الأربعاء 19 يونيو 2024

مصر تحمي أمنها القومي.. دبلوماسيون: رسائل السيسي سياسية وستغير الموقف الدولي تجاه ليبيا.. تدخل مصر بات مشروعا بعد تدخل قوى أجنبية تهدد الأمن القومي

تحقيقات21-6-2020 | 20:55

أكد دبلوماسيون على مشروعية التدخل المصري في ليبيا، واعتبار أمنها خطا أحمر لأنها امتداد طبيعي للأمن القومي المصري، مشيرين إلى أنه بات هناك قوى أجنبية إقليمية يستقوى بها أحد أطراف النزاع مما يحول دون وصول الصراع إلى تسوية أو إلى حل سياسي.

 

وأوضح الدبلوماسيون أن مصر لم ترسل رسالة عسكرية ولكنها رسالة سياسية من الدرجة الأولى.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي (مجلس النواب الليبي).

 

وأوضح الرئيس، في كلمته، بعد تفقده المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني، يوم أمس السبت، أن هذا التدخل ستكون أهدافه، حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي شرقا وغربا لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار ومنع أي من الأطراف تجاوز الأوضاع الحالية، ووقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق مفاوضات عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لمبادرة إعلان القاهرة.

 

وقال "إن ما شاهدته اليوم من جاهزية واستعداد قتالي عال للقوات المسلحة يعد فخرا واعتزازا مني ومن شعب مصر العظيم لما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تأهيل وإعداد وامتلاك لمنظومة متطورة تجعلها قادرة على الوفاء بتنفيذ أي مهام تُكلف بها".

 

وأشاد الرئيس السيسي، بالجهود المشتركة والمتسمرة للقوات المسلحة في حماية البوابة الغربية لأمننا القومي الذي هو امتداد وجزء لا يتجزأ من أمن أمتنا العربية وأشقائنا في دول الجوار المباشرة.


التحرك التركي ودعم المليشيات:

 

من جانبه، قال السفير الدكتور محمد حجازي مساعد وزير الخارجية الأسبق إن التدخل المصري في ليبيا بات مشروعا بعد تغير الوضع الآن، وقد بات هناك قوى أجنبية إقليمية يستقوى بها أحد أطراف النزاع مما يحول دون وصول الصراع إلى تسوية أو إلى حل سياسي.

 

وأضاف حجازي في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم" أنه كان من الممكن أن تدخل مصر في هذه المعركة منذ أعوام، ولكنها لم تتدخل حرصًا على وحدة وسلامة الأراضي الليبية وإيمانًا منها بأن كل من يتنازع على السلطة في ليبيا هم من أبناء الشعب الليبي، مشيرا إلى أنه بعد تغير الوضع والتحرك التركي ونقل المليشيات أصبح يهدد أمنها القومي.

 

وأوضح حجازي أن كلمة الرئيس السيسي، حول ليبيا أثناء تفقده للوحدات المقاتلة التابعة للقوات المسلحة بالمنطقة الغربية العسكرية، حملت رسائل عدة ووضعت المشهد الليبي أمام محددات سياسية وعسكرية وأمنية واستراتيجية هامة، مؤكدا أنها كانت رسائل واضحة، حيث إن الموقف العسكري الحالي كان يسبقه مبادرة مصرية وهي "إعلان القاهرة " والتي كان هدفها تحقيق التوازن السياسي دون أي حلول عسكرية.

 

وأكد حجازي أن أبناء الشعب الليبي هم بالنسبة لمصر سواسية، والحدود القائمة من سرت إلى الجفرة هي خط أحمر، وأننا نملك قدرة من خلال قوات مسلحة عصرية لا تغزو ولا تعتدي ولكنها تحافظ على حدودها وتدعم وتساند أبناء ليبيا، مؤكدا انه من الواضح أن السلطة في طرابلس لم تعد صاحبة قرارها فهناك دول أصبحت تشعل الفتن والصراع داخل ليبيا وتستجلب الإرهابيين والميليشيات المسلحة.

 

وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه من هنا كانت رسائل الرئيس السيسي الهامة موجهة للعالم بأن مصر أصبح لها تفويض واضح وصريح من الشعب الليبي ممثلاً في برلمانه، وأننا لم نكن أبدًا لنتدخل إلا عندما بدا أن أمننا القومي والأمن القومي الإقليمي والعربي صار مهددًا في سابقة تدخل إحدى القوى الإقليمية لتدعم ميليشيات وإرسال الإرهابيين الذين لن نقبل أن يكونوا على مقربة من حدودنا".

 

وطالب "حجازي" الجامعة العربية في اجتماعه غدا والمجتمع الدولي، خلال الأيام القادمة، أن يتبنى حلاً سياسيًا والحفاظ على الوضع الراهن شرقًا وغربًا وجنوبًا، لحين العمل من خلال المجتمع الدولي ومساندته من أجل وحدة وسلامة التراب الليبي لإطلاق عملية سياسية وفقًا للدستور الليبي وفِي إطار الآليات الدولية المتاحة سواء كان الإطار العسكري (٥+٥) أو في الأطر السياسية التي تطرحها مبادرة مصر حول ليبيا.

 

رسالة ردع:

 

وفي السياق ذاته، قال السفير محمد العرابي، وزير خارجية مصر الأسبق، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، أثناء تفقده عناصر المنطقة الغربية العسكرية المحاذية للحدود الليبية، من أقوى الرسائل الاستراتيجية التي أُطلقت من قِبل القيادة المصرية تجاه التحديات التي يواجهها  الوطن في المنطقة، لافتا إلى أن إخراج مشهد اليوم كان مثاليا ويرسل رسالة ردع للآخرين بالتأكيد على أن الجيش المصري في حالة اصطفاف وجاهز لأي تدخل من أجل حماية الأمن القومي المصري خارج الحدود أو داخلها.

 

أضاف العرابي، في تصريحات صحفية ، أنه يبدو أن العالم الجديد الذي نعيش فيه يستحسن في التعامل معه أحيانا أن تكشر عن أنيابك، مصر لم ترسل رسالة عسكرية اليوم ولكنها رسالة سياسية من الدرجة الأولى، أعتبر أن مصر وضعت اليوم خطا استراتيجيا واضحا للغاية نحو عدة مشاكل خانقة، قائمة على أسس واحدة وسياسات أخلاقية وملتزمة بمبادئ القانون الدولي.

 

تابع: "السيسي أكد أنه لا تهاون في قضايا الأمن القومي المصري تحت أي ظرف من الظروف، وعلى القوى الدولية أن تأخذ مبادرة القاهرة مأخذ الجد تحت إشراف دولي وأممي"، لافتا إلى أن "الرئيس تجنب تماما ألا يذكر اسم دولة تركيا، لأنه أرفع من أن يذكرها، ولكن أعتقد أن الرسالة باتت واضحة بضرورة كبح المجتمع الدولي لجماح هذه الدولة والتعامل معها على أنه راعية وداعمة وممارسة للإرهاب في المنطقة".

 

وأكد أن "كلمة السيسي اليوم ستغير مواقف كثيرة، وستدفع المجتمع الدولي إلى النشاط ويحاول وضع إعلان القاهرة حيز التنفيذ تحت إشراف دولي.