السبت 25 مايو 2024

اخونة الثقافة وتغيير الهوية سقطا في 30 يونيو.. و«الهلال اليوم» ترصد أبرز جرائم الإخوان في الفن.. وتكشف الستار عن الوزير الإخواني برتبة متحرش

تحقيقات24-6-2020 | 17:21

بدأت المعركة على الثقافة المصرية علي كافة الأصعدة بداية من القرارات التعسفية التي تم اتخاذها بعد ساعات من تعيين علاء عبد العزيز وزيرا للثقافة في عام 2013، وإنهاء خدمة عدد من قيادات الوزارة البارزة، مما أثار غضب جموع المثقفين المصريين، كخطوة لأخونة الوزارة المسئولة عن الفعاليات الفنية والثقافية، والتى ترفض أغلبها الجماعة الأصولية.

يُقال "إذا أردت السيطرة على شعب.. فلابد أن تسيطر على عقله"، وهذا ما سعت إليه جماعة الإخوان حيث حاولت السيطرة على عقول البسطاء وتكميم أفواه المثقفين، ولكنها عجزت عن اختراق جدار الثقافة المصرية.

جاءت العناية الإلهية لإنقاذ هوية الثقافة المصرية التي كاد الإخوان أن ينسفوها، لولا وقفة المثقفين الحاسمة.


وترصد بوابة "الهلال اليوم" عددًا من جرائم الإخوان اللعينة في بُنيان وجسد الثقافة والفن في مصر كما يلي:


اعتصام وزارة الثقافة والإطاحة بقياداتها:

انفجر بركان غضب بمجرد إعلان المثقفين اعتصامهم بمقر وزارة الثقافة لحين إقالة الوزير الإخواني علاء عبد العزيز، حيث وقع اختيار الإخوان على وزير يفتقد لأي مؤهلات ثقافية، لكنه كان يمتلك كماً من الحقد الأسود تجاه المثقفين، خاصة أنه كان من عينه الوزراء الذين استطاعوا تفجير الوزارة والدخول في خصومة سياسية مع المثقفين جعلته يتجاهل لقائهم أو يدخل معهم في حوار، وكأنه قادم لمهمة محددة هى إقصاء كل القيادات التي تتولي مناصبها بعد استقالة الدكتور صابر عرب وزير الثقافة من منصبه اعتراضا على سحل المواطن حماده صابر آنذاك.

لقد كانت الوقفة ضد علاء عبدالعزيز بروفة لثورة ٣٠يونيو، حيث بدأت حالة من التوتر إثر اتخاذ وزير الثقافة الأسبق، والمنتمي للجماعة الإرهابية "علاء عبد العزيز"عدة قرارات، بإنهاء ندب قيادات بارزة منها الدكتور أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب السابق، والفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم، رئيس دار الأوبرا وقتها، واختيار بدلاء لهم منتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، وذلك بعد مرور أقل من شهر على اختياره وزيرا للثقافة.

 

وكان اعتصام المثقفين أمام وزارة الثقافة، قبل انطلاق ثورة 30 يونيو بعدة أيام فى عام 2013، بمثابة الشرارة الأولى لإرهاصات الثورة المصرية التى قام بها الشعب المصرى ضد حكم الإخوان، ووقفت بجانبه القوات المسلحة، ويعتبر هذا الحدث من الأحداث البارزة فى تاريخ الثقافة المصرية، فجميع المثقفين كبارًا وشبابًا على مختلف التوجهات تجمعوا فى منطقة واحدة.


الغريب أن هذا الجمع الكبير من كبار المثقفين واجهه الوزير الإخواني بتصريح أكثر غرابة، حيث قال "المعتصمين بالوزارة لا يمثلون مثقفي مصر"، فلقد ضم كبار المثقفين الذين مثلوا الهوية الثقافية المصرية في العقود الأخيرة، من بينهم الشاعر الكبير سيد حجاب، والأديبة الكبيرة فتحية العسال، الروائي الكبير صنع الله إبراهيم، الأديب الراحل جمال الغيطاني، بجانب الفنان الكبير المخرج جلال الشرقاوي، والفنانة القديرة سهير المرشدي، والفنانة القديرة رجاء الجداوي، والنجمة يسرا، والنجمة إلهام شاهين، والفنان محمود قابيل، والنجم كريم عبد العزيز، والنجم أحمد حلمى، والنجم هانى رمزى، وغيرهم ممن شاركوا جموع الشعب المصرى سخطهم من حكم الرئيس المعزول وجماعة الإخوان الإرهابية.


