الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

بالوثائق.. قديما مصر تتحمل نفقات تعليم وملبس وإقامة الطلبة الإثيوبيين

  • 19-7-2020 | 06:34

طباعة

كانت مصر وستظل بؤرة النور ومنارة العلم والثقافة في أفريقيا والوطن العربي، ففي مدارسها وجامعاتها تخرج الكثير من الأشقاء الأفارقة والعرب بعد أن درسوا جميع العلوم التي أهلت العديد منهم ليصبحوا رؤساء ورؤساء للوزارات ووزراء أيضا في بلادهم .. نعود من خلال الوثائق النادرة إلى علاقة مصر وأثيوبيا، تلك الدولة الشقيقة التي لا يعلم الكثيرون منهم عمق الروابط والصداقة بين البلدين، والتي يتعنت المسئولون فيها الآن ويراوغون في ملف مياة النيل بحجة مصلحة شعبهم، وعليهم أن يطلعوا على ما ننشره وسننشره من وثائق تؤكد حرص مصر قديما على مصلحة الشعب الأثيوبي وتعليم جالياته، وأن العلاقات الطيبة امتدت بين مصر وشعب أثيوبيا والإمبراطور هيلا سيلاسي عقودا طويلة من فترة الملكية مرورا بفترتي حكم الرئيسان جمال عبد الناصر والسادات، وعليهم فقط أن يلتزموا بحقوق مصر التاريخية في مياة النيل، وأن يراعوا حقوق الشعب المصري كما راعتهم حكومتنا على مر السنين.

 

طلب العلم في مصر

في 19 أغسطس 1930 كانت الوثيقة الأولى النادرة وهي خطاب من صفحتين موجه من بابا بطريرك الكرازة المرقسية بالقاهرة إلى الأنبا كيرلس مطران الإمبراطورية الأثيوبية ، وبعد المقدمة والتحيات فقد أطلع البابا المصري نظيره الأثيوبي بسلامة وصول الطلبة الأثيوبيين الذين أرسلوا لتلقي العلوم في المدارس المصرية، وقد وصل الطلبة في فوجين إلى بورسعيد، وقد تم إيفاد مسئول لاستقبال الفوج الأول ثم الثاني لاستقبالهم ونقلهم إلى القاهرة.

 

الطلبة يحتاجون إلى ملابس

ويستطرد البابا في خطابه قائلا : ولما وصل الطلبة الأثيوبيين وجدنا أنهم في حاجة إلى ملابس، فأمرنا بشراء ما يلزمهم من هذه الملابس ليكونوا في مظهر لائق، ثم أمرنا بإنزالهم في دار المدرسة الإكليريكية بمهمشا، وهي الآن في العطلة الصيفية، وذلك نظرا لما فيها من الإستعدادات ، وعين لهم طباخ لإعداد طعامهم وشرابهم، وخدما لخدمتهم ، وخصص لكل منهم سريرا بمفروشاته للنوم وعين طبيبا لعيادتهموالإهتمام بصحتهم، ومازالوا إلى اليوم نازلين على الرحب والسعة وهم موضع عنايتنا وترحيبنا.

 

تنفيذ رغبة الحكومة الحبشية

ويؤكد البابا المصري يؤنس أنهم بدأوا في تنفيذ رغبة الحكومة الحبشية بتخصيص 20 طالبا منهم لتلقي العلوم الدينية والعقيدة الإرثوذكسية، على أن يظل 12 منهم في المدرسة الإكليركية بمهمشا و8 بمدرسة الرهبان في حلون، وطمئن البابا نظيره الأثيوبي بأن المدرستان يدرس فيها من العلوم واللغات واللاهوت ما يكفي لتخريج رجال دين حاصلين على قسط وافر من الكفاءة.

 

الطلبة يرفضون اللغة العربية

الوثيقة التي لدينا والوثائق الأخرى موجهة من مصر إلى أثيوبيا باللغة العربية، فمن الطبيعي أن الحكومة الأثيوبية التي أوفدت طلبتها للتعلم في مصر على نفقتنا الخاصة والتي لم تزود حتى الطلبة الأثيوبيين بما يلزمهم من نفقات لشراء الملابس أو الإقامة، والتي تحملتها مصر، كان على الحكومة الأثيوبية أن تعلم أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية في بلدنا، ويكمل البابا في رسالته : أن باقي الطلبة وهم 40 طالبا فلم يستقر الرأي في أمرهم، إنتظارا للمساعي التي تبذلها وزارة معارف الحكومة المصرية، في شأن قبول عدد منهم في المدارس الأميرية، ونظرا لأن اللغة العربية هي أساس التعليم في مدارسنا فقد أمر البابا بتعيين إثنين من معلمي اللغة العربية لإعطاء الطلبة دروسا في اللغة حتى يمكنهم فهم الدروس التي تلقى عليهم في المدارس، وأن المدراس المصرية تلقن الطلبة لغة أجنبية، إنجليزية أو فرنسية

 

طلبة كبار السن

وتعجب البابا يؤنس من سلوك الطلبة الأثيوبيين قائلا: ولما أرسلنا الإثنين المعلمين إلى الطلبة لتعليمهم ، امتنعوا عن قبول أخذ الدروس في اللغة العربية، وقالوا أنهم يطلبون تلقي العلوم باللغة الإنجليزية أو الفرنسية فقط، وهذا أمر يخالف نظام التعليم في مصر، وقام البابا باستدعائهم وحاول إفهامهم وإقناعهم بأنه لا سبيل إلى التعلم في مصر إلا بمعرفة اللغة العربية، ولو أوفدوا إلى أي مملكة أخرى للتعلم فلابد أن يتقنوا لغتها أولا، وأكد البابا أنهم مازالوا رافضين ومصرين على امتناعهم، وتساءل في رسالته : هل هذا الرفض والإصرار هو رأيهم الشخصي أم رأي الحكومة الحبشية، ويأمل البابا في رد سريع .. وأكد أن أعمار الطلبة الوافدين للتعلم بهم عدد كبير من كبار السن ، وهؤلاء سيدخلون المدارس القبطية، أما الذين يزيد أعمارهم عن عشر سنوات فسوف يتم إدخالهم المدارس الأميرية.

 

إنتظروا وثائق أخرى شديدة الندرة

    الاكثر قراءة