الخميس 16 مايو 2024

أهالي بالقليوبية يستغيثون: أنقذونا من نفايات «أبو زعبل للأسمدة»

20-4-2017 | 14:45

استغاث عدد من الأهالي بعزب "سمك، كرابيك، والباشا" وغيرهم من القرى والعزب التابعة لمدينة أبو زعبل بمحافظة القليوبية بـ"الهلال اليوم"، لإنقاذ صحة أطفالهم من نفايات مصنع أبوزعبل للأسمدة، مؤكدين أن أعمدة الدخان التي تخرج من هذا المصنع محملة بالعديد من الغازات أصابت العديد من سكان هذه العزب، خاصة الأطفال منهم بأمراض الصدر والجهاز التنفسي.


كما أكدوا أنهم لا يريدون غلق المصنع باعتباره من أكبر المصانع المتخصصة في هذا المجال، ولكن يطالبون المسئولين بالضغط على ملاك المنشأة لاتخاذ الاشتراطات البيئية والصحية بتركيب فلاتر لفلترة الدخان من الغازات الضارة.


وامتنع القائمون على المصنع بالإدلاء بأي تصريحات صحفية بحجة أن هذا ليس من شأنهم، لأن هناك مدراء مسئولون عن ذلك، ولم يستطع "الهلال اليوم" الحصول على رد من رئيس مجلس الإدارة أو من ينوب عنه بعدم الرد على هواتفهم المحمولة.


وبانتقال محرر "الهلال اليوم" إلى المنطقة المذكورة التقط العديد من الصور والفيديوهات التي تظهر تصاعد أعمدة الدخان من المصنع ذات رائحة كريهة تشبه المبيدات التي المكافحة الآفات الزراعية.


"نحن أدمنا هذه الرائحة".. هكذا بدأت سامية محمود ذات الـ65 عاما والمقيمة بعزبة سمك، مضيفة أنها اعتادت استنشاق هذه الرائحة منذ عشرات السنيين، خاصة في الصيف عندما يخلو الجو من الرياح، ومن ثم فإن الدخان الذي يخرج من المصنع يتجه نحو منازلهم مباشرة، مشيرة إلى أن حدة هذه الأدخنة تقل في الشتاء مع وجود الرياح التي تحمل هذه الأدخنة إلى الاتجاه المعاكس لمنازلهم.


والتقطت أطراف الحديث فاطمة علي 35 عاما، ومقيمة بنفس الناحية، قائلة: إن هذه الرائحة النفاذة التي لا يستطيع أن يتحملها الشخص البالغ تملأ منازلهم الأمر الذي يؤثر سلبا على أطفالها الصغار البالغ عددهم ثلاثة، حيث تصيبهم هذه الأدخنة بـ"السعال" حتى تحمر أعينهم، ما يضطرها ومعظم أهل العزبة للخروج من المنازل والجلوس أمامها.


من جانبه أكد "إسلام عبد الحميد" 29 عاما، مقيم بنفس العزبة، أنه لا يطالب بغلق المصنع أو نقله باعتباره واحدا من أكبر المصانع المتخصصة في إنتاج السماد على مستوي الجمهورية ، بجانب أن هناك أكثر من 3000 شخص يعملون بهذا المصنع من بينهم حوالي 300 عامل من أهالي بلدته، مطالبا الحكومة أن تضغط على ملاك المصنع لتركيب فلاتر لتنقية الهواء حتي لا يتضرر أطفالهم من عوادم هذا المصنع، خاصة أنه يأتي عليهم محملا بالروائح الكريهة والغازات التي يستحيل أن يستنشقها إنسان ويحتفظ بصحته، ناهيك عن الأطفال وما تسببه لهم هذه الأدخنة من أمراض مزمنة بالصدر، والجهاز التنفسي، مشيرا إلى أن كمية الأدخنة تتضاعف ليلا لأن المصنع يعمل بكامل طاقته استغلالا للظلام الذي يستحيل فيه أن يتم رصد كمية الأدخنة، خوفا من وسائل الإعلام، وجهاز شئون البيئة.


واستطرد إسلام قائلا: لدي طفلة تبلغ من العمر عامان تتعرض دائما للمشاكل الصحية خاصة في الصدر والجهاز التنفسي بسبب أدخنة هذا المصنع، لافتا إلى أنهم قاموا مرارا وتكرارا بالشكاوى واستدعاء وسائل الإعلام المختلفة لإنقاذهم من هذه الكارثة ولكن لم يتغير شيء، نظرا لعوامل كثيرة يرتبط معظمها بالمصالح القوية والعلاقات العامة والنفوذ لمالكي المصنع، مستدلا على ذلك بأن المصنع مقام منذ عشرات السنوات، جاء خلالها العديد من دورات مجلس الشعب لم يستطع فيها أحد من نواب هذه الدائرة بحل هذه المشكلة.


ولخص إبراهيم صالح 25 عامًا مقيم بعزبة كرابيك معاناة أهل بلدته قائلًا: إن الأدخنة التي تخرج من المصنع تحرق الزرع وتدمره، مضيفا أنه على الرغم من قيام المسئولين عن المصنع بدفع تعويضات  مالية لمنع الأهالي من التقدم بشكاوي ضد إدارة المصنع بسبب تأثير هذه النفايات على الزرع إلا أنهم تقدموا بالكثير من الشكاوى ضد ملاك المصنع إلا أن المسئولين لم يحركوا ساكنا.  


ولفت إلى أنه يمتلك فدانا زراعيا موجودا في ثلاثة أماكن متفرقة كلها تقع بجوار المصنع، واصفا أياها بأنها من أجود الأراضي الزراعية لأنها تقع مباشرة على ترعة الإسماعيلية، تؤثر عليهم أدخنة المصنع تأثيرا كبيرا حيث إن كل الزرع الذي يمر عليه الهواء المحمل بعادم المصنع يموت "بيتحرق"، على حسب وصفه، موضحا أن ملاك المصنع يقدمون تعويضات للمتضررين، ولكن لا يقومون بذلك مباشرة عقب موت الزرع ولكن يقومون بحيلة لتقليل هذه التعويضات، حيث يرسلون لجنة تلو الأخر كل 20 يوما تقريبا، مرة للحصر وأخرى للمعينة وثالثة لكتابة الأسماء ورابعة لتقدير التلافيات حتى يقوم الزرع بتجديد نفسه واستعادة عافيته مرة أخرى، وبالتالي يقومون بدفع تعويضات ضئيلة جدا لا تتناسب مع حجم الدمار الذي وقع ،لافتا إلى أن أخر مبلغ اقتضاه كان 250 جنيها مقابل تدمير 5 قراريط  كانوا مزروعين بمحصول الطماطم.  

بينما أوضح أحد العاملين بالمصنع -رفض ذكر اسمه- أن هناك أقسام عديدة داخل المصنع، أهمها على حسب وصفه قسمي إنتاج السماد والمبيدات الزراعية، مضيفا أن إدارة المصنع لا تقوم بتغيير الفلتر الرئيسي للمصنع الذي يفترض تغيره كل شهر نظرا لارتفاع تكلفته التي تتجاوز المليون جنيه، لفلترة الانبعاثات السامة التي تسببها الغازات الناتجة من المصنع ، إضافة إلي إبعاد هذه الغازات عن المنطقة، مشيرا إلي أنه في حال عدم تغيير هذا الفلتر يدمر المنطقة المحيطة به تماما حيث يصيب الأهالي بمنطقة أبو زعبل والعزب والقرى الموجودة بالحزام الجغرافي لها والتي تتضمن عزب "سمك ، كرابيك، الباشا ،عبدالمنعم رياض ، شكري، الأصفر، والأبيض" وغيرهم بالأمراض الخطيرة من جراء استنشاق هذه الأدخنة خاصة أمراض الصدر، إضافة إلى تدمير الرقعة الزراعية وما بها من نباتات ، فضلا عن نفوق كثير من الحيوانات بتلك المناطق.


وأوضح أن أصحاب المصنع في محاولة منهم للقضاء علي هذه النتائج السلبية يقومون بشراء كل الأراضي الزراعية القريبة من المصنع كلما أتيح لهم ذلك ، كما أنهم يقدمون التعويضات للأهالي نظير نفوق حيواناتهم أو موت زرعهم ، مع توظيف عدد كبير من أهالي هذه العزب بمرتبات مجزية داخل المصنع للحيلولة من شكاوي الأهالي هناك.