الإثنين 3 يونيو 2024

الرسامة دعاء العدل : الكاريكاتير السياسي كان حكرا على الرجال!

20-4-2017 | 09:47

حوار: طاهـر البهـي

رسامة كاريكاتيرية شابة استطاعت خلال سنوات قليلة أن تحقق نجاحا كبيرا عبر رصيد ضخم من الأعمال المتميزة والجوائز المحلية والدولية والتكريمات التى حصلت عليها، عشقت فن الكاريكاتير منذ نعومة أظافرها حتى وجدت فرصة لممارسة الكاريكاتير السياسى الذى ظل حكرا على الرجال لسنوات عديدة بجريدة الدستور.

سخرت فنها لمحاربة التمييز ضد المرأة حتى ترجمت حلمها إلى ما يربو على 50 رسمة عبرت فيها بريشتها عن قضايا وهموم المرأة المصرية جمعتها فى كتاب بعنوان 50« رسمة وأكثر عن المرأة .»

دعاء العدل، بنت محافظة دمياط تتحدث عن بدايتها مع الكاريكاتير والجوائز التى حصدتها، وتعلن رفضها تصنيف الفنانة على أنها «ريشة ناعمة »، أو تقسيم الفن حسب النوع، وتصريحات أخرى تكشفها فى هذا الحوار.

فى البداية نقدم لك التهنئة على كتابك الجديد "50 رسمة عن المرأة" فماذا عن فكرته ومحتواه؟

هو دراسة ورؤية بالكاريكاتير عن قضايا المرأة ومشاكلها مثل"السمنة" التي يتندر بها الرجال ويجدونها مدخلا لانتقادها والهجوم عليها، كما يتناول الكتاب القضايا التي طفت على السطح وتعاني منها حواء مثل التحرش والاغتصاب والقوانين التي تحمل تمييزا ضدها وبيان مدى الظلم الواقع عليها، مثل قوانين الزنا وحرية التنقل وختان الإناث والاتجار بالبشر وقوانين أخرى تظهر عدم المساواة في العمل وتنتقص من حريتها بشكل عام وتحد من حريتها في التعبير عن نفسها.

يسجل المنصفون أنك الفتاة الأولى في هذا المجال؟

أنا أندهش من حكاية الأولى، فمصر بلد يتمتع بحضارة عظيمة ضاربة في أعماق التاريخ، ولو أجبت بصراحة عن سؤالك أقول: إنني "مندهشة" وعقلي يقول إنه لابد من وجود رسامات كاريكاتير مصريات في مراحل مختلفة من التاريخ ولكن وجودهم في مجتمع ذكوري أغفل تسجيل أعمالهن.

وكيف بدأت موهبتك مع هذا الفن؟

"الموهبة تختار صاحبها أو صاحبتها" وأنا أجد عندى موهبة كما يقول القراء ويسجل رواد معارضي، وأنا ضد تصنيف المبدع حسب نوعه لأننا في بلد متحضر والدليل على ذلك حسن الاستقبال من قبل زملائى بالعمل، ففي البداية فتح أمامي الطريق الصحفي إبراهيم عيسى من خلال جريدة الدستور التى كانت محطة مهمة جدا في مشواري وأفرد لي مساحات كبيرة، ثم انتقلت إلى صحيفة المصري اليوم ووجدت تشجيعاً هائلاً من فنان الكاريكاتير اللامع عمرو سليم الذي كان يسعى لاحتضان جيل كامل من الرسامين والرسامات، وسعدت جدا بوجودي وسط كوكبة من المبدعين الذين يحملون أفكارا وأساليب متنوعة ما حفزني على تطوير نفسي من يوم لآخر.

هل لاحظت أن النظرة الذكورية في فترة ما كانت تتناول الأنثى من منظور السخرية؟

طبعا.. كلنا لاحظنا ذلك، فالزوجة سمينة جدا وشعرها منكوش، والأسعار أنثى، والحكومة عند الانتقاد أنثى، ولكن أيضاً لا يفوتني أن أحترم كم الوعي لدى العديد من الرسامين الكبار أمثال الأساتذة حجازي ومحيي اللباد وصلاح جاهين الذين وقفوا ضد تشويه صورة المرأة.

وكيف تناولت المرأة في رسومك؟

عندي شخصية نسائية لطيفة جدا اسمها "دودو" وهي تعلق على الأحداث مع والدها، وقد ظهرت "دودو" عقب ثورة 25 يناير وتعبر عن صراع بين جيلين أحدهما تعب من فكرة الثورة وآخر ثوري بطبعه وتكوينه، وما أحب أن أؤكد عليه أنني منحازة للبنت المصرية فهي المفضلة عندي لأنها مستضعفة، ولن أتوقف عن رسمها والتعبير عن همومها إلا بعد أن تحصل على حقوقها كاملة.

أتصور أن من يكتب ويرسم بشكل يومي يجد صعوبة في اقتناص الفكرة بشكل متجدد؟

هناك صعوبة بالطبع وأوافقك الرأي، ولكن هناك مشكلات أخرى تضاعف من الصعوبات لدى الرسام، والتي تتعلق بمناخ التعبير ونقص المعلومات، فمعظم ما يتوافر أمامنا هي الشائعات في حين أفتقد إلى مصادر المعلومة المؤكدة.

هل الرجل أكثر جرأة من المرأة الرسامة؟

ليس بصحيح أن الرجل أكثر جرأة في التعبير عن قضايا المرأة، فأنا مثلاً عندما بدأت أرسم اعتقد القراء أنني رجل لجرأتي فى تناول القضايا، لذلك أنا ضد التعبير السخيف بأن البنت "ريشة ناعمة"، لذلك قال لى الرسام العظيم محيي الدين اللباد إن أفضل ما يميزنى أن القارئ لا يمكن أن يعرف إذا كانت الرسوم لرجل أم لامرأة، وعلمياً لا يوجد فارق بين خطوط الرجل والمرأة.

سمعنا عن وجود كيان للرسامات.. هل تؤيدي الفكرة؟

أنا ضد التصنيف، ولست عضوة في أية جمعيات للرسامات، أنا أعمل مع (6) رسامين رجال ونناقش بعضنا البعض بندية ومساواة كاملة في مساحة الحرية وخدمة القارئ، وتجربة المرأة رسامة الكاريكاتير عمرها عشر سنوات في مصر، ومع الوقت سيكون لدينا جيل من الرسامات ينافس الرجال، فعندما تنجح التجربة سيكون ذلك مشجعا للمواهب الشابة.

ماذا عن جائزة محمود كحيل التي حصلت عليها مؤخراً؟

هي جائزة كبرى للرسم بصفة عامة، ومقرها لبنان، وقد حصلت عليها عن فرع الكاريكاتير السياسي، ومن قبل حصلت على جائزة التفوق من نقابة الصحفيين وأيضا جائزة مصطفى وعلي أمين، والجائزة تعني التكريم من بلد يحترم الفن، وهي مسئولية لتطوير القدرات وشحن الهمة، وبصفة خاصة فإن الجوائز من مصر تحمل إحساسا مختلفا.

هل تجد المواهب النسائية الشابة فرصتها في الصحف؟

عن نفسي أنا مقتنعة جداً بنجاح المرأة في هذا المجال، ولكني لا أجبر أحداً على أن يتبنى وجهة نظري، فهذا يعتمد على ثقافة الآخر وتحضره، وفي تصوري أن الطريق أصبح أكثر تمهيدا لاستيعاب صاحبات المواهب.