لا يزال بهلول التركي "رجب طيب أردوغان" يسعى في أرض ليبيا الشقيقة
فسادًا دون حرمة للشعب الليبي، لم يكن على القدر الكافي من الرزانة ورجاحة
العقل ليعلم أن من يُصاب بجوار مصر أصابته ببأسها وقوتها، فالدولة المصرية
أرض الأديان، ومجد الحضارات، ومقبرة لكل غازي، وقال الله تعالى: "مَنِ
اعْتَدَىٰ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَىٰ
عَلَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ
الْمُتَّقِينَ".
هكذا تناول الكاتب الصحفي الكبير "حمدي رزق" مقاله فصل الخطاب .. بعنوان "مسافة السكة" كما يلي:
بدأ
الكاتب حمدي رزق مقاله، قائلا" إخوان الوالي العثماني وذيولهم في الغرب
يطلبونها معركة، وهي لهم، والحسم يعني القطع، وحسمه الجيش المصري يحسمه
حسمًا فانحسم، قطعه، قطع دابر العثمانلي الباغي، وعلى الباغي تدور الدوائر،
وحسم السيسي العرق، قطعه ثم كواه لئلا يسيل دمه، وهو بعينه الحسم، وحسم الداء قطعه بالدواء، آخر الدواء الكيّ، كما قررت العرب العارية من قديم الزمان".
وأكد
رزق بقول الله تعالي: "وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا
وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" (الأنفال/
61)".. ميثاق غليظ تستبطنه القيادة المصرية قولا كريمًا وفعلا طيبًأ
يقينًا، وفي كل ما صدر عنها لم تدخر القيادة المصرية جهدًا في محاولة حثيثة
لجمع شمل إخوتنا في ليبيا، ومنع الاقتتال الأهلي والحفاظ على وحدة التراب
الليبي، وجلوس و«الفرقاء» إلى مائدة وطنية، حفاظا على الأرواح والثروات
المستنزفة."
واستطرد رزق، قائلاً:
"معلوم.. مسافة السكة" لم تكن جملة عابرة عبرت، ولكنها قانون صارم يحكم
الأمن القومي المصري، ودوائر الأمن القومي معلومة سلفا لکل مصری، وجيش مصر
العظيم حاميا وعناية الله جندي، والرئيس عبد الفتاح السيسي، في ختام لقائه
مع مشايخ وأعيان القبائل الليبية، قال: «البيت المصري بيت لليبيين.. إن
تنتصروا بنا فسننصركم بإذن الله» وإن ينصركم الله فلا غالب لكم..» (آل
عمران 160).
وشدد رزق على أن مسافة السكة نحو الغرب
بتفويض لیبی دفاعًا في المقام الأول عن الأمن القومي المصري، باعتبار الأمن
القومي المصري يبدأ من خط «سرت والجفرة»، خط أحمر كما خطه القائد الأعلى
للقوات المسلحة، والخط الأحمر يلخصه قول السيسي نصًا في يونيو الماضي
«قسمًا بالله.. اللي هيقرب لها (يقصد مصر) لشيله من على الأرض شيل»، تلك
المقولة كانت تلخيصًا لثوابت الأمن القومي المصري، عندما تتهدد الحدود فلا
مناص من القوة، قوة الحق قوة الوطن، قوة الجيش الصابر على التحرشات التركية
برًا في ليبيا، وفي البحر المتوسط، وعلى كل الحدود.. على الحدود أسود،
الخطوط الحمراء ترجمة حرفية لثثوابت الأمن القومي المصري، نعم «لقد طفح
الكيل»، و«بلغ السيل الزبى»، حتى «لم يبق في قوس الصبر منزع»، ثلاثة أقوال
درج العرب التلفظ بها عند نفاذ الصبر أو تفاقم الأمور إلى حد لا يمكن
السكوت عنه أو الصبر عليه، ولن نصبر طويلا علي تبجح البجم التركي طويل
اللسان، لابد من قطعه وكيه بالنار حتى يستفيق إلى صوابه ويفيق من غروره».
واختتم
رزق مقاله بمقولة «اللي يقرب يجرب»، وسيرى عجبًا أسود على الحدود،
عبدالودود اللي رابص بالصاد، واللي رابض بالضاد، ع الحدود، يتحرق شوقًا
لهذه المعركة وعلى أهبة الاستعداد للحسم، ليرد غائلة المعتدين، على الحدود
رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الوطن من بعد ذكر الله.
وأوضح
رزق أن الجيش المصري عقيدته سلام الحق، إنما الحق قوة من قوى الديان أمضى
من كل أبيض وهندي، «السيوف على ألوانها»،جيش مصر العظيم قوة دفاع وحماية.
لا تهديد ولا توسع، «قد وعدت العلا بكل أبی من رجالي فانجزوا اليوم
وعدي».. مصر تتحدث عن نفسها بفصاحة.
وفي الأخير، مصر تعرف حدودها
جيدا، ولا تتعداها، ولا تعتدي وكل يلزم حدود والخطوط الحمراء منقوشة في
الكتاب، کتاب الوطن، وتبقى مصر مدي الدهر حصنًا عريقًا.