الإثنين 3 يونيو 2024

الليبيون يفوضون مصر لدحر الغزو التركي.. القبائل ومجالس الأعيان يطلبون دعم الجيش الوطني للقضاء على الفوضى والمليشيات الإرهابية ويتمسكون بـ"إعلان القاهرة"

تحقيقات21-6-2020 | 21:45

طالبت القبائل الليبية ومجالس الأعيان، الرئيس عبدالفتاح السيسي والقيادة المصرية، بدعم الجيش الوطنى الليبي، لدحر الغزو التركي لبلادهم، عقب دعوته أمس الليبين إلى مواجهة المليشيات الإرهابية التي تسعة لتفتيت بلادهم.

 

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن أي تدخل مباشر من الدولة المصرية في الأزمة الليبية باتت تتوفر له الشرعية الدولية سواء في إطار ميثاق الأمم المتحدة (حق الدفاع عن النفس)، أو بناء على السلطة الشرعية الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي (مجلس النواب الليبي).

 

وأوضح الرئيس، في كلمته، بعد تفقده المنطقة الغربية العسكرية في سيدي براني، يوم أمس السبت، أن هذا التدخل ستكون أهدافه، حماية وتأمين الحدود الغربية للدولة بعمقها الاستراتيجي من تهديدات المليشيات الإرهابية والمرتزقة، وسرعة دعم استعادة الأمن والاستقرار على الساحة الليبية باعتباره جزءا لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والأمن القومي العربي، وحقن دماء الأشقاء من أبناء الشعب الليبي شرقا وغربا لتهيئة الظروف لوقف إطلاق النار ومنع أي من الأطراف تجاوز الأوضاع الحالية، ووقف إطلاق النار الفوري، وإطلاق مفاوضات عملية التسوية السياسية الشاملة تحت رعاية الأمم المتحدة وفقا لمخرجات مؤتمر برلين وتطبيقا عمليا لمبادرة إعلان القاهرة.

 

وقال "إن ما شاهدته اليوم من جاهزية واستعداد قتالي عال للقوات المسلحة يعد فخرا واعتزازا مني ومن شعب مصر العظيم لما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تأهيل وإعداد وامتلاك لمنظومة متطورة تجعلها قادرة على الوفاء بتنفيذ أي مهام تُكلف بها".

 

وأشاد الرئيس السيسي، بالجهود المشتركة والمتسمرة للقوات المسلحة في حماية البوابة الغربية لأمننا القومي الذي هو امتداد وجزء لا يتجزأ من أمن أمتنا العربية وأشقائنا في دول الجوار المباشرة.

 

ومن جانبه، دعا المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية مصر لتقديم الدعم المباشر للقوات المسلحة العربية الليبية ، للقضاء على الفوضى وسلطة المليشيات ومساعدة الشعب الليبي في إعادة بناء مؤسسات الدولة ، تنفيذا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وحفاظا على الأمن القومي العربي.

 

جاء ذلك في بيان للمجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية استجابة لخطاب  الرئيس عبد الفتاح السيسي في سيدي براني .

 

وشدد المجلس على أن ليبيا دولة عربية وتنتمي للامة الاسلامية وتربطها أواصر تاريخية واجتماعية مع الشقيقة مصر .

 

وأكد أن دعم النظام التركي للتنظيمات الإرهابية المتسترة بالدين ونشر المرتزقة ، يهدف في الأساس لتمكين جماعة الإخوان الإرهابية ونشر الارهاب في شمال افريقيا ، والاستيلاء على الثروات الليبية لاستخدامها لدعم الإرهاب في المنطقة العربية وافريقيا عموما.

 

 وأعرب المجلس عن حرصه للحفاظ على مكتسبات القوات المسلحة ، ودعم جهودها باعتبارها الحزام الآمن لحماية استقلال وسيادة الوطن ، ودعم المسار السلمي الذي يبدأ بحل الميليشيات ونزع سلاحها ودحر الارهاب وطرد الغزاة وبسط هيبة الدولة وسيادة القانون .

 

وقال المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية  إن الحل المقبول والناجح والذي هو ما يتوافق عليه الليبيون دون إقصاء أو تهميش او استقواء أو مغالبة.

 

ودعا المجلس إلى تكاتف الجهود للتصدي لمحاولة تدوير جماعة الاخوان والجماعات الارهابية للمشهد السياسي بعد أن لفظهم الليبيون ثلاث مرات متتالية ، مؤكدا أن محاولة تدوير من كانوا السبب في الأزمة  لن ينتج عنه حل المشكلة.

 

وأعرب المجلس  عن تقديره عاليا وتفهمه للمعاني الكبيرة لتحمل الشقيقة الكبرى مصر للمسؤولية التاريخية لدعم مقاومة الشعب الليبي للغزو التركي وحماية الأمن القومي والإقليمي ، مؤكدا عل حرصه على طرد الغزاة الأتراك ، وفرق المرتزقة ونزع أسلحتهم وتطهير الوطن من هذه الآفة الخطيرة.

 

ووجه المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية تحية لموقف مصر عبر التاريخ، مشيرا إلى أن مصر كانت دوما ملاذا للمضطهدين ، وداعما للمظلومين و المكافحين في سبيل الحرية والاستقلال.

 

وقال البيان إنه بهذه المناسبة نستذكر الدور العظيم للشعب المصري في دعم الجهاد الليبي ضد الفاشية الإيطالية ومساهمتها في بناء المؤسسات الإدارية والسياسية والأمنية والعسكرية ، ونشر التعليم في ليبيا منذ الخمسينات وحتى السبعينات. 

 

تجدر الإشارة إلى أن المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية الذي ينضوي بداخله كل القبائل والمدن الليبية ، وقد تأسس في العزيزية عام 2014 وعقد اجتماعه العام في مدينة سلوق عام 2015 حيث اعتمد وثائق تاريخية تتعلق بالشان الليبي.

 

كما أعلن مشايخ وأعيان قبيلة المجابرة في  ليبيا ومصر،  تأييدهم بما صرح به الرئيس عبد الفتاح السيسي ،  بأن أمن ليبيا هو امن مصر ، وأن مدينتي سرت والجفرة خط أحمر  .

 

واعتبروا  في بيان لهم مساء اليوم الأحد  المبادرة "الليبية - الليبية  " إعلان القاهرة " هي الخيار الأمثل لحل المشكلة الليبية وذلك عن طريق الأمم المتحدة .

 

ودعا البيان الجامعة العربية اتخاذ كل مايلزم  لوقف التدخل التركي في كل من ليبيا وسوريا والعراق لأن ما  تقوم به تركيا هو إعلان حرب على الأمة العربية .

 

كما طالب البيان دول الاتحاد الأفريقي ودول الجوار الليبي ان تقف صفا واحدا في سبيل وقف المد الإخواني الذي أصبح يستشري في الشمال والجنوب الإفريقي.

 

وأكد البيان ان مجلس مشايخ وأعيان قبيلة المكابرة في كل ربوع ليبيا ومصر يتابع باهتمام كبير ما يدور على أرض الوطن وما تتعرض له ليبيا من قبل الاخوان المسلمين .

 

وأكدوا أن قلوبهم تنزف لما يتعرض له الوطن من خيانة عظمى  وفي الوقت الذي تضمد فيه الجراح ، لاح في الأفق شعاع مصر الكنانة ،الذي  يؤكد بأنه في العرين أسد ، فليبيا جزء من مصر وأمنها أمن مصر ، وذلك على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي .

 

وفي نفس السياق، أعلن مجلس قبائل الجبارنة الليبية دعمه المبادرة الليبية - الليبية (إعلان القاهرة) باعتبارها أساسا للحل السياسي للأزمة الليبية وسبيلا لتحقيق التوافق الوطني وإرساء الاستقرار والولوج في مرحلة جديدة واعدة.

 

ورحب المجلس – في بيان اليوم الأحد- بما جاء في كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس، خلال تفقده المنطقة الغربية العسكرية، والمتعلقة بالشأن الليبي لما يجمع الشعبين من روابط الدم والتاريخ والمصير المشترك، وتتويجا لاتفاقية الدفاع العربي المشترك وتحقيقا لمبدأ الأمن القومي العربي وامتدادا للتلاحم والتكامل بين الشعبين خلال المعارك القومية وأن مصر قادرة على مؤازرة ونصرة الشعب الليبي، وردع التطاول العثماني.

 

وقال المجلس: "إنه وهو يتابع ويعايش ما ألم بالوطن من محن وما أحاطت به من أطماع وما تعرض له من عدوان واعتداء من قبل دولة تركيا ونظامها الباغي الطامح غرورا وبطرا لإعادة أمجاد العثمانيين الزائفة، ووهمهم باحتلال أرض العرب وهو ما يسعون إليه من خلال عدوانهم وتطاولهم على ليبيا والعراق وسوريا وكذلك اليمن.. ولعل التاريخ قد سجل على العثمانيين خلال فترة احتلالهم الغابرة للوطن السوء والتخلف والقبح والبشاعة، وإذ يحاولون إنتاج تلك الحقبة من خلال دعمهم وتبنيهم لقوى الإرهاب والتطرف والمليشيات والمرتزقة وما يسمى بـ(المجلس الرئاسي) للوصول من خلالهم لتقسيم الوطن ونهب مقدراته واحتلال أرضه وارتهان إرادته واستباحة سيادته".

 

ودعا المجلس كل الليبيين الشرفاء أحفاد المجاهدين وسلاسلة الفاتحين لرص الصفوف وحشد الهمم والإمكانيات لمواجهة الاستعمار التركي العثماني وأدواته وأذنابه من قوى الإرهاب والتطرف والمرتزقة والعملاء والخونة، واعتبار تلك المواجهة أصبحت حتمية وواجبة من أجل الدفاع عن الوطن، وصد الغزاة الذين استباحوا العرض والأرض.

 

كما دعا الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي إلى اتخاذ كافة الإجراءات والترتيبات التي تكفل توحيد المواقف تجاه مواجهة وردع الصلف التركي العثماني المتحالف مع قوى التطرف والإرهاب والمرتزقة والعملاء الساعين جميعا إلى زعزعة الاستقرار في دول المغرب العربي، ومن خلالها القاهرة الأفريقية، وجعلها بؤرة للإرهاب والتطرف وتقويض الاستقرار، وارتهان قرارها السياسي وإعادتها للحقب الاستعمارية البغيضة.