أكد عدد من الخبراء في شئوون الحركات
الإرهابية والعلاقات الدولية أن الرئيس المعزول وجماعته تسببوا في عام واحد في
العديد من الأزمات الدبلوماسية والعداء مع الدول العربية والأفريقية والدولية، حيث
غلبوا مصلحة التنظيم على الوطن والبلاد، حيث قام الرئيس المعزول بزيارة إلى إيران
وتبادل بعدها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الزيارة في دلالة واضحة على تطبيع
مع إيران، دون إدراك إلى أن "الأجندة الدبلوماسية المصرية" التي تنشد
أمن واستقرار المنطقة والتي تسبب بها في افساد العلاقات مع الخليج العربي.
قيادة الدولة بفكر التنظيم:
قال
محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، إن جماعة الإخوان خلال تصدرها الحكم على
مدار عام كامل أثبتت فشلها بشكل حقيقي فيما يخص السياسة الخارجية، مؤكدًا أن
الجماعة تعاملت بطريقة التنظيم وليس بفكر الدولة.
وأضاف
حامد، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم" أن قيادات التنظيم الدولي
هى المتحكم الأول في مختلف الأمو، حيث تحالفت مع الدول المنتشر بها الإسلام
السياسي، مشيرًا إلى أن الجماعة الإرهابية تحالفت مع إيران وتقاربت مع حركة حماس
وعدد من أنظمة الإسلام السياسي في الدول العربية وتركيا وماليزيا وإندونيسيا
وباكستان.
وتابع
حامد أن الجماعة أدانت التدخل الفرنسي في مالي لمكافحة الجماعات الإرهابية، حيث تم
ذلك بناء على طلب من الدولة والحكومة المركزية نفسها، مشيرا إلى أن تلك الجماعات
الإرهابية المسلحة كانت ترتكب المجاز والقتل والهجرة الغير شرعية وبعض العمليات
المهددة لسلامة الدول.
وأوضح الباحث في
العلاقات الدولية أن الجماعة قامت بإتباع سياسة خارجية ضيقة الأفق لا تُعبر عن
الدولة بكيانها الكبير، ولكن تعبر عن فكر الجماعة وتخدم مصالح التنظيم، مشيرًا إلى
أن سياسة مصر مبنية على الدبلوماسية واحترام الآخرين وتحالف كل الحكومات حول
العالم.
الإمبراطورية الإخوانية:
قال
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، عمرو فاروق، إن جماعة الإخوان خلال تصدرها
الحكم على مدار عام كامل أثبتت فشلها بشكل حقيقي، وخاصة فيما يخص السياسة
الخارجية، على مختلف المستويات الدبلوماسية والسياسية.
وأوضح
فاروق في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الإخوان تعاملوا مع الملفات
الخارجية المصرية بفقه الجماعة والتنظيم وليس بفكر الدولة، إذ إنهم اعتبروا مصر
مجرد ولاية تابعة للتنظيم الدولي، وكانت قيادات التنظيم الدولي هي المتحكم في
مختلف الأمور، وتتعامل بِما يتفق مع الأطر التنظيمية وليس التصورات الدولية.
وأضاف
فاروق أن السياسة الخارجية للإخوان اعتمدت على رؤية وعلاقات التنظيم الدولي،
وأهدافه وليس على رؤية ومصالح الدولة المصرية، بما يضمن تحقيق أهداف المشروع
الإخًواني في إقامت الإمبراطورية الإخوانية والوصول لأستاذية العالم وفقًا لما رسمه
حسن البنا.
وتابع
فاروق، أن هذه الأمور كانت واضحة تماما، فيما يخص قضية مثل أزمة سد النهضة، أو
موقف الدولة المصرية من الأزمة السورية والعراقية أو من الأوضاع داخل اليمن، فكانت التوجهات التنظيمية هي
الداعم الأساسي في تحركاتهم، فضلًا عّن تطبيع العلاقات مع دولة مثل إيران لها
مطامع داخل المنطقة العربية والشرق الأوسط، وتعتبر داعم أساسي للمشروع الإخواني،
رغم اختلاف المذاهب الفكرية بينهما، في ظل وجود خصومة سياسية تاريخية بينها وبين
الدولة المصرية.
وأكد
فاروق، أن ما حدث من تطبيع علاقات مع إيران حدث مع الكيان الصهيوني، الذي كشف
ازدواجية الخطاب الإخواني القائم على المصالح المتبادلة مع أطراف لديها علاقات
متوترة مع القاهرة.
وأشار
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، إلى أنه وفقًا لتعليمات ورؤية التنظيم الدولي
كانت هناك محاولات لتمكين تركيا وقطر من مختلف المؤسسات والقطاعات الحيوية
المصرية، والسيطرة على مقدراتها وكياناتها وملفات السياسة والاقتصاد، ومن ثم كانت
الدولة المصرية تدار من قبل عصابة تسعى للاستيلاء على مختلف الأسرار العسكرية
والسياسية وشؤون الأمن القومي، ومنحها لأطراف خارجية تستهدف تقسيم المنطقة العربية.