أعرب رئيس الحكومة اللبنانية السابق زعيم "تيار المستقبل" سعد الحريري، عن دهشته البالغة إزاء إصرار رئيس الوزراء حسان دياب على حصر تصوير الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يشهدها لبنان في كونها "مؤامرة" مع تجاهله الإصلاحات وأزمات قطاعات الكهرباء والاتصالات والوقود في البلاد.
وقال الحريري – في تصريحات صحفية مساء اليوم – إن "دياب" تهجم اليوم على السلك الدبلوماسي في وقت يسعى فيه لأن يستدين لبنان من المجتمع الدولي في سبيل معالجة الأزمات التي يمر بها لبنان، مشددا على أن السبيل الوحيد لإنقاذ لبنان يكمن في الإصلاح لإيقاف حالة الانحدار المستمرة.
ونفى الحريري بصورة قاطعة أن يكون أحد قد عرض عليه تولي تشكيل حكومة جديدة بديلا عن حكومة حسان دياب، مشددا على أن شروطه لإعادة تشكيل الحكومة سبق وأعلنها قبل تأليف الحكومة الحالية ولم تتغير (بتشكيل حكومة مصغرة من التكنوقراط المستقلين عن القوى والأحزاب السياسية) وأن هذه المعايير ليست شروطه، وإنما ما يحتاجه لبنان في سبيل الإنقاذ وتجاوز الأزمة الراهنة.
وقال الحريري: "لا بد من طريقة مختلفة كليا بالعمل وإدارة الدولة، وليس البقاء بنفس المحاصصة ونفس أسلوب التعامل. وإن لم نخرج من كل هذه الأمور فلا شيء سيتغير".
وحذر رئيس تيار المستقبل من تداعيات إقدام السلطة الحاكمة ممثلة في رئيس الجمهورية ميشال عون أورئيس الحكومة، على إقالة حاكم مصرف لبنان رياض سلامه، وتحميله تداعيات انهيار الوضع المالي والنقدي في البلاد، متعهدا أن يكون لتيار المستقبل موقف قاس جدا في حال اتخاذ مثل هذا القرار.
وأكد الحريري أن صندوق النقد الدولي أبدى استعداده لمساعدة لبنان، غير أن هذا الأمر يقتضي إجراء إصلاحات وتغيير نمط العمل بإيقاف المحاصصة في تولي المناصب الوزارية. مضيفا: "إذا أراد اللبناني من الآخرين مساعدته فعليه أن يساعد نفسه أولا. على الحكومة أن تساعد نفسها من خلال تنفيذ الإصلاحات".
وشدد الحريري على وجود مشكلة أساسية في لبنان تتمثل في أن حكومة تطالب دول الخليج بتقديم الأموال للبنان لمساعدته، في حين أن بداخل نفس الحكومة من يصفق حين يسقط صاروخ من ميليشيات الحوثي اليمنية على مدينة الرياض أو أي منطقة داخل المملكة العربية السعودية. مضيفا: "المنطق يقول إن الأمرين لا يتلازمان.
وحين وُضع مبدأ النأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية في بيان الحكومة السابقة وحين تحدثنا به، لم يُحترم".
وتطرق رئيس تيار المستقبل إلى الدعوة الأخيرة التي أطلقها أمين عام حزب الله حسن نصر الله، بالابتعاد عن دول الغرب، والاتجاه شرقا لاسيما صوب إيران والصين في سبيل الحصول على مساعدات للبنان، مؤكدا أنه لم تكن هناك من قبل لدى أي حكومة سابقة، أي مشكلة مع الشرق أو الغرب.
وأضاف: "رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري زار الصين واليابان، وأنا ذهبت إلى الصين وروسيا وأوروبا و أمريكا، لكن المشكلة في هذا الموضوع أن البعض يعتقد أن هذا هو الحل لأزمات لبنان، وكأن الصين ستأتي وتضع أموالها في لبنان".. مشددا على أن أي دولة ستستثمر في لبنان ستطالب بتحقيق الإصلاح أولا.