الأحد 19 مايو 2024

طارق فهمي: تركيا تفرض سياسة الأمر الواقع وتغير المعادلة السياسية بليبيا

اقتصاد17-7-2020 | 21:18

قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي لمشايخ القبائل الليبية خلال لقائه أمس الخميس معهم، تأتي في إطار الارتباطات التاريخية ذات البعد المجتمعي من القبائل المصرية من أول قبائل أولاد علي إلى امتدادهم في الشرق
الليبي.


وأضاف فهمي، في تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أن رسائل السيسي جاءت في توقيت مهم، حيث تستكمل الرسائل التي أطلقها البرلمان الليبي في الشأن الليبي بتفويض "القوات المسلحة المصرية" بالدخول إلى العمق الليبي، مشيرًا إلى أن القبائل اعتبرت أن الأمن القومي المصري يتماسك ويتمدد مع الأمن القومي الليبي.


وأكد فهمي أن الرئيس السيسي أوضح أننا لا ندخل إلا تحت العلم الليبي، فنحن ليس غزاه ولسنا أطراف تداخلية، ولكن استجابة لمطالب الشعب الليبي، ويأتي ذلك في إطار معطيات الأمن المصري العربي والقومي للحفاظ على وحدة الشعب الليبي".


وأشار فهمي إلى أن رسائل السيسي ليست فقط لدعم القدرات الليبية، ولكن للحفاظ على وحدة الأراضي الليبية، بدلاً من حالات الانقسام المتواجدة الآن، والتي يمكن أن تستمر ما بين ليبيا الشرقية وليبيا الغربية.


وعن تعامل تركيا والوفاق مع تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، أكد فهمي أنه سيكون هناك رفض لتلك التصريحات؛ لأن هناك قبائل في الغرب الليبي رافضة لأي تداخلات خارجية، مشيرًا إلى الجانب التركي الذي يريد أن يفرض استراتيجية الأمر الواقع وتغير المعادلة السياسية والتاريخية في ليبيا، على اعتبار أنه له حقوق التوارث المتمادة والمتواصلة.


وتابع فهمي، قائلاً: "أن تركيا سترفض هذه التصريحات وستتبنى سياسة القرارات التصعيدية والعسكرية بصورة كبيرة، متوقعًا أن الغرب الليبي وحكومة الوفاق لن يستمع إلى صوت العقل، وسيكون هناك استعدادات عسكرية على الجانب التركي كبيرة ومستمرة.


وأشار فهمي إلى أن القضية ليست التجاوز في الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس السيسي، وهي عدم الاقتراب من مدينة "سرت  والجفرة"، ولكن هناك هدف تكتيكي واستراتيجي للسياسة التركية في هذا التوقيت ومحاولة فرض الأمر الواقع على الأرض ودفع الأطراف إلى حافة الهوية، ومن ثم يبدأ التدخل المصري لوقف هذا التصعيد وحسم الأمر.