أكدت وزارة الخارجية الهولندية اليوم /الجمعة/، فتح تحقيق مستقل في عدم
إغلاق الحكومة الأوكرانية المجال الجوي فوق منطقة النزاع في دونباس ودوره
المحتمل في تحطم طائرة الركاب الماليزية عام 2014.
وصرح ممثل عن الخارجية الهولندية لوكالة أنباء (نوفوستي) الروسية بأن
مؤسسة سلامة الطيران غير الحكومية التي مقرها في الولايات المتحدة تتولى
إدارة التحقيق.
وأوضحت النيابة الهولندية للوكالة الروسية أن التحقيق الجديد يجري بشكل منفصل عن المحاكمة الدولية بشأن الكارثة.
وسبق أن أكد المحامي الهولندي، باوديفين فان إيك، الذي يمثل المواطن
الروسي أوليغ بولاتوف المتهم في القضية، الشهر الماضي، أن حكومة أمستردام
وافقت على التحقيق في قرار كييف عدم إغلاق المجال الجوي فوق جنوب شرقي
أوكرانيا أمام الطيران المدني مع بداية النزاع المسلح في المنطقة في مارس
2014.
ونقل المحامي عن وثائق برلمانية نصها على أن مثل هذا التحقيق قد يستغرق
أربعة-ستة أشهر، لكنه قد يستمر لفترة أطول بفعل الصعوبات الناجمة عن جائحة
فيروس كورونا المستجد.
وتحطمت الطائرة من طراز /بوينج-777-200 إي آر/ قرب مدينة /دونيتسك/ جنوب
شرقي أوكرانيا في 17 يوليو 2014، مما أودى بأرواح 298 شخصا كانوا على
متنها معظمهم مواطنون هولنديون.
وجاءت الكارثة على خلفية النزاع المسلح في جنوب شرقي أوكرانيا بين حكومة كييف وجمهوريتي دونيتسك ولوجانسك المعلنتين من جانب واحد.
واتهمت الحكومة الأوكرانية قوات الجمهوريتين المعلنتين ذاتيا بإسقاط
الرحلة رقم /MH 17/، لكن الجمهوريتين أعلنتا أنهما لا تملكان وسائل قتالية
تتيح لها إسقاط طائرات تحلق على هذا الارتفاع.
وتم تشكيل فريق تحقيق مشترك برئاسة النيابة الهولندية بغية تحديد ملابسات الحادث، دون دعوة روسيا إليه.
وخلص التحقيق إلى أن الطائرة أسقطت بواسطة نظام صاروخي متحرك من طراز
/بوك/ تابع للجيش الروسي، مدعيا أن هذا النظام أدخل إلى أراضي دونيتسك من
روسيا ثم سحب وأعيد إلى البلاد.
ورفضت روسيا قطعيا هذه الاتهامات، مصرة على أن التحقيق الدولي الذي تقوده هولندا مسيس ومنحاز.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن موسكو لا تستطيع الاعتراف بنتائج تحقيق اللجنة.
من جانبه، أشار نائب المدعي العام الروسي، نيكولاي فينيتشينكو، إلى أن
فريق التحقيق تجاهل سجلات الرادارات التي سلمتها إليه روسيا، وهي تؤكد أن
/بوينج/ أسقطت بصاروخ أطلق من منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية.