهب والمبتكرين، بالتزامن مع توجه الدولة نحو تطوير التعليم، وما تشهده مصر من من نهضة وتنمية حقيقية.

وأضاف أن وزارتي الثقافة والتربية والتعليم يعتبر من أهم أجهزة الدولة المعنية بهذا الأمر، مؤكدًا أن هذه الأجهزة لا تعمل في جزر منعزلة عن بعضها للبحث والتدريب والتعليم، وإثقال المواهب الكامنة لدى النشء.

وأوضح شعبان أن وزارة التربية والتعليم عندما قررت التوجه إلى التعليم الرقمي، وإدخال التكنولوجيا فى التعليم لم يكن الهف من ذلك أن يتعلم الطالب التعامل مع وسائل التكنولوجيا، وإنما كان الهدف تغيير شكل وتكوين شخصية وعقلية الطالب لمساعدته على إظهار موهبته والمجال الذي يتميز فيه.

وأكد أن تشجيع واكتشاف المواهب والمبدعين يعتبر دور أصيل لوزارة الثقافة، مؤكدا أن الوزارة بجميع هيئاتها وقصورها تتبنى هذا التوجه، بدليل ما تشهده قصور الثقافة من انشطة وفنون فى مجال الرسم والمسرح والقصر القصيرة، وانتقاء المواهب والاعتناء بها، من خلال تبنيها وإثقال مواهبها، مؤكدا أن قصور الثقافة والهيئات العلمية والبحثية تبذل قصارى جهدها فى هذا المجال في ضوء الامكانيات المتاحة لديها.

دور المؤسسات في بناء الشخصية:

قال النائب فايز بركات عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إنه رغم ما تواجهه الدولة من مخاطر وأضرار بسبب جائحة كورونا، إلا أن الحكومة تواصل العمل في جميع المجالات لمواصلة خطة التنمية بقيادة الرئيس السيسي، مشيدًا بقرار الحكومة بالموافقة على مشروع قانون إنشاء جائزة الدولة للمبدع الصغير.

وأكد بركات، في تصريح خاص لبوابة «الهلال اليوم»، أن القرار يعتبر انجازًا جديدًا يضاف إلى الانجازات التي حققتها الدولة في عهد الرئيس السيسي، حيث يُصب في مصلحة دعم وتشجيع الإبداع والبحث والابتكار، مشيرًا إلى أن اكتشاف المواهب الصغيرة من المبدعين والمبتكرين والموهوبين دور أصيل يقوم به ثلاث وزارات بشكل رئيسي، وهي: "التعليم، والثقافة والشباب والرياضة".

ولفت بركات أن مجلس النواب ساهم في تشجيع الابتكار والبحث العلمي من خلال تحويل صندوق دعم تمويل الإبداع والابتكار والبحث العلمي إلى هيئة حتى يصبح أكثر فاعلية في دعم الابتكار بين طلاب الجامعات، كما ساهم في دعم تسجيل براءات الاختراع، بجانب القوانين الصادرة بدعم المبتكرين والمبدعين الشباب.

وأكد بركات، أن مصر مليئة بالمبدعين والمبتكرين في جميع المجالات، وفي شتى المحافظات، ولكن كل ما يحتاجه هؤلاء هو الدعم والتمويل، وهو ما تسعى الدولة إلى توفيره، مشددًا في الوقت ذاته على الدور الذي يجب أن يلعبه رجال الأعمال ورجال المجتمع المدني في المشاركة في تبنى وتشجيع المبدعين.

وراهن بركات على دور المدرسة وقصور الثقافة في بناء شخصية الطفل، لافتا أن بناء الشخصية لا يقتصر على الجوانب السلوكية فقط، ولكن أيضا تنمية المهارات والقدرات العقلية، وتشجيع كل طفل موهوب على تنمية الجانب المهاري الذي يتميز به، من أجل خلق أجيال قادرة على الإبداع والابتكار.