قصيدتان

منار شلهوب

ولدت في السويداء (1995) وتدرس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بجامعة.... صدر لها ديوان "الدرب مسامير" (2016).

لا أُصلّي

لا أُصلّي لأني لست راضية

لستُ راضية عن أصابعي العشرة

المزروعة في كفي بعيدا عن فمي

والتي أراد الله أن يدهشني بها

فأهداني القلم وكتبت:

ما أجمل العيش

حين تلمع الفكرة برأس امرأة حرّة وتكتبها

ومنذ ذلك الوقت:

عاقبني بتقسيم أصابعي.. ثلاثة تطعمني لأبقى وسبعة للخوف.

ابنة الحرب

وأيضا

لأني ابنةُ الحرب

تعلمت منها كيفَ تُشعِل الحرائق

بكلمة حبّ واحدة وتنتهي بالموت

ولأن الجوعَ للحبِّ يأكل جسدي

أحببتُ الكثيرين الكثيرين

ضممتُ صورهم إلى صدري

وأحرقتُها ..

حمّلتهم خطايا حُبّي

وللشمسِ

رميتُ سيوفهم عن جسدي

ونفضتُ غبارَ جراحاتهم ومضيت

وعاهدتُ النهارَ ألا أمدد يدي

وأعودَ إليهم..

لكنّي، ولأني ابنة الحرب أيضا

عدتُ من جديد

أطرقُ باب الحبّ

لكن هذه المرة

رافعة ثوبي عن ساقيّ

كي لا ألوّثه بدماء المقتولين

وعلى عنقي

عقدٌ من وجوه جميع مَن أحببتهم

علّني أذكر دوما

أيّا منهم أوداني للموت قبل؟

العناق الذي أوقف قلبي

أم

ركلات الأطفال الذين توهمتهم داخلي؟

ولأني ابنة الحرب وأشبهها

للطيور رميتهم

غير آبهةٍ بصراخهم

تماما

كحبيبي الذي مضى في الحرب

دون أن يلتفت

 أنني متُّ ..