بعد أحداث طائفية مؤسفة شهدتها إحدي قرى سمالوط بشمال المنيا والتي انتهت أمس بإقرار مسلمي القرية بالموافقة علي إنشاء كنيسة ولكن بعدة شروط أهمها ألا يقام فيها سوى الصلوات وتمنع الإجتماعات ولا يحمل المبنى جرسا ولا صليبا ولا قبة
روي أمير خلف لبيب أحد شهود العيان في أحداث كوم اللوفي لـ "الهلال اليوم" أن بداية الأحداث التي تعود لنحو عام ، وأكد أمير في شهادته كذب الرواية المتداولة في الإعلام كاشفاً عن حقيقة الأحداث بحسب وصفه .
مشاحانات قديمة
وأرجع أمير الأزمة للعام الماضي حيث أن القرية التي تضم نحو 1600 قبطي لا توجد بها كنيسة مما يضطر أقباط كوم اللوفي لحضور القداس في أقرب كنيسة بقرية "الحتاحتة" وبعد فترة اعترض مسلمو هذه القرية معللين أن عددنا يفوق أقباط قريتهم وكل قرية تتحمل أقباطها . ولجأنا بعد ذلك لقرية "رفلة" وبعد نحو شهرين تكرر المشهد برفض المسلمين .
وأضاف أمير لروايته بأنه «بعد نحو 3 شهور بلا صلاة توجهنا يوم أحد السعف إلى المطرانية باعتصامات انتهت بوعد من الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط بالحصول على ترخيص لإقامة كنيسة بالقرية ، وفي تلك الأثناء كان أحد الأقباط يدعى أشرف خلف بدأ في إعادة بناء منزله والذي اعترض أهالى القرية عليه متخوفين أن تكون تلك البناية كنيسة فاجتمع بالأهالي وتعهد أمامهم بأنه منزل وليس كنيسة ووقع علي تعهد بذلك إلا أنه بعد الدور الثاني من البناء هجموا علي المنزل وهدموه وحرقوا الأخشاب وسرقوا الحديد وأتلفوا الأسمنت .
تحريض خطيب المسجد
وعن ليلة الأحداث الدامية التي شهدتها كوم اللوفي يوم 13 إبريل روى أمير أنه كان يوم خميس العهد حيث حصل الأب داوود ناشد علي تصريح صلاة لمدة 3 أيام هي خميس العهد والجمعة العظيمة وسبت النور ليلة عيد القيامة كحل مؤقت ، وبعد إنهاء صلاة خميس العهد فوجئنا بالشيخ طه محمد حسين يخطب بالمسجد المجاور لنا وهو خطيب متطوع حيث بدأ بالهتاف والصراخ بأن "النصاري وصلوا وعملوا كنيسة" وعلى الفور خرجت النساء قبل الرجال بالطوب والشتائم وحدثت إصابات متفرقة سطحية لبعض الأقباط أثناء خروجهم من الصلاة .
هتافات داعشية
ويشير أمير إلى سلبية تعامل الأمن في هذه الواقعة حيث اكتفى بفصل المسلمين عن الأقباط دون إلقاء القبض على أحد ، وفي مساء هذا اليوم خرج شخص يدعي شعبان وحرق أحد عشش المسلمين ليلصقها بالأقباط ، وبالفعل نجح في مخططه وألصقت التهمة بدانيال الذي حُرق لعائلته 3 منازل فضلا عن منزل خاص بالمطرانية وهو عكس الرواية التي يتداولها الإعلام بأن الأقباط هم من أحرقوا العشش والمنازل ، فضلاً عن أن الشرطة أفرجت عن دانيال المتهم دون أي كفالة وتحفظ الأمن الوطني عليه ليحميه بينما أخلي سبيل 15 من المتهمين المسلمين بكفالة مما يعني إدانتهم . وانتهى يوم الخميس بهتافات فجر الجمعة خرجت تجوب القرية منها "الله أكبر" "إرتاح ياعيسى مافيش كنيسة" ، "يانصراني إتلم إتلم لا نخليها دم في دم" وقرر الأمن إلغاء تصريح 3 أيام والاكتفاء بصلاة الخميس فقط ولزم الأقباط منازلهم يوم الجمعة وطوق الأمن القرية وحاصر المساجد وقامت الشرطة بموقف حاسم يومها .
وعن الإتفاقية الموقعة يقول أمير ، لانعلم عنها شئ ولا الكنيسة لم تبلغ وما سمعناه هو أن بعض مسلمي القرية حددوا لنا 3 أماكن لبناء مبني للصلاة لا يرقي لمستوي الكنيسة حيث حظروا فيها أن تحمل لافتة بإسم كنيسة أو إسم القرية وأن تكون دور واحد فقط وبدون منارة أو جرس أو قبة ، ويشير أمير إلي أن القطع الثلاث التي يخيرنا بها لبناء الكنيسة عليها هي أراضي زراعية لا يمكن البناء عليها والحكومة مؤخراص خرجت بحملة إزالات موسعة للمخالافات فضلاً عن ان هذه الأماكن خارج القرية تبعد نحو 100 كيلو بينما رشحت الكنيسة منزلين وسط القرية لكن المسلمين رفضوا أن تقام الكنيسة وسط القرية . ويؤكد أمير أن هذه الإتفاقية لن يقبلها أي مواطن ونحن كأقباط نرفضها جملة وتفصيلاً ونطالب الرئيس السيسي ومجلس النواب وكل العقلاء والشرفاء في هذا الوطن بعدم السماح للمتشددين بخرق القانون التنكيل بفصيل مصري له حقوق كباقي المصريين