وزير ثقافة برتبة متحرش:


قال المستشار عبدالناصر خطاب، المتحدث الرسمي للنيابة الإدارية آنذاك، إن رئيس أكاديمية الفنون كان قد تقدم ببلاغ بشأن ما ورد في إسطوانة مُدمجة تحتوي على ما يفيد قيام وزير الثقافة الأسبق علاء عبدالعزيز، والمدرس السابق بقسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما، بإجراء "دردشة مع عدد من الطالبات بالدراسات العليا بالمعهد، تنطوي على عبارات وألفاظ مخلة بالآداب العامة، وذلك من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".


تقليل ميزانية وزارة الثقافة:


بدأ مجلس الشورى الإخواني حملة من التشويه في بنيان الهوية الثقافية المصرية الذي نصب نفسه حكمًا على الثقافة واستغل صلاحياته لتعجيزها عن القيام بدورها، وهو ما كشفته وزارة المالية التي أعلنت عن تخفيض ميزانيتها لثلاثة ملايين جنيها بدلا من ٦ملايين، وعلى الرغم من عدم قدرة هذا المبلغ على تحقيق الأهداف الثقافية.


وتعمدت حكومة الإخوان زيادة ميزانية وزارة الشباب لمليار جنيه، بعدما طالب وزيرها الإخواني، أسامة ياسين، بزيادة الميزانية، وهو ما حققته حكومة الإخوان في مقابل تجاهل كبير لزيادة ميزانية وزارة الثقافة، وهو السبب الذى دفع لجنة الثقافة بأن توصى بإصدار تشريع أو تعديل لتخفيض هذه المبالغ المخصصة للجوائز في ظل الأوضاع الاقتصادية التى تمر بها مصر.


الريس المعزول يتجاهل مثقفي مصر:


كان هناك تعمد من جانب الرئيس المعزول، محمد مرسي، لتجاهل المثقفين، تأجلت الخصومة، ولكن نيرانها كانت تبرز على السطح منذ بداية توليه.


وفي أول مناسبة للقاء المثقفين تم تجاهلها من قبل الرئاسة التي لم تكلف نفسها بدعوة المثقفين لحضور معرض الكتاب، وإذا عدنا لأرشيف الصور الذي جمع الدكتور صابر عرب، وزير الثقافة بمرسي، سنجد علامات من الغضب مرسومة بدقة على ملامح الوزير الذي تولى الثقافة في عهد هشام قنديل، وهو يقص شريط المعرض بحضور مرسي، وهي نفس الصورة التي كانت تنبئ بأن "عرب" ينوي الرحيل، فتجاهل المثقفين كان إهانة لا تقبل التبري، ولكن "عرب" لم يستطع التعبير عن ما كان يجول في صدره، وانتهز حادث سياسي يتعلق بسحل المواطن حماده صابر، والعنف الذي واجه به الأمن المتظاهرين الذين اعترضوا على مقتل الشهيد محمد الجندي، أحد شباب الثورة.


هنا وجد "عرب" أسبابا مقنعة للرحيل، ولم يتحدث لوسائل الإعلام، وأحكم الصمت حول نفسه، ولم يعلن عن أسباب استقالته إلا فيما بعد.


انهيار فن الباليه في عهد الإخوان المسلمين:


قادت التيارات الإسلامية المتشددة هجومًا حادًا على فن البالية، واستخدمت الجماعة حزب النور وقتها ليكون ذراعها في الهجوم على الفن بشكل عام، والبالية بشكل خاص، وهنا تم تصنيف الباليه على أنه فنا للعري.


وبعد إثارة الاحتقان في داخل الفرق الفنية بالأوبرا، اعتصم عدد كبير من فناني الأوبرا، ولأول مرة يقرر فناني الأوبرا الخروج من أسوار الأوبرا لتقديم عروضهم في الشوارع المصرية، وكانت مقاومة ذكية تحسب لصالح فناني الأوبرا الذين أثبتوا أن فنهم ليس قاصرا فقط على النخبة، بل لديهم حضورا كبيرا في الشارع الذي استقبلهم بشغف، ومن أشهر عروض الباليه التي قدمت بالشارع باليه «زوربا» الذي قدمه هاني حسن الراقص الأول بفرقة باليه أوبرا القاهرة مع مجموعة من راقصي الفريق بالشارع، وبالتالي أصبح زوربا من أيقونات ثورة 30 يونيو واعتصام المثقفين.

    الاكثر قراءة