أكد السفير ناجي الغطريفي مساعد وزير
الخارجية الأسبق، أن الموقف الإثيوبي، يتعمد المماطلة وإضاعة الوقت في مفاوضات سد
النهضة؛ لأسباب سياسية داخلية لدى الجانب الإثيوبي، تعود إلى موروث تاريخي
قديم، لافتًا إلى أن الأزمة لا تتوقف حدودها عند مجرد بناء سد للاستفادة من
القدرات المائية في توليد الكهرباء وتحقيق مشروعات التنمية؛ وإنما تحكمها
أبعاد سياسية.
وأضاف مساعد وزير الخارجية- في تصريح خاص
لـ"الهلال اليوم"، أنه لابد من دخول أطراف دولية أخرى للتحاور والتفاوض؛
تجنبًا للتصعيد الجسيم الذي من شأنه أن يضر بمصالح الدولتين، حال فشل المفاوضات.
وتابع خبير العلاقات الدولية، أنه لابد من
تدارك الموقف، والاستمرار في المفاوضات، والوصول إلى تسوية سلمية عادلة تحفظ مصالح
الدولتين، حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وحق الشعب المصري في حصته المائية كاملة،
والتعاون في مشروعات التنمية المشتركة التي تحقق مصالح الشعبين.
ولفت الغطريفي، أن المجتمع الدولي منقسم،
وله وجهات نظر متباينة، وغير متوازن في أزمة سد النهضة بسبب تشابك المصالح،
وحساسية وتعقيد الملف.
وكان الاجتماع الرابع لوزراء الري في مصر
والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي لم يسفر عن أي تقدم بسبب التعنت
الإثيوبي.
وعكست المشاورات - التي جرت بين الدول
الثلاث- أن هناك العديد من القضايا الرئيسية لا تزال محل رفض من الجانب الإثيوبي،
في مقدمتها اعتراض إثيوبيا على البنود التي تضفي الصبغة الإلزامية قانونًا على
الاتفاق، أو وضع آلية قانونية لفض النزاعات التي قد تنشب بين الدول الثلاث؛
بالإضافة إلى رفضها التام للتعاطي مع النقاط الفنية المثارة من الجانب المصري بشأن
إجراءات مواجهة الجفاف والجفاف الممتد وسنوات الشح المائي.
وأكدت مصر ضرورة تضمين الاتفاق هذه
العناصر؛ باعتبارها عناصر أساسية في أي اتفاق يتعلق بقضية وجود تمس حياة أكثر من
مائة وخمسين مليون نسمة هم قوام الشعبين المصري والسوداني.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع يوم الاثنين
الموافق 15 يونيو الجاري سيتم خلاله تقيم مسار المفاوضات